TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > حين تخطأ جائزة نوبل

حين تخطأ جائزة نوبل

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:27 م

غابريل غارسيا ماركيزترجمة / صالح علمانيفي هذا المقال يتناول الروائي ماركيز حامل نوبل عام 1988 اقدار كتاب عظماء بالفعل اخطأتهم الجائزة العريقة، واخرين فازوا بها لكنها لم تفلح في انقاذهم من النسيان.كثيرا ما قيل ان اعظم الكتاب في السنوات الثمانين الماضية، قد ماتوا من دون ان يحصلوا على جائزة نوبل ،
ان في هذا مبالغة لكنها ليست بالكبيرة فليوتولستوي صاحب رواية (الحرب والسلام)، التي هي دون شك اهم عمل في تاريخ جنسها الادبي، قد مات عام 1910 عن عمر نوبلي جدا بلغ 82 عاما، وفي وقت كانت الجائزة قد منحت فيه عشر مرات، وكان قد مضى على صدور رائعته، 45 عاما من المجد وكانت قد ترجمت الى لغات عديدة واعيد طبعها مرات ومرات في جميع انحاء العالم ، ولم يكن هناك من ناقد يشك في انها ستبقى خالدة الى الابد. طيشوبالمقابل فان الكاتب الوحيد الذي بقي حيا في الذاكرة بين الكتاب العشرة الاوائل الذين نالوا جائزة نوبل، حين كان تولستوي ما يزال على قيد الحياة، هو الانكليزي روديانغ كيبلنغ ، اما اول من حصل عليها فكان الفرنسي سولي بردوم، وكان واسع الشهرة في عصره،  لكن كتبه لم تعد موجودة الان الا في بعض المكتبات المتخصصة جدا، بل واكثر من ذلك، فلو ان احدنا بحث عن اسمه في معجم فرنسي، فسيجد تعريفا موجزا يبدو وكأنه لعبة خبيثة من العاب القدر :" نموذج حديث للعجز القانع والابتذال المتقن" كاتب اخر من العشرة الاوائل المتوجين بالغار، هو البولوني هنريك سنكويش الذي تسرب خلسة الى المجد، بوضعه لبنة في البناء بروايته الخالدة كوفاديس ، وكاتب اخر هو فردريك ميسترال ، شاعر فروفنسي كتب لغته الاصلية وكان له الشرف المحزن بتقاسم الجائزة مع واحد من اكثر الكتاب المسرحيين مدعاة للرثاء، ممن انجبتهم اسبانيا الام: الا وهو خوسيه اتشيغاراي عالم الرياضيات اللامع، ليحفظه الرب الى جواره في مملكته المقدسة.. خلال الستة عشرة عاما التالية، مات دون الحصول على الجائزة خمسة اخرون من اعظم الكتاب في كل الازمنة هنري جيمس عام 1916 ومارسيل بروست، عام 1922 وفرانز كافكا ، عام 1924 وجوزيف كونراد في السنة نفسها وراينز ماريا ريلكة عام 1926، وخلال هذه السنوات كان يحتل مقعد العباقرة ايضا كل من ج.ك تشسترتون الذي توفي عام 1941 حين كانت (اوليسيس) قد بدلت مسار الرواية في العالم، بعد تسعة عشر عاما من صدورها. وبالمقابل فأنه لم يخلد الى الان سوى ذكر اربعة كتاب، من بين الاربعة عشرة كاتبا الذين حصلوا على الجائزة في تلك الفترة السيئة وهؤلاء الاربعة هم: الانكليزي موريس ميترلنك والفرنسيان رومان رولان واناتول فرانس، والايرلندي جورج برناردشو ، اما الهندي رابندرانات طاغور، الذي ندين له بدموع كثيرة من حاوي السكاكر، فقد جرفته رياح اللعنة العادلة، وكنوت هامسون، البلجيكي الفائز بالجائزة عام 1920 حين كان في ذروة المجد فقد لقى المصير نفسه، برغم انه اقل جدارة به، بعد ذلك بسنتين وقعت الاكاديمية السويدية في خطيئتها القاتلة الثانية مع اللغة القشتالية حين منحت الجائزة للاسباني خاثينتو بينابينتي، ليحفظه الرب اقرب ما يمكن من خوسيا تشيغا راي الى ابد الابدين ، وبشكل او باخر، لم يكن أي من الفائزين في تلك الفترة يستحق الجائزة مثل اولئك الذين ماتوا وهم يستحقونها. rnعدالة موضع شكيمكن ان يكون اغفال كافكا وبروست مفهوما، ففي عام 1917 ، حين تقاسم جائزة نوبل شخصان مرموقان ومعروفان في بيتهما –كارل غيلروب وهنريك برونتوبيدان –وكان على فرانز كافكا ان يتقاعد من شركة التأمين التي كان يعمل فيها وقد مات بعد سبع سنوات بداء السل في احد مستشفيات فيينا. وكانت روايته الرائعة (التحول) قد نشرت قبل ذلك بزمن قصير في مجلة المانية ، وكما هو معروف بشكل واسع، فإن صديقه ماكس برود لم يخالف مشيئة الكاتب المتوفي الا في عام 1926 ، حين نشر روايتين عبقريتين: (القلعة والمحكمة) وفي ذلك العام منحت جائزة نوبل للايطالية غرازيا ديليدا، التي احتاجت للبقاء على قيد الحياة مدة عشر سنوات بعد حصولها على الجائزة، لكي تقتنع بالامر. مات مارسيل بروست ايضا دون ان يرى مجده ففي عام 1916 رفض عدد من الناشرين الجزء الاول من عمله الروائي البارز، وكان بين اولئك الناشرين "غاليمار" الذي رفض نشر العمل بناء على قرار مستشاره الادبي اندريه جيد، الذي كان –للحقيقة- الفائز المناسب بجائزة نوبل عام 1947 ، وقد تم نشر ذلك الجزء فيما بعد على نفقة المؤلف نفسه، وفي عام 1919 نشر المجلد الثاني – (في ظلال ربيع الفتيات) –الذي حقق له شهرة سريعة، واتاح له الحصول على اكبر امتياز ادبي فرنسي: جائزة كونكور ولكن لابد لنا ان نكون عادلين: فقوى التنبئ وحدها هي التي كانت قادرة على استشفاف العظمة التي سيبلغها نصب عصرنا الادبي: (البحث عن الزمن المفقود)، والتي لم تنشر كاملة الا بعد موت مؤلفها. لقد قال غراهام غرين يوما ان اشد التأثيرات في كتاباته هي التي جاءته من هنري جيمس وجوزيف كونراد، وقد اعتبر كلاهما من كلاسيكي اللغة الانكليزية مذ كانا على قيد الحياة، وفي السنة التي توفي فيها كونراد، ذهبت الجائزة الى كاتب اخر مولود في بولونيا –مثله &nda

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram