يعود الناقد الإنكليزي مسكرام ليذكر قراءه بواحدة من عظميات كاتبات الرواية الأمريكية ، إديث وارتون ( 1862 – 1937 ) ،والتي يجهل القارئ في بريطانيا الكثير عنها ، حيث سبق وأن حازت على جائزة البوليتزر المعروفة وترشحت عام 1927 للفوز بجائزة نوبل للآداب

يعود الناقد الإنكليزي مسكرام ليذكر قراءه بواحدة من عظميات كاتبات الرواية الأمريكية ، إديث وارتون ( 1862 – 1937 ) ،والتي يجهل القارئ في بريطانيا الكثير عنها ، حيث سبق وأن حازت على جائزة البوليتزر المعروفة وترشحت عام 1927 للفوز بجائزة نوبل للآداب وحازت روايتها الشهيرة " عصر البراءة " على لقب أفضل 100 رواية للخمسة والأربعين عاما الماضية ، تناولها المخرج الكبير مارتن سكورسيزي في فيلم جريء عام 1993 قامت ببطولته النجمة ميشيل فايفر ودانيال داي لويس وهذه هي ليست المرة الأولى التي تتناولها السينما قبل أن تنتقل إلى التلفزيون ويتم كذلك تكييفها إلى المسرح .
ولدت وارتون في عائلة غنية في مدينة نيويورك ، عشقت الكتابة في سن مبكرة قدمت خلالها العشرات من القصص والروايات ، لكن " عصر البراءة " الرواية التحفة كما يصفها العديد من النقاد حازت على الإعجاب الكبير بسبب معالجتها للمشهد المتغير لمدينتها الكبيرة نيويورك التي تهددت ثقافتها كما كانت تقول دائما بسبب الطارئين عليها والذين باتوا يلهثون وراء المال حتى ولو كان تحصيله من دون حق يذكر ، ووارتون تقترب بكتابتها من هنري جيمس الذي وصفته بأنه :
" الأكثر حميمية لي من أي وقت مضى مع أنني أختلف معه في نواح عديدة من كتاباته " .
هيمنت وارتون على المشهد الأدبي الأمريكي منذ عام 1900 حتى نهاية الحرب العظمى باعتراف الكثير من الكتاب والنقاد. وروايتها " عصر البراءة " تحكي عن قصة زفاف تتهدده الأخطار من غيرة ، حسد ، جمال خجل ، ومؤامرات للفوز بقلب امرأة شابة جميلة تهوى رجلا آخر ، الرواية مأساة اجتماعية عاشتها الكاتبة حين أصيبت وقتها بانهيار عصبي عام 1913 بسبب زوجها ، لكنها عادت بعد طلاقها منه لاستكشاف ذاتها عبر هذه الرواية ولتقدم بعدها المزيد من رواياتها الحافلة بالخيال الذي يعكس مدى موهبتها وبراعتها فيه .
وكما هو الحال مع جميع رواياتها فإن " عصر البراءة " تفضح هي الأخرى وحشية ونفاق مجتمع مانهاتن في سنوات ما قبل وأثناء وبعد الحرب العظمى ، لكن الغريب أن هذه الرواية ولشدة تقريعها للمجتمع الأمريكي فازت بالبوليتزر عام 1921 حيث أشاد بها قضاة الجائزة لأنها وبحسب وصفهم تكشف عن جو الحياة المجتمعي الأمريكي من الداخل وبوصف لا يرحم وبتحليل واقعي متناولة فيه للعديد من شرائح ذلك المجتمع وبلائحة اتهام عريضة له قدمتها عبر كتاباتها وتحض بالوقت نفسه على نقل تجارب المجتمعات الأوربية التي اعتبرتها الأكثر ثقافة من بلادها ما شكلت هذه الأفكار نقطة خلاف بين النخب الفكرية الأمريكية منهم إيرفينغ ، ملفيل ، هاوثورن ، بينما لمح بعضهم إلى أنه لا تزال تلك الإشكالية موجودة في مجمعنا دون حل لها حتى يومنا هذا .
" عصر البراءة " صدرت كاملة عام 1921 بعد أن كانت قد صدرت قبل ذلك التاريخ بأربعة أجزاء متفرقة وأصبحت أول رواية مكتوبة من قبل امرأة تفوز بالبوليتزر.
 عن: الغارديان