المرأة في معظم المجتمعات سواء الشرقية او الغربية تبدو أكثر صلابة في مواجهتها للمواقف الصعبة ، كما أنها أكثر تعاطفا مع الآخرين حينما يتعرضون لمواقف صعبة فهي خير معين لكل من يقع في أزمة ، أما الرجال فقد أثبتت أحدث الدراسات أنهم لا يفكرون إلا في أنفسهم ولا ينظرون بعين الاعتبار لمشاكل الآخرين إلا فيما ندر.

وأكدت دراسة علمية اجتماعية نشرت مؤخرا أن ردود أفعال النساء والرجال تختلف في عدد من المواقف اليومية أثناء العمل أو في البيت. فبينما تملك غالبية النساء قدرةً على التعاطف مع الآخرين وتفهم ظروفهم، فإن العديد من الرجال أنانيون ولا يأخذون مشاعر الآخر بعين الاعتبار.

حسب نتائج دراسة جديدة أجراها الباحثان في علم النفس بجامعة فيينا ليفيا توموفا وكلاوس لام، ونشرتها الصحيفة الأسبوعية الألمانية "دي تسايت"، فإن النساء أكثر تعاطفا مع الآخرين في حالات الإجهاد والتوتر مقارنة بالرجال، الذين يفكرون في أنفسهم ولا يأخذون الآخر بعين الاعتبار.

وحسب الخبيرين فإن التعاطف مع الآخر والشعور بحالته يقتضيان أن يكون المرء قادراً على أن يضع نفسه مكان الآخرين. وتعتبر هذه القدرة المرتكز الأساسي للعمل الجماعي الناجح. ويضيف الخبيران أن العديد من الناس لديهم صعوبة في وضع أنفسهم مكان الآخرين لتفهم حالتهم أو مشاعرهم.

وشملت الدراسة أربعين امرأة ورجلاً، طُلب منهم القيام ببعض الأمور تحت ضغط الوقت وهو ما سيدفع بهم إلى الدخول في حالات توتر. ولاحظ المشرفان على التجربة أن النساء لديهن القدرة على التمييز بين مشاعرهن وأفكارهن الخاصة وبين مشاعر وأفكار الآخرين، عكس الرجال الذين يكون رد فعلهم في الغالب هو اللجوء إلى العنف المادي أو الرمزي أو الهروب، وهو ما يرفع من درجة الأنانية لديهم ويقطع المجال أمام التعاطف مع الآخرين، كما جاء في صحيفة "دي تسايت".وأضاف كلاوس لام الباحث في هذه الدراسة أن السبب في الاختلاف في ردود الفعل والمشاعر بين الرجال والنساء في حالات الضغط والإجهاد يرتبط جزء منه بـ"التربية، بينما الجزء الآخر بالبنية البيولوجية المختلفة بين المرأة والرجل". فدماغ النساء يفرز هورمون الأوكسيتوسين، الذي يقوي مشاعر العاطفة لدى المرأة خصوصاً الأمهات، ويجعلهن يرغبن في إرضاع أولادهن الصغار، والعطف والحنان عليهم.

هذه الدراسة ونتائجها حملناها الى الدكتور عزيز مهدي الشمري أخصائي علم النفس الذي اكد ان نتائج الدراسة اقرب للواقع حيث إن النساء أكثر تحملا وقدرة على حل الأزمات المختلفة ، فاليوم نجد المرأة العراقية سواء العاملة او ربة البيت او الطالبة اكثر إصرارا على تحمل صعوبات الحياة ونراها تقف بصلابة في مواجهة المخاطر وتسعى الى إشاعة روح الاطمئنان والدليل المشاهد التي نراها للأسر النازحة حيث تبدو المرأة وكأنها خيمة تحمي الأبناء والزوج. 

فيما أكدت شيماء جاسم الفلاحي ، اختصاص علوم اجتماعية ، من ان النساء بالفعل أكثر تفهما للأزمات نتيجة للعوامل تربوية والتنشئة داخل الأسرة ولهذا وجدنا المرأة تملك قدرة أكبر على الصبر وتحمل المشاق وعندما تتعرض لمشكلة تفكر فيها بهدوء لتصل إلى الحل . أما الرجل فللأسف هم قليلو الصبر منفعلون أمام الأزمات . وتضيف الباحثة الاجتماعية أن مشاكل الحياة المختلفة تحتاج إلى الصبر الجميل لكى تستمر الحياة ولاشك أن المرأة تتملك القدرة على التعاطف مع الآخرين كما أكدت هذه الدراسة العلمية فالمرأة بطبيعتها عاطفية ولها تركيبة مختلفة عن الرجال فالمرأة هي الأم والزوجة الحنون والابنة المُحبة لأسرتها ولذا تتعاطف مع كافة من حولها وتحاول المساعدة بشتى الطرق ولهذا فهي خير معين لمن حولها في البيت أو العمل.