للمرة الأولى في تاريخهم، انتخب الأتراك رئيسهم مباشرة، فاز أردوغان بأغلبية الأصوات، ليؤكد أنه عصي على الهزيمة، التي لم يذق طعمها منذ انخراطه في العمل السياسي، وليكون رئيساً كامل الدسم بصلاحيات موسعة، بعد تعديله للدستور كما وعد، استفاد خارجياً من حرب غزة التي منحته دعماً آخر بسبب مهاجمته لإسرائيل، وهو بارتدائه الكوفية الفلسطينية، وخطاباته الرنانة ضدّ أعداء تركيا، كان يغطي فشل سياسته الخارجية، التي أبعدت تركيا عن مراكز التأثير في الشرق الأوسط، وسببت أزمة في علاقاتها مع الرياض وبغداد والقاهرة، وزادت حدّة التوتر مع واشنطن.
انتخب الأتراك رئيسهم الجديد، ليترسخ استمرار أردوغان في قيادة البلاد لخمس سنوات أخرى على الأقل، رغم تحذيرات خصومه من نزعته الاستبدادية، وقبل أن يُعلن فوزه رسمياً، قال إن الشعب يتخذ اليوم قراراً بالغ الأهمية بالنسبة للديموقراطية التركية، وكرر رغبته في الاحتفاظ بمقاليد الحكم، من خلال التشديد على أن الرئيس المنتخب والحكومة المنتخبة سيعملان يداً بيد، لكن ذلك لم يمنع تزايد الانتقادات الحادة لتفرده في السلطة، مع أنه سيحتل في كتب التاريخ منزلة، موازية لموقع الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك، كواحد من القادة الأكثر نفوذاّ وتأثيراً في البلاد.
بات مؤكداً اليوم، أن أردوغان الذي يقود مع حزبه المنبثق عن التيار الإسلامي البلاد، منذ أكثر من عشر سنوات، سيتمكن من البقاء في الرئاسة لولايتين رئاسيتين، مدة كل منهما خمس سنوات، وهو الرجل الذي عمل على نقل بلاده من علمانية أتاتورك إلى الإسلام بطبعة جديدة، يرضى عنها الغرب، لدمجها بين تعاليم الإسلام وحياة اجتماعية واقتصادية متقدمة، تتجه إلى آفاق جديدة، لم يكن محتاجاً لكرسي الرئاسة، إلا لتأكيد سلطته المطلقة، واليوم ستنطلق معركة جديدة، للرجل المعتاد على الانتصارات، فهو سيُعدّل النظام إلى رئاسي، حيث يبدأ كتابة تاريخ جديد لتركيا.
ثمة العديد من الأسئلة، تنتظر من فترة أردوغان الرئاسية الجواب، وتتعلق باستعادة الوحد الوطنية، وحل المعضلة الكردية سلمياً، وعلى أساس تلبية مطالب "أتراك الجبل" في الاعتراف بقوميتهم، والأكثر أهمية تجنيب تركيا مخاطر التطرف الإسلامي المنفلت من كل عقال، وكذلك استعادة الدور التركي في المنطقة، بعيداً عن التوتر مع أكثر من طرف فيه، وكيف ستكون علاقة أردوغان مع الغرب، حيث يسعى لأن تظل بلاده بوابة أوروبا الاقتصادية والأمنية، اعتماداً على موقعها الجيوسياسي، الشديد الأهمية عند واشنطن في سياساتها تجاه أوروبا.
يستهل سلطان تركيا فترته الرئاسية بالدعوة إلى الوحدة، وبدء مرحلة جديدة في بلد شهد الكثير من الانقسامات في عهد حكم حزبه، ودعا إلى تخطي خلافات الماضي، منادياً بمصالحة اجتماعية جديدة بين مواطنيه، واحتجاجاً على اتهامه بالتسلط، قال إنه سيكون رئيساً لكل الأتراك، وليس فقط الذين منحوه أصواتهم، وعلى طريقة السلاطين العثمانيين قبل اعتلائهم عرش السلطنة، توجه أردوغان إلى المسجد لأداء الصلاة الشكر، وهو يعتمد على تأييد غالبية شعبه المتدينة والمحافظة، التي استفادت كثيراً من النمو الاقتصادي في عهده، لكنه يدرك تماماً أن الصعوبة الرئيسة التي تواجهه، ليست في الفوز بالرئاسة وإنما فيما سيليها، حيث يتوقف مستقبله السياسي إلى حد كبير، على الطريقة التي سيتمكن بها من المحافظة على سلطته، في حزب العدالة والتنمية.
تركيا اليوم تحت سيطرة رجل يساوي بين الشيوعيين واليهود، باعتبارهم مصدر الشر، لكنه يواصل علاقات بلاده مع إسرائيل رغم تسميته الصهيونية بأنها جريمة ضدّ الإنسانية، والمؤسف أنه سيُجيّر سلطته لمصلحة الإسلام السياسي الذي يعبث بالمنطقة
السلطان أردوغان
[post-views]
نشر في: 11 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
يحفظو الموريتاني
اظلمت الرجل وكانك موقفك منه. ،،تعصبا،، لا اكثر واعترفت مكرها بانجازاته ويبدو ان موقفك منه بسبب سوريا ....الاسلام السياسي هو من يقود المقاومة في الجهاد في غز فحماس ابنة الاخوان وعضو الاصابع اذا!!!