منذ أيام تندلع رحى حرب طاحنة في الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية وفيسبوك وتويتر، وكلها تطرح سؤالا واحدا: لماذا حيدر العبادي؟ .
وأنا اقرأ تحليلات لكتاب عراقيين وعرب سألت نفسي سؤالا ترى متى نستطيع نحن العراقيين ان نقدم تحليلا علميا لما جرى خلال الثماني سنوات الماضية التي حكمنا فيها نوري المالكي؟ .. ومتى يمكننا مواجهة الحاضر من خلال الاستفادة من أخطاء الماضي بعيدا عن تقليب دفاتر تثير الاسى والشجن؟ .. طبعا لا احد يمكن له ان يصادر حق اي مواطن او مثقف او كاتب في ان يقدم وجهة نظرة لما جرى ويجري في العراق .. ولكن ليس من حق احد ان يحول هذا الاستذكار إلى شتيمة للعراقيين والسخرية منهم ، وان يضع نفسه وصيا على شكل ونوع الحكم الذي يطمحون اليه، فمثل هذه الأفعال لن تساعد العراقيين في شيء، ولن ترجع الروح الى احد عشر عاما من أعمارنا التي ضاعت في ظل صراع سياسي على كعكة البلاد.
لكن ما مناسبة هذا الكلام؟
المناسبة أن صاحب حلبة "الاتجاه المعاكس" في قناة الجزيرة فيصل القاسم يواصل ومنذ يومين الإساءة للعراقيين والسخرية منهم لانهم صمتوا ووافقوا على اختيار حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء ، فكتب على صفحته في الفيسبوك يقول ان : " استبدال نوري المالكي برئيس وزراء جديد تابع لإيران لن يحل مشكلة العراق بل سيجعل الثورة العراقية تزداد اشتعالاً. والأيام بيننا." . ولم يكتف بذلك بل ذهب ابعد من ذلك حين وضع في تويتر صورة لشخص قال عنه انه حيدر العبادي ينحني لروحاني ، ولا ادري كيف فاته وهو رجل يعمل في الاعلام المرئي، ان الصورة لا علاقة لها بالعبادي وانها لواحد من سفراء ايران في دول اوربا.
للاسف الاعلام يتغير ويتطور ، لكن صاحب حلبة "الاتجاه المعاكس" لا يتغير .. وفي الوقت نفسه لايكل اويمل في المضي باستخدام سلسلة متصلة من الأكاذيب والعداء والحقد والكراهية، لكل ما هو خارج مشروع "جهاد النكاح" الذي يروج له هذه الأيام، ولم يفتح الله عليها أن يتصالح إلا مع مصالحه، لأن ما يقدمه من إعلام لا يمت إلى الأوطان بصلة.
سيقول البعض أن فيصل القاسم ينفذ سياسة قطر، الدولة التي تريد أن تبني تاريخها وموقعها الإقليمي والسياسي، بدماء الأبرياء.. فلا غرابة أن نجد قطر تعيش في عالم من التناقضات.. فهي مشيخة رجعية بلباس حداثوي.. ففي شارع واحد يمكن ان تجد علامة متحف اللوفر إلى جانبها يرفرف علم حركة طالبان!.. علاقاتها بإسرائيل متميزة، لكنها تدعم حركة حماس في نفس الوقت.. تهاجم الاحتلال الأمريكي للعراق.. وعلى أراضيها بُنيت اكبر قاعدة عسكرية أمريكية.
لقد تحولت من قبل حياة العراقيين بفضل قنوات التحريض إلى كوابيس ثقيلة يشاهدونها ليلاً، وتؤرقهم نهاراً وتقتل في نفوسهم الأمل والتفاؤل وتحولهم إلى كائنات معجونة بالاكتئاب والغضب.. ولهذا نجد اليوم فيصل القاسم ومن معه يلعبون على نفس الأسطوانة، حين يصورون ان العراق لن ينفع معه اي تغيير وان الحل في اقامة دولة الخلافة الإسلامية ولهذا نجد فيصل القاسم يكتب بكل وقاحة منتقدا من يحذر من خطر جماعة النصرة وداعش: "إن الذين يحذرون من الجماعات الإسلامية يجب أن يكونوا أفضل منها، لا أن يكونوا كبائعات الهوى اللواتي يحاضرن في الشرف والعفة"، بل ذهب بعيدا في حقده على المشروع المدني واقامة دولة المواطنة فيكتب في احدى صحف قطر "الليبراليون والعلمانيون يفضلون الديكتاتوريات على الإسلاميين لأن الديكتاتوريات تسمح لهم بتناول المشروبات الكحولية وممارسة العهر بحرية. فهل يعقل أن يضحي هؤلاء العلمانيون والليبراليون بكل شيء من أجل كأس خمر وجنس"؟
فالاعلامي الذي يرتدي افخر الملابس الأوربية لم نقرأ يوما تصريحا يندد بالعمليات الإرهابية التي جرت في العراق وأفغانستان ضد الأبرياء والآمنين، بل طالما تغنى ببطولات قاطعي الرؤوس، و لم يتردد في أحيان كثيرة من لبس خوذة الجلادين والتصفيق لعمليات القتل والذبح التي مارستها الجماعات المتطرفة، ففي تغريدة على تويتر يكتب فيصل القاسم : "عندما يسألون الجماعات الجهادية التي تقاتل: هل ستبقى في بلدانها إذا سقطت هذه الأنظمة، فتقول لا ابداً، لأن لدينا مهمات جهادية في أماكن أخرى".
من حق العراقيين بكل اطيافهم أن يحموا حريتهم وأن يصونوا أنفسهم، وألا يتركوا مصير بلادهم في مهب ريح حلبة مصارعة فيصل القاسم ، فالفتنة اليوم تتقد بشدة تحت الرماد، ووقودها أموال ساخنة تمنح لمخادعين يحاولون ان يضحكوا على عقول الناس بكلام مزيف وشعارات زائفة.
فيصل القاسم ودولة الخلافة
[post-views]
نشر في: 12 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو اثير
سيدي الكريم ..... أعلاميون وصحفيين وكتاب كفيصل القاسم ومن على شاكلته أقلام مأجورة ومدفوعة الثمن .. والكل يعرف ويعلم كيف أشتريت جريدة القدس العربي الصادرة في لندن لحساب أحد شيوخ الخليج ألأثرياء بعد أن بلغت الديون والفواتير عليها حدا أضطرت مؤسسها عبد الباري
ياسين كاظم
اني احييك من كل كلبي ولو اني من النازحين ولكن عراقيتي تبفى الاوفى لبلدي والسلام