TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > حكايات ايفالونا:نهايات مأساوية لحيوات عاصفة

حكايات ايفالونا:نهايات مأساوية لحيوات عاصفة

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:28 م

شكيب كاظم تعجبني كثيرا ترجمات الانيق صالح علماني الذي قرأت مؤخرا انه لم يدع الى مؤتمر الترجمة العربية، الذي خصص لتدارس احوال الترجمة من العربية واليها، هذا الفلسطيني المبدع الذي اصبحت اعمال المترجمة علامة مسجلة للجودة والروعة والذائقة الجميلة، لذا احاول متابعة ترجمات هذا العلماني الصالح ،
 ما كان الى ذلك سبيل كما تعجبني اعمال الروائية التشيلية المبدعة ايزابيل اللندي، التي تعرفت على ابداعاتها اول مرة عام 1993 ، يوم قرأت روايتها الضخمة حجماً وفناً الموسومة (بيت الارواح) التي نشرتها دار المأمون للترجمة والنشر ببغداد وقام بنقلها الى العربية المترجم الانيق الدقيق الدكتور يوئيل يوسف عزيز، الاستاذ بكلية اداب جامعة الموصل .لذلك ما كان اجدرني باقتناء الكتاب الذي اجتمع فيه الاثنان، الذي اكن لهما الاعجاب  والاحترام ايزابيل اللندي مبدعة مجموعة من القصص القصيرة الموسومة بـ (حكايات ايفالونا) وصالح علماني، مترجما لها، وكانت هذه المجموعة التي ا صدرتها مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون بطبعتها الاولى عام 2008 من اواخر ما قرأت. ما يميز الاعمال القصصية لهذه المبدعة المدهشة الظلال القاتمة والنهايات المأساوية لشخوصها المستوحاة من الحياة الكابية الخابية في الكثير من دول اميركا الجنوبية، وخاصة بلدها تشيلي وصعود العساكر لحكمها بعد ذلك الانقلاب المدوي والدموي في 11/ايلول/ 1973 الذي قاده الجنرال بينوشيت ضد الشرعية الدستورية وصناديق الانتخاب الذي اوصل سلفادور اللندي الى راس السلطة مستندا الى قوانين العدالة والشرعية والقانون الاساس ، فلم يعجب ذلك بعض العناصر، فقارت انقلابها وادى الى مقتل سلفادور اللندي الرئيس المنتخب، وكذلك وفاة الشاعر التشيلي المعروف الحاصل على جائزة نوبل للاداب عام 1971 (1904-1973) بابلونيرودا الذي امتعنا بمذكراته الشخصية وسيرته الذاتية الموسومة بـ (اشهد اني عشت) وقام بترجمتها المترجم الفلسطيني الدكتور محمود صبح. قلت ميزت هذه المجموعة من القصص القصيرة هذه النهايات، المأساوية فها ههو اماديو بيرالتا القاتل المحترف في قصة (اذا لمست قلبيك يحبس امرأة احبها في قبو مدة تجاوزت السبع والاربعين عاما، وليتصور القارئ ماساتها، وصدق من قال: ومن الحب ما قتل كانت هورتينسيا مدفونة في هذا القبو، وهي حية حتى اذ اكتشف امرها، وسيق بيرالتا لمواجهة العدالة، عدالة الارض والسماء، وحكم عليه بالسجن المؤبد، كان قد بلغ من (الكبر عتيا) وذرف على الثمانين ، لكن هورتينسيا ، قابلت اساءته لابل اجرامه، وحرمانها من التمتع بحياتها، قابلت الاساءة بالاحسان، ففي كل يوم في الساعة العاشرة صباحا كانت هورتينسيا تمضي بخطوات المجنونة المتعثرة، وتسلم الى حارس البوابة قدر طعام ساخن ليوصله الى السجين وكانت تقول لبواب السجن بنبرة اعتذارية ، لم يكن يتركني اجوع (....) وكان اماريو بيرالتا يتكور على نفسه في الجانب الاخر من الجدران (....) لابد ان ذلك التأنيب اليومي كان يعني شيئا ولكنه لم يكن قادرا على التذكر، كانت تراوده في بعض الاحيان شاعر الاحساس بالذنب ولكن الذاكرة كانت تخونه على الفور، وتختفي صور الماضي في غمامة كثيفة لم يكن يدري سبب وجوده في ذلك القبو، وشيئا فشيئاً، راح ينسى الضوء ويسلم نفسه للبؤس، ص70. وفي قصتها الرائعة (طريق نحو الشمال) تصور لنا –نحن قراءها –بقلمها الرهيف وفنها العالي، ويائل جماعات تتخفى تحت قاع المنظمات المدنية الانسانية المدافعة عن حقوق الناس، وتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، وهم في الحقيقة سماسرة لبيع الاعضاء البشرية، ينتزعونها من هؤلاء المساكين ، لقاء مبالغ عالية، واذا توافق الاسرة على ايداع ابنها المعوق خوان بيثيرو لدى متطوعين السيدة درموث، التي تدعى انها ستودع الطفل لدى اسر غنية لم يسبغ الله تعالى عليها رحمة الانجاب والذرية، وستتبناه ويحيا معها حياة سارة سعيدة، ويؤمنوا له كل الفرص التي لاتستطيع امه توفيرها له، واذ يسلمه ذووه بناء على هذه الوعود ، الى هذه الجمعية ، جمعية السيدة درموث الخيرية، يصعق الاسرة خبر تناهى اليهم من خلال المذياع مفاده تصريح وزير الرفاه الاجتماعي عن ان (منظمة اجرامية تقودها من ترعى السيدة درموث تقوم ببيع اطفال من ابناء السكان الاصليين كانوا يختارونهم من المرضى أو من ابناء الاسر الفقيرة جداً، مقدمين الوعود بأنهم سيؤمنون من يتبناهم وكانوا يحتفظون بهم لبعض الوقت من اجل تسمينهم نعم تسمينهم ، ويقتادونهم الى عبارة سرية، حيث يجرون لهم عمليات جراحية، واستخدموهم بنوك اجهزة حيوية ، فكانوا ينزعون اعينهم وكلاهم واكبادهم واجزاء اخرى من اجسادهم، واضاف الوزير انه عثر في احد البيوت بيوت التسمين على ثمانية وعشرين طفلا ينتظرون دورهم، فتدخلت الشرطة في الامر، وما زالت الحكومة تواصل التحقيقات ، هذا الخبر وقع كالصاعقة على جده، خيسوس ديونيسيو بيثيرو والناطقون بالاسبانية معروفون باسمائهم الطويلة واهل اميركا الجنوبية الناطقون بالاسبانية ينحون نفس المنحى، اقول انطلق خيسوس وحفيدته كلافيليس ليقطعا مئتين وسبعين كيلو مترا مشيا على الاقدام وعلى مدى ثمانية وثلاثين يوما كي يتمكنا من الوصول الى العاصمة سيرا على

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram