مواقف الأحزاب العراقية تجاه العديد من القضايا والمستجدات في الساحة المحلية والدولية والإقليمية ، ينظر لها المحللون السياسيون أصحاب الإطلالة اليومية عبر شاشات الفضائيات الحزبية العراقية ، بانها تعبر عن مبادئ وأفكار الحزب ومنطلقاته، ورؤيته المستقبلية لمرحلة ما قبل ظهور مذنب هالي ، المعروف محليا باسم" نجمة أم ذويل " وطبقا للمعتقدات الشعبية السائدة في العراق ، فان ظهور النجمة ينذر بحصول كوارث طبيعية وأزمات سياسية ، ومشاكل ومصايب ، ربما تصل الى اندلاع حروب تستمر لسنوات ، تنتهي بتدخل مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية ، وإخضاع طرفي النزاع الى البند السابع لميثاق الأمم المتحدة .
مستجدات الاحداث وتداعياتها في اغلب الاحيان، تكون عادة خارج تصورات القادة السياسيين ،وتوقعاتهم وتنظيراتهم ، فهم يكتفون بتبادل الاتهامات ، والمشهد العراقي له الصدارة عربيا ودوليا في عملية "نشر الاتهامات على الحبل" منذ أصبحت البلاد حلبة مصارعة للحصول على السلطة ، في "اجواء ديمقراطية " مصحوبة بزوابع رعدية قادمة من دول الجوار ، جعلت الاتهامات المتبادلة تصل الى مرحلة الشتائم والتخوين والعمالة بين الاحزاب والقوى السياسية فأصبحت الاتهامات ماركة مسجلة باسمها ، لامثيل لها في دول المنطقة الخاضعة لسلطة الحزب الواحد ، وحكم القبيلة ، وأصحاب الجلالة والفخامة .
عندما قررت كتل برلمانية سحب الثقة عن رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي ،وقدمت قائمة تضم تواقيع النواب الى رئيس الجمهورية لاتخاذ قراراه بموجب صلاحياته الدستورية بهذا الشأن ، ارتفعت أصوات المشككة بصحة التواقيع ، وأعلنت انها مزورة ، وطالبت بإحالة المزورين الى القضاء، لينالوا عقابهم العادل بعد تجريدهم من الحصانة البرلمانية و"شرهم على الحبل " ، واطلاق تهمة التزوير أعطى دليلا واضحا وصورة حقيقية عن ماركة الأحزاب المسجلة .
رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على الرغم من التأييد المحلي الدولي والاقليمي، اتهم من قبل ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الإسلامية، بانه قام بتزوير تواقيع نواب كتلته ، وانتحل صفة لا يمتلكها، وليس من حقه تشكيل الحكومة الجديدة بكل الأحوال والظروف ، وعليه احترام الدستور والشرعية ، ولابد من تفعيل دور القضاء ليحاسب العبادي بتهمة التزوير وهناك من اشار الى ان "المكلف" مازال يحتفظ بجنسيته البريطانية ، وهي مخالفة صريحة لمادة دستورية تنص على التخلي عن الجنسية الثانية في حال تولي صاحبها احد المناصب السيادية.
في الساحة السياسية العراقية اكثر من "ماركة حزبية مسجلة" تستخدم في التوقيتات المفصلية بهدف تحقيق مكاسب فئوية وشخصية ، وبإمكانها إثارة " القلاقل" والقلق من اضطراب الاوضاع الامنية ، لتعطيل عملية التداول السلمي للسلطة ، واجبار العراقيين على رؤية نجوم الظهر قبل ظهور مذنب هالي ، "شايف جنابك" على حد قول الخبير القانوني طارق حرب الذي اكد في تصريح صحفي شرعية وقانونية ودستورية تكليف العبادي .
ماركة حزبية مسجلة
[post-views]
نشر في: 13 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
سيدي الكريم.. على ذكر السيد الخبير القانوني طارق حرب ..الظاهر الخبير القانوني ولست أدري كيف حصل على هذا اللقب الكبير في معناه قد فهم اللعبة وغير أتجاه بوصلته 180 درجة من جناب معالي دولة رءيس الوزراء الى العبادي .. والظاهر ان الخبير ليس في القانون فحسب بل