تعني كلمة بيتبوكس في الاستعمال المعاصر تقليد أصوات موسيقية وإيقاعية من قبل الإنسان (باستعمال الحنجرة وتجاويف الرأس واللسان والفم) وقد اشتهر هذا في تيار الموسيقى المعاصرة المعروف باسم هِـپ هوپ. في بادئ الأمر تميز الموسيقيون الأفارقة الأمريكيون بهذا ال
تعني كلمة بيتبوكس في الاستعمال المعاصر تقليد أصوات موسيقية وإيقاعية من قبل الإنسان (باستعمال الحنجرة وتجاويف الرأس واللسان والفم) وقد اشتهر هذا في تيار الموسيقى المعاصرة المعروف باسم هِـپ هوپ. في بادئ الأمر تميز الموسيقيون الأفارقة الأمريكيون بهذا الشكل من إصدار الأصوات بشكل مثير للإعجاب، وأدوه اضطراراً لتوسيع التنوع الصوتي للفرق الموسيقية الصغيرة والتي تفتقر إلى أدوات مختلفة غالية الثمن لكن سرعان ما انتشر البيتبوكس بين الموسيقيين الشباب في كل مكان.
أما عازف التشلو الأمريكي الشاب كفين (كي. أو.) اولوشولا (يكتب اولوسولا) المولود سنة 1988 فقد مزج بين مهارته في العزف على التشلو وبين إصدار الأصوات الإيقاعية والموسيقية من رأسه في مزيج صوتي عجيب، ما جعله أحد أشهر الموسيقيين بين الشباب، وبدأ يتسلق سلم لوائح الموسيقى في الولايات المتحدة بسرعة فائقة، فوصل القمة خلال سنتين أول ثلاثة.
درس اولوشولا البيانو والنشلو والساكسوفون منذ صغره، ونشط وهو يافع في العزف مع كل أنواع الفرق الموسيقية في كنتاكي من الجاز والفرق الهوائية حتى الفرق السيمفونية. واختير عازف الساكسفون الرئيسي في فرقة الولايات المتحدة لشباب الثانويات وهو بعمر 12 سنة، وكان كذلك عازف التشلو الأول في أوركسترا ولاية كنتاكي للشباب. حياته الجامعية مثيرة، فقد درس في جامعة يال لكنه قبل كذلك في أكبر الجامعات الأمريكية (برنستون وستانفورد وبنسلفانيا)، ليدرس الطب، لكنه قرر بعدها دراسة اللغة الصينية فأجادها قبل أن ينتقل لدراسة الموسيقى في ختام المطاف وتخرج من جامعة يال في 2011. أسس فرقة موسيقية اسمها پـنتاتونيكس من مجموعة من الشباب حازت أغانيهم شهرة كبيرة، وبلغت أرقاما خيالية في اليوتيوب (مثلاً زاد عدد مشاهدي أغنية راديوأكتف عن 77 مليون).
ما يميز اولوشولا وفرقته هو استعمال الأدوات الموسيقية الكلاسيكية في موسيقى الشباب المعاصرة. ويتعدى هذا الاهتمام بالنكهة الصوتية لهذه الأدوات إلى استعمال تقنيات الموسيقى "الكلاسيكية" وقوانينها بشكل فني جميل، أي تقديم أغاني الشباب بطريقة فنية راقية وجميلة. كما نلمس وجود تأثيرات مختلفة، منها موسيقى الارجنتيني بيازولا (التانغو) على سبيل المثال، بنيت فوق التراث الثري لموسيقى الـبـوپ. ولعل هذا الاستخدام الفني يعيد النقاش القديم إلى الواجهة: إلى أين تسير الموسيقى المعاصرة، وما هي الموسيقى المعاصرة، وهل يمكن اعتبار موسيقى الـبـوپ والروك والراپ وغيرها امتداداً لموسيقى باخ وموتسارت وبيتهوفن وسترافنسكي؟