TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > واشنطن تريد رحيل المالكي .. لكن ماذا لو رفض ؟

واشنطن تريد رحيل المالكي .. لكن ماذا لو رفض ؟

نشر في: 13 أغسطس, 2014: 09:01 م

رحبت إدارة أوباما بتسمية رئيس وزراء عراقي جديد في الوقت الذي تبذل ما بوسعها لتخفيف وطأة رحيل المالكي الذي لا يبدو انه يريد الرحيل. مع ذلك فسرعان ما سيحتاج البيت الأبيض إلى تقرير مدى صعوبة رغبته بالدفع بهذا الاتجاه .  في يوم دراماتيكي من عدم الي

رحبت إدارة أوباما بتسمية رئيس وزراء عراقي جديد في الوقت الذي تبذل ما بوسعها لتخفيف وطأة رحيل المالكي الذي لا يبدو انه يريد الرحيل. مع ذلك فسرعان ما سيحتاج البيت الأبيض إلى تقرير مدى صعوبة رغبته بالدفع بهذا الاتجاه . 

في يوم دراماتيكي من عدم اليقين العميق في كل من بغداد و واشنطن، قام الرئيس العراقي فؤاد معصوم بتعيين حيدر العبادي – السياسي الشيعي البارز الذي عمل نائباً لرئيس البرلمان – بصفة رئيس مكلف للوزراء. اتصل الرئيس باراك أوباما و نائب الرئيس جو بايدن بالعبادي لتهنئته و حثّاه على سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. قال أوباما ان الولايات المتحدة مستعدة لزيادة دعمها العسكري للجيش العراقي المتعب إذا ما تمسّك العبادي بصفقات تقاسم السلطة مع السنّة و الكرد . قال أوباما الإثنين مستخدما الاسم المختصر للدولة الإسلامية في العراق و الشام ( داعش ) " الحل الوحيد الدائم للعراقيين هو التوحد و تشكيل حكومة شاملة تمثّل المصالح المشروعة لكل العراقيين و يمكنها توحيد قتال البلد ضد داعش . اليوم اتخذ العراق خطوة واعدة للأمام ". لم يذكر أوباما اسم المالكي و لو لمرة واحدة خلال إيجازه ما يعتبر دلالة واضحة على رغبة البيت الأبيض بقلب صفحة حكم هذا السياسي الشيعي المتشدد كقائد للبلاد . السياسيون الأميركان يتهمون المالكي بانتهاج سياسة طائفية سافرة أقنعت الكثير من السنّة بالانجرار وراء المسلحين الذين يطلقون على أنفسهم الدولة الإسلامية .
رفض المالكي دعوات التنحي عن السلطة و اتخذ هذا الأسبوع خطوات تزيد من احتمال الانقلاب، حيث اتهم مساء الإثنين السيد معصوم بانتهاك الدستور العراقي من خلال محاولة استبداله . بعد وقت قصير قامت دبابات وجنود من الوحدات العراقية التي تأتمر مباشرة بإمرة المالكي بتطويق المنطقة الخضراء و نصب سيطرات في أنحاء بغداد، ما أثار مخاوف من استخدام المالكي للقوة إما لترهيب البرلمانيين العراقيين كي يمنحوه ولاية ثالثة في السلطة أو لحل البرلمان العراقي كليا . هذه الخطوات نتج عنها توبيخ شديد اللهجة من وزير الخارجية الأميركية حون كيري الذي حذّر المالكي من استخدام الجيش العراقي لأغراض سياسية و قال إن أي استخدام للقوة سيدفع واشنطن و حلفاءها إلى قطع مساعدتهم للعراق . قال كيري " شيء واحد على كل العراقيين ان يعرفوه هو انه لن يكون هناك دعم من أي نوع اذا ما حصل أي انحراف عن العملية الدستورية المشروعة التي يجري العمل عليها الآن". مع هذا ، فليس من الواضح ان للولايات المتحدة نفوذا كافيا لإجبار المالكي على التخلي عن السلطة اذا ما رفض ذلك سلميا . يقول ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية مشيرا إلى رئيس الوزراء المحاصر " لم يعد يستمع إلى أحد في الولايات المتحدة ، و الكل يعرف ان الإيرانيين لديهم نفوذ في العراق اكثر من نفوذ الولايات المتحدة ".
مع ان واشنطن يمكنها التهديد بإعادة المستشارين العسكريين الأميركيين البالغ عددهم 800 من العراق وحجب بيع السلاح للعراق في المستقبل . مثل هذه الخطوات ستجعل من الصعب على بغداد استعادة المناطق التي خسرتها لصالح مسلحي الدولة الإسلامية أو منعهم من التقدّم اكثر باتجاه الشمال. يقول كوك ما دام تهديد الدولة الإسلامية باقيا فان واشنطن ستتردد في سحب دعمها العسكري من العراق رغم غضبها من المالكي . و أضاف كوك قائلا " ان البيت الأبيض لايزال غير مستعد لحد الآن لمعاقبة الأميركيين من خلال معاقبة العراقيين ". يقول دوغلاس أوليفانت الذي عمل سابقا مسؤولا كبيرا عن السياسة العراقية في مجلس الأمن القومي ان هناك القليل مما يمكن للولايات المتحدة ان تفعله لدفع المالكي خارج السلطة، لكنه لا يعتقد ان المالكي سيلجأ للعنف من أجل البقاء في منصبه ، " أعتقد ان كل ما يمكن ان يفعله هو الصراخ ، حيث انه سيتحدث بصلابة و يلعب ورقته القانونية الأخيرة، لكنه لا يريد ان يكون منبوذا دوليا. اذا ما انسحبنا فلن يبقى له أصدقاء غير إيران وسوريا، و هو لا يريد ذلك ".
إذا ما تنحى المالكي في النهاية، فسيواجه البيت الأبيض مجموعة من التساؤلات الصعبة حول طريق التقدم في العراق. لطالما كان أوباما يقول ان الولايات المتحدة سترغب بزيادة دعمها العسكري لبغداد اذا ما رحل المالكي عن السلطة و تشكلت حكومة وحدة وطنية ، إلا ان الرئيس استبعد استخدام القوات القتالية الأميركية ، و كان يتعمد الغموض بشأن نوع الحملة التي سيتعهد بها . مع ذلك، فعندما سيتولى العبادي المسؤولية ، عندها سيختار أوباما المدى الذي يرغب فعلا بالذهاب اليه .
عن: فورن بوليسي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

حملات لطمس هوية وثقافة أهالي التبت البوذيين

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

إيران تقترب من فتح جامعات لها في العراق

ملف التزوير يستبق الانتخابات البرلمانية.. مقترح لاعتماد البطاقة الوطنية في عملية الاقتراع

ترامب: أنقذني الله من محاولة اغتيالي لإنقاذ أميركا 

مقالات ذات صلة

بعد غزة.. الفلسطينيون ينزحون من «جنين» إثر هجوم إسرائيلي

بعد غزة.. الفلسطينيون ينزحون من «جنين» إثر هجوم إسرائيلي

متابعة / المدىأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أمس الأربعاء، بنزوح عدد من الفلسطينيين من منازلهم في أحياء داخل مخيم جنين، إلى "واد برقين"، إثر عملية عسكرية إسرائيلية في المخيم.ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية جنين،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram