إذا كانت المعلومات صحيحة فان الشخص الموصوف بانه "زعيم إيزيدي معروف" ينبغي أن يتلقى من أعلى السلطات في إقليم كردستان تنبيهاً صارماً، وإن تطلب الأمر تحذيراً شديد اللهجة، من مغبة الاستمرار في الدعوة الى ما دعا إليه لأنه يمثل جريمة تحريض على القتل الجماعي.
منظمات المجتمع المدني وجماعات المثقفين في الإقليم وبغداد وسائر مدن البلاد مدعوة من جانبها الى شنّ حملة قوية لمواجهة هذه الدعوة اللئيمة التي تهدد بالخطر حياة المئات من النساء البريئات، بل الضحايا.
صحيفة "ذي تايمز" البريطانية نقلت أمس الأول عن أحد مسؤولي المخابرات في الإقليم قوله ان الزعيم الإيزيدي "المعروف" اتصل بهم ليحثّ قوات البيشمه ركة على قتل مئات النساء الإيزيديات اللائي وقعن أسيرات لدى تنظيم (داعش) بقصف الأماكن المحتجزات فيها والواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، بدعوى ان الموت أشرف لهن من استمرار استعبادهن ومن إمكانية تعرضهن للاغتصاب.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت بان التنظيم الإرهابي بدأ بعرض النساء الإيزيديات اللائي أسرهن في المدن والقرى الإيزيدية التي اجتاحها في الأسابيع الماضية، للبيع في مدينة الموصل للعمل كخادمات في البيوت أو نقلهن الى الخارج عبر تجار بشر للعمل في المباغي. والخشية أن تلقى دعوة هذا "الزعيم المعروف" تأييداً من أوساط دينية واجتماعية إيزيدية بذريعة "غسل العار" مثلاً، فتواجه هؤلاء النساء خطر الموت عند تحررهن أو تحريرهن في وقت لاحق، وقد لا تكون كل هؤلاء النساء قد تعرضن للاغتصاب مثلاً، فليس كل ما يتردد في المجالس وعبر وسائل الإعلام صحيحاً. لسنين ظلت تتردد قصة عن "بيع" فتيات كرديات أسرهن نظام صدام في حملات الأنفال الى ملاه مصرية وانهن تحولن الى راقصات ومومسات هناك، وقد اهتمت سلطات الإقليم بتلك القضية وشكّلت لجنة للتقصي والتحقيق وتبيّن منذ فترة وجيزة ان الحكاية ملفقة تماماً.
وحتى لو تعرض بعض الإيزيديات الأسيرات الى الاغتصاب، فمن غير المعقول أن تجري الاستهانة السافرة بكرامة وحياة هؤلاء النساء المسكينات المغلوبات على أمرهن مرتين، مرة على أيدي الإرهابيين الدواعش والمرة الأخرى على أيدي أهاليهن وزعمائهن الدينيين والاجتماعيين .. المعقول أن توضع منذ الآن البرامج لمعافاة هؤلاء السيدات اللائي لابدّ انهن يكابدن الآن نفسياً وروحياً أشد المكابدة.
الزعيم الإيزيدي "المعروف" كان أولى به وبسائر الزعماء الإيزيديين أن يحشدوا أبناء طائفتهم وسائر المواطنين العراقيين للتطوع الى جانب قوات البيشمه ركة وقوات الدولة العراقية لتحرير المناطق الإيزيدية وغير الإيزيدية التي يحتلها الدواعش وتخليص الإيزيديات أنفسهن من أنياب الوحش الداعشي.
الزعيم الإيزيدي هذا ينبغي أن يُواجه بتهمة الوقوف الى جانب (داعش) في تنفيذ جرائمه ضد الانسانية .. لا يجب أن تمرّ دعوة هذا الزعيم مرور الكرام بنا وبالسلطات الحكومية وأوساط الرأي العام... انها دعوة لئيمة يتعيّن أن يُعامل صاحبها من الجهات الحكومية والشعبية المعاملة التي يستحقها اللئام من أمثاله.
جميع التعليقات 3
حازم
جدا صحيح لو وجد القانون بالعراق فمن المفروض العادله تأخذ اجرائاتها بحق هذا الشخص الذي يريد ان يقتل هؤﻻء الضحايا الذين اختطفو من قبل الوحوش
الحاج بدرخان تيللو
حيلك حيلك .مهلك مهلك استاذ . اولا يتحمل رجل المخابرات الذي سرب الخبر ونشره مسؤولية اخلاقية مضاعفة اولاها انه كان حري به ان يرصد ويستقصي الاستعدادات والاحضارات الهائلة التي حشدها داعش قبل غزو المناطق الكوردية شمال العراق ؛ من اجل اجهاض وردع داعش بضربضة وق
ناظم ختاري
كنت أتمنى أن تتنجنب كتابة هذه المقالة التي سيتخذها المتطرفون والقائمين على حملة الإبادة الجماعية لقوم عزل حجة لمزيد من القتل بحقهم لآنهم لأنهم أناس همج على حد وصف ما جاء ضمنيابين سطور هذه المقالة التي كنت أتوقع أن تكون تضامنية الضحايا الذين تكالبت عليهم ك