اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مخاوف من تفشي الأمراض الوبائية بين النازحين

مخاوف من تفشي الأمراض الوبائية بين النازحين

نشر في: 12 أغسطس, 2014: 09:01 م

لم يخطر ببال يونس وهو شاب يعمل بمهنة النجارة في منطقة الدواسة بمحافظة نينوي أن يصاب بمرض التدرن وهو الذي عرف بنعمة الصحة التي انعمها الله عليه ما جعله يمتلك القدرة على العمل بدون تعب . التدرن... هذا المرض الذي أصابه من غير سابق إنذار جعله يختار العزل

لم يخطر ببال يونس وهو شاب يعمل بمهنة النجارة في منطقة الدواسة بمحافظة نينوي أن يصاب بمرض التدرن وهو الذي عرف بنعمة الصحة التي انعمها الله عليه ما جعله يمتلك القدرة على العمل بدون تعب . التدرن... هذا المرض الذي أصابه من غير سابق إنذار جعله يختار العزلة التامة بين عائلته والأصدقاء والعمل .. فهذا المرض يدفع الناس للابتعاد عن المصاب به بما يحمل من مخاطر العدوى للغير. بالمقابل استنفر جميع محبي يونس من الأهالي والأصدقاء انفسهم لمد يد المساعدة والبحث عن حل لهذا المرض. اخيراً تمكن يونس ومن خلال احد المراكز الصحية المتخصصة لمرض التدرن من تشخيص المرض والبدء بالعلاج منذ شهرين وبدأ يتماثل للشفاء تدريجياً لكن الأطباء أوصوه بالاستمرار بالعلاج لمدة ستة اشهر من دون ان يعلموا او يدري هو ماذا يخبئ القدر لهم من مصائب في بلد مثل العراق تتآكله الأزمات . فالأحداث جاءت سريعة لتعصف اولاً بالموصل ثم لتجهز على ما بقي من حلم بالشفاء ليونس وغيره ، فبشكل غريب تمت سيطرة المسلحين على الموصل ما جعل يونس في حيرة من أمره بسبب تركه العلاج . (المدى ) تحدثت مع المرضى والتقت بالمعنيين والمختصين في الأمراض الانتقالية لبيان مدى الاهتمام بهذه القضية المهمة.

 

نازحو جلولاء والعجز الكلوي
محمد مالك، 62 عاماً ، متقاعد يسكن منطقة السكك في مدينة جلولاء يبين لـ ( المدى ) في اتصال هاتفي أن المسلحين سيطروا على المدينة منذ 72 ساعة ما جعل أهالي المدينة يغادرونها الى منطقة خانفين وجبارة وشيخ بابا ، وانا مصاب بأحد الأمراض المزمنة ، وبالرغم من توزيع وزارة الصحة وجبة الثلاثة اشهر لكن الفترة انتهت ولانعرف متي ستنتهي هذه القصة . في حين يشكو المواطن فراس من فشل كلوي مصاب به منذ أربعة اشهر ما يتطلب العلاج المستمر وهذا يعني أنه سيترك العلاج مجبراً. فراس تساءل من خلال المدى عن مستقبلة في ظل هذه الأوضاع المتردية.

80% من المصابين بمرض التدرن تم العثور عليهم
مدير مركز الأمراض الصدرية والتنفسية في وزارة الصحة الدكتور فاضل عباس علي بين لـ ( المدى ) ان مرض التدرن من الأمراض المتوطنة بالعراق وان مركز الأمراض الصدرية والتنفسية متمثلا بالبرنامج الوطني لمكافحة التدرن يقوم بتغطية كافة مرضى التدرن بالعلاج قصير الأمد وتحت الإشراف الطبي المباشر والمتابعة السريرية للوصول الى شفاء مريض التدرن حيث تأثر عدد من مرضى التدرن المسجلين في تلك المناطق الساخنة وما تعرضت اليه هذه المناطق من تهجير ونزوح العديد منهم الى مناطق أخرى ما أدى الى فقدان التواصل مع هؤلاء المرضى وعدم تسلمهم العلاج الضروري لشفائهم والذي يستمر مدة ستة اشهر لذا سعى مركز الأمراض الصدرية والتنفسية الى تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة المرضى في تلك المناطق ووضع آلية للوصول اليهم ضمن خطة عمل لأن هناك أعدادا مسجلة لدينا لمرضى التدرن في المحافظات الساخنة وقد شكلت لجنة تضم عددا من الأطباء و المختصين بالمرض لغرض الوصول الى أماكن وجودهم وتقديم العلاج لهم وقد تم بالفعل الوصول الى 80% من المسجلين لدينا فيما تم تزويد الفرق الصحية بأسماء وعناوين المتبقين وزيارة مناطق النازحين في المناطق الوسطي والجنوبية . فاضل بيَّن ان البرنامج الوطني مستمر في تقديم الخدمات وتقديم الإرشادات الصحية لمريض التدرن والإجابة عن أي استفسار بالإضافة الى تواجد الفرق الصحية المنتشرة في مراكز النازحين لغرض إجراء الفحص لغرض التأكد من وضعهم الصحي .

حملة واسعة للتلقيح ضد شلل الأطفال
وزارة الصحة أطلقت قبل ثلاثة أيام حملة كبرى للتحصين ضد شلل الأطفال بهدف حماية أكثر من 4 ملايين طفل عراقي، دون سن الخامسة في مختلف أنحاء البلاد، من هذا المرض الذي يشل الحركة. مدير إعلام الوزارة الدكتور عبد الغني سعدون بيَّن أن الحملة التي تستمر أربعة أيام والتي تنفذها وزارة الصحة بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، هي جزء من الاستجابة الوطنية لعودة ظهور فيروس شلل الأطفال، في وقت سابق من هذه السنة، بعد غياب 14 عاما، كان العراق فيها خاليا من فيروس شلل الأطفال.
عبد الغني أشار الى قيام الوزارة بتشكيل غرفة عمليات متكاملة تضم ميع المدراء العاميين بغية إيصال جميع الأدوية والمستلزمات الطبية الى أمكان النازحين حيث تم إيصال عدد كبير منها بالتعاون مع طيران الجيش كما تم تشكيل فرق طبية في مقرات أماكن النازحين من حلال جميع المؤسسات الصحية .

أكثـر من مليون و200 الف نازح
فيما أشار ممثل مكتب اليونيسف في العراق مارزيو بابيل الى ان "هذه الحملة تأتي في وقت دقيق تشهد فيه البلاد نزوح أعداد ضخمة من الأطفال هربا من العنف والاضطرابات وتعتبر اليونيسف هذا الموضوع من أهم أولوياتها، فلا يجب أن يفوت أي طفل أخذ اللقاح، ولا يجب أن يصاب أي طفل بالشلل" .كما تهدف الحملة للوصول إلى الأطفال في مناطق النزاع، والمجتمعات المهجرة والمضيفة على حد سواء. زاد العنف القائم من النزوح داخل البلاد، ليبلغ عدد النازحين 1.2 مليون شخص منذ بداية العام. كما نزح 200,000 شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، وتُقدر اليونيسف أن نصف هؤلاء هم من الأطفال.
الى ذلك ، قال الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق ان انتشار العنف في العراق جعل بعض الأطفال ينزحون ثلاث مرات مع عائلاتهم، وغالبنا ما يعيشون في أماكن مكتظة بالسكان حيث ترتفع درجة خطورة أصابتهم بالأمراض المعدية. جعفر أشار الى ان المنظمة تعمل مع السلطات المحلية الصحية والشركاء للتأكد من أن صحة كل المواطنين المعرضين للخطر، وخصوصا الأطفال، يتم حمايتها من الأمراض كشلل الأطفال.

وجود حالتي شلل أطفال
ومع وجود حالتي شلل أطفال، والارتفاع النسبي لعدد الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاح بسبب التحفظات الاجتماعية وصعوبة الوصول للأطفال والأسر خاصة في مناطق النزاع أصبح العراق اليوم معرضا بشكل كبير لتفشي هذا المرض الذي يفقد الأطفال القدرة على الحركة، والذي ليس له علاج. تساعد منظمة الصحة العالمية واليونيسف السلطات الصحية على الوصول للأطفال في المحافظات الاثنتي عشرة، بما فيها محافظات إقليم كردستان الثلاث، التي التجأ إليها أكثر من 250,000 طفل عراقي.
مدير حملة مكافحة شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية الدكتور كريس ماهر يذكر "ان العراق هو واحد من البلدان السبعة التي تشملها الخطة الاقليمية التي أطلقتها كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف لتطعيم نحو 25 مليون طفل بشكل متكرر في منطقة شرق المتوسط." وشدد "علينا القيام بكل ما هو ممكن للوصول الى الأطفال وتطعيمهم والقضاء على شلل الأطفال للابد ."

تدويل قضية النازحين
محمد سليم ، وهو ناشط في حقوق الانسان لـ ( المدى ) "كنا نأمل من الجهات المعنية ان تشيد المخيمات لإيوائهم ,و بعد ان فاتحناهم مرات ومرات كنا في كل مرة نحصل على وعود منهم بان المخيمات ستكون جاهزة خلال فترة لكنهم يفاجئوننا اخيراً بان فكرة المخيمات لا يمكن اتخاذها لان المشكلة مؤقتة وسوف تحل بالقريب العاجل , لكن الذي عرفناه فيما بعد ان الحكومة ترفض فكرة المخيمات لأنها لا تريد ان توحي للعالم بان المشكلة كبيرة وبالتالي تبعد فكرة تدويل قضية النازحين." محمد أوضح انه بعد ان اتسعت وتضخمت المعاناة وظهرت علامات أزمة كبيرة تشابه كثيرا أزمات الدول المجاورة , بدأنا نرصد الكثير من الأزمات المصاحبة لازمات النزوح والتهجير منها ازدياد المخاوف من تفشي الأمراض المعدية بين النازحين الساكنين في الأبنية التي تشترك فيها مجموعه من العائلات بالمأكل والملبس والمشرب . كذلك بدأت مشاكل التسول والتشرد تزداد حيث أصبحت مهنة التسول شائعة بكثرة فإننا نجد المتسولين من الأطفال والنساء وكبار السن في كل مكان .

شراء الف كرفان لإيواء الأسر النازحة
محافظتا بغداد وذي قار وإقليم كردستان أعلنت عن تخصيص أموال لغرض شراء عدد من الكرفانات لنصبها في مناطق النازحين في عد من المحافظات حيث تمت موافقة اللجنة العليا لإيواء وإغاثة النازحين على تخصيص المزيد من الأموال لإسكان النازحين وتأمين متطلباتهم الحياتية.
وقد أسفرت الجهود عن استحصال الأموال اللازمة لتأمين المتطلبات الأساسية التي يحتاجها النازحون لاسيما اطلاق منحة المليون دينار وتخصيص أموال لشراء كرفانات لإسكان النازحين ضمن مخيم خاص مزود بكامل الخدمات المطلوبة .كما تم تخصيص أموال لاستئجار منازل لإيواء النازحين في حال تعذر إسكانهم بالدور تابعة للدولة وتجهيزها بالأثاث اللازمة وشراء ملابس وغيرها من المستلزمات الحياتية للأسر النازحة ، الحكومة الاتحادية قررت تزويدنا بألف كرفان لإيواء الأسر النازحة للمحافظة، مؤكدة أن الكرفانات ستسهم بسرعة تقديم الخدمات للأسر النازحة وإعداد قاعدة بيانات لهم.

قرب حلول موسم الشتاء
ام رنا ، 42 عاماً ، تسكن منطقة الدواسة متخوفة من الوضع الحالي الذي تعيشه مع أولادها الأربعة بسبب حلول موسم الشتاء وهذا يعني "اننا سنواجه مشكلة كبيرة وخصوصاً في موسم الشتاء وتفشي الأمراض المعدية ", أم رنا تتساءل كيف سيكون الحال بعد شهر او شهرين ولا أعتقد باننا سنرجع الى ديارنا خلال هذه الفترة القليلة .

مفارز طبية في كربلاء
الدكتور رعد خضير مدير قطاع الحر للرعاية الصحية الأولية التابع لدائرة صحة كربلاء بين ان عدد المراجعين من النازحين للمفارز التابعة لقطاع الحر لغاية يوم 10/8 هو 638 مبيناً ان عدد المفارز والفرق الجوالة 5 منتشرة ضمن مناطق الرقعة الجغرافية للقطاع و41 من الكوادر الطبية والصحية تقدم خدماتها الطبية والعلاجية والوقائية واللقاحات فضلاً عن أعمال الرش والتضبيب ومكافحة القوارض والتوعية الصحية . كما قام قطاع الحسينية بنشاط مستمر لتقديم الخدمات الصحية للنازحين منذ إسكان النازحين في الأماكن العائدة الى قطاع الحسينية صحياً والقطاع مستمر في تقديم الخدمات الصحية ليلاً ونهاراً للنازحين وأطفالهم فقد تم تلقيح( 293) طفلا من أطفال النازحين بلقاح شلل الاطفال و(24) بالخماسي و(135) بلقاح الحصبة اضافة الى لقاحات الكبد والكزاز للصغار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram