بغداد / اوراق  حظي كتاب سارت الكينونة والعدم والذي صدر حديثا عن المنظمة العربية للترجمة،  بترجمة جديدة حظيت باهتمام القاريء العراقي حيث نفدت النسخ الاولى التي عرضتها مكتبات شارع المتنبي الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر صاحب فكرة الوجودية وجدت استقبالا من القاريء العراقي
 الذي اقبل على شراء نسخ الكينونة والعدم بالرغم من ان الكتاب المذكور يعد كتابا فلسفيا خالصا وواحدا من اكثر كتب سارتر العصية على حل الغازها حيث عد منذ صدوره في الاربعينيات من القرن الماضي بانه كتاب للنخبة.«الكينونة والعدم»، وهو الكتاب الذي كان نقله إلى العربية، قبل ثلث قرن، الدكتور عبدالرحمن بدوي بعنوان الوجودية والعدم  مترجم الكتاب حديثاً إلى العربية، الدكتور نقولا متيني، ومع أن كتاب «الكينونة والعدم»، أو «الوجود والعدم»، بات يُعتبر في تاريخ الفكر الفلسفي في العالم  كتاباً كلاسيكياً لا يثير اليوم ما أثاره من عواصف ونقاشات عند صدوره عام ١٩٤٣ عن دار غاليمار في باريس، إلا أن نقله إلى العربية اليوم يؤلف حدثاً ثقافياً بلا ريب. فهو تجديد للحديث عن الوجودية، أو هو في الأقل نفض للتراب عنها، ومراجعتها خصوصاً في ضوء ما استجد حولها، وبعدها على الخصوص، من نظريات في الفكر الفلسفي العالمي. ذلك أنه جاء وقت كانت الوجودية، سواء الفرنسية أو الألمانية، مالئة الدنيا وشاغلة الناسولم يقتصر تاثير الوجودية على العالم الغربي بل وصل الى العالم العربي  حيث يذكر المترجم في مقدمته : لجان بول سارتر حظ واسع من الانشار، وبخاصة بعد رفضه جائزة نوبل للآداب عام ١٩٦٤م وتعاطفه مع الثورة الطلابية في أيار ١٩٦٨م. ولأن بعض مؤلفاته الفلسفية مثل «الكينونة والعدم»، و«نقد العقل الجدلي» كانت محصورة بالنخبة، فإنه حاول تبسيط فلسفته عبر مقالات ودراسات مثل «الوجودية مذهب إنساني»، وعبر رواياته ومسرحياته، ما ساهم في انتشار أفكاره في العالم العربي انطلاقاً من لبنان ومصر بشكل خاص، ثم في العراق  وبقية البلدان العربية.  ولعل أول مقالة عن سارتر كانت مقالة مترجمة نُشرت في مجلة «المكشوف» عام ١٩٤٦م بعنوان «سارتر أبو الرومانطيقية الجديدة». ثم انتشرت المقالات والترجمات في مجلة «الأديب» لصاحبها البير أديب، التي نشر فيها الناقد العراقي نهاد التكرلي مقالة عن الوجودية  . ثم أصبحت الوجودية أيديولوجية لمجلة الآداب اللبنانية. وكان صاحبها ورئيس تحريرها الراحل الدكتور سهيل إدريس قد تأثر بهذه النظرية، يُعتبر كتاب «الكينونة والعدم» كتاباً مفصلياً عند سارتر، كما يُعتبر أحد المؤلفات الفلسفية الأساسية في القرن العشرين. أنه سارتر نفسه أو كله. فهو يتضمن عالمه الفكري، كما يحمل آثاراً لأعماله الأخرى، وبخاصة الأدبية منها. المؤلف:  جان بول سارتر، ترجمة الدكتور نقولا متيني  الناشر / المنظمة العربية للترجمة 2010