بسبب الظروف التي يعيشها العراق من شماله إلى جنوبه التي تحتم على أهله الهجرة إلى بلدان العالم الأكثر استقراراً بحثاً عن الأمن والأمان نرى أن جميع مفاصله تُعـد متأثرة بهذه الزوبعة من الاضطرابات التي طالته جراء العمليات العسكرية في أغلب مدنه خصوصا أن الإرهاب يضرب أطناب المدن العراقية بقوة والموت المجنون يُلاحق أهلها أينما حلـُّوا وارتحلوا ، ليشمل هذا الاضطراب الرياضة العراقية وخصوصا كرة القدم التي تعـد اللعبة الأكثر شعبية في العالم ويُحرم جمهورها من متابعتها لاسيما أن الجمهور العراقي تواق للدوري الممتاز الذي استعاد عافيته قبل موسمين فقط ليعود إلى سابق عهده يوم كان يتصدر دوريات المنطقة بازدياد عدد جمهوره وقــوة مبارياته وسخونة أداء لاعبيه خصوصاً بعد أن وصلنا إلى زمن الاحتراف الذي يُحتم على أن يضمَّ كل فريق عدداً من اللاعبين الأجانب الذين من شأنهم الارتقاء بواقع الكرة العراقية خصوصاً أن وتيرة الأداء في تصاعد مستمر من موسم لآخر ، لكن على ما يبدو إننا سنترحم على دوريات المواسم المنصرمة هذا الموسم بعد أن سلمنا وتيقنا أن دورياً لن يُقام هذا الموسم جراء الظروف المحيطة التي تنذر بعدم استقرار يسود الموقف السياسي ليعمّ على الصعيد الرياضي ويهدد الكرة العراقية التي ما زالت تعاني ويلات الحقبة الماضية بعد أن تم انتشالها من ذلك النفق المظلم الذي عاشت فيه طويلاً .. فمن غير المعقول أن تعود كرتنا إلى ذات النفق المرعب الذي جعلها تتقهقر متراجعة عن أغلب كرات العالم لتقبع خلف الكرة الفلسطينية مع جُـل احترامي للشقيقة فلسطين.
اليوم نقف حيارى إزاء موقف الصمت الذي لازم اتحاد الكرة العراقي نتيجة ما يحدث للكرة العراقية التي ستهمش تماماً لنعود بمقترح يبدو انه الأقرب إلى الحقيقة طالما بدأ الحديث عنه وراء الكواليس لينتقل الى الشارع الرياضي ويصبح مثار جدل الجميع كونه الاحتمال الأقرب للديمومة والحفاظ على الكرة من التهميش وهو ان يصار الحال الى دوري مناطقي بحسب التسريبات الإعلامية التي طرقت أسماعنا التي تعــد بمثابة الحل الأقرب والأوفر حظاً على طاولة اتحاد الكرة الذي لا اعتقد أن بوسعه شيئاً يعمله من أجل معاودة الدوري بأحسن وجه لطالما هناك أمور تبدو اكبر من طاقته ولا يمكن أن يعمل إزاءها شيئاً يُعيد الأمور إلى نصابها علماً أن دوري المناطق في دوري المجموعات لا يعود بالفائدة الفنية على الكرة العراقية ولاعبينا ، بل انه سيعود الأمور إلى وضعها يوم كان الجميع يعاني من انحسار الكرة العراقية في ظل دوري المجموعات التي يحتم على فرق عدم لقائها لفرق أخرى فقط في المباريات الودية وهذا غير جائز خصوصاً إن مجموعة بغداد ستضم فرق الزوراء والجوية والشرطة والطلبة والنفط وبغداد والكرخ والمصافي والكهرباء إن حالفه الحظ وتأهل إلى الدرجة الممتازة ليتركز أغلب اللاعبين الجيدين في هذه الفرق وتفرغ بقية الفرق الشمالية والجنوبية من المهارات الفنية والكفاءات الجيدة التي كانت تضمها في المواسم الماضية ليعود ذلك الدوري البائس الفقير بكل شيء ، لكن المشكلة أن الحلول باتت ضئيلة جداً وجميعها لا يخدم الكرة العراقية بقدر ما كنا نسعى له هو مواصلة دورينا بنجاح ليبدو أكثر سخونة من سابقاته ويعود بالفائدة الفنية على منتخباتنا الوطنية التي ستعاني هي الأخرى منها.
دورينا والمربع الأول
[post-views]
نشر في: 11 أغسطس, 2014: 09:01 م