اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > ضحايا مصائد الانترنيت

ضحايا مصائد الانترنيت

نشر في: 17 أغسطس, 2014: 09:01 م

تحتلّ التكنولوجيا مساحة واسعة ومهمّة في يوميّات العراقيين باختلاف أوضاعهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة. فالواتس آب والفيسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، باتت أشبه بالخبز اليومي لكثيرين. يستيقظون صباحًا لمطالعة أجد الأخبار على هذه المواقع، و

تحتلّ التكنولوجيا مساحة واسعة ومهمّة في يوميّات العراقيين باختلاف أوضاعهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة. فالواتس آب والفيسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، باتت أشبه بالخبز اليومي لكثيرين. يستيقظون صباحًا لمطالعة أجد الأخبار على هذه المواقع، ولمتابعة نشاطات الأصدقاء وللتواصل معهم .

لكن، وكما كثير من الاكتشافات التي طوّرت الحياة البشريّة، كانت للتكنولوجيا سيئات كثيرة، لعل أبرزها الاستفادة منها لاستغلال الناس، ماليًا، وعاطفيًا وحتى جنسيًا. حالات كثيرة نسمع بها تثير الريبة والحذر. البعض يكبح لجام نفسه ويأخذ الحيطة في تعامله على الانترنت، فيما آخرون يسترسلون في تعاملاتهم، والبعض الآخر يحاول الإحاطة بكل جوانب التكنولوجيا للاستفادة الكاملة منها من دون أن يمسه أي ضرر منها.

ضحايا الإنترنت
(ج.ح.) شاب تعرّف على فتاة جميلة على الفيسبوك، أرسلت له طلب إضافة، وهو قبلها برحابة صدر بعدما لفته جمالها. يقول في حديثه لي "بدأت القصّة بمحادثات ليليّة على الفيسبوك، ثمّ تحوّلنا إلى سكايب لنتمكّن من رؤية بعضنا من خلال الكاميرا. أحببت حديثها وأثارني جمالها. ما هي إلّا أسابيع حتى تطوّرت النقاشات وغصنا في الخصوصيّات، فطلبت أن نقوم معًا ببعض الحركات الإيحائيّة أمام الكاميرا وأنا لبيت الطلب. لم أكن أعرف أنّها تصوّرني لتبتزني ماليًا لاحقًا. رضخت لطلباتها خشية معرفة زوجتي .
أمّا (ب.م.) فهي فتاة كانت في بداية العشرينات عندما تعرّفت إلى شاب من خلال الفيسبوك، تسرد حكايتها وتقول : "أوهمني أنّه يعيش ويعمل في إحدى الدول العربيّة، وبعد أشهر من التواصل عبر الفيسبوك أخبرني بقدومه إلى بغداد ، فالتقينا وأغدق عليّ بالهدايا الجميلة، ثم سافر. بعدها بأشهر طلب يدي للزواج وما إن تمّت الخطوبة حتى أخبرني أنّ الشركة المزعومة التي يعمل فيها أقفلت أبوابها وهو سيعود إلى بغداد ليعثر على عمل لكنه بحاجة إلى مبلغ من المال لأنّ الشركة لم تدفع تعويضاتهم. ما إن حصل على المبلغ المطلوب رحل ولم يعد".
صحيح أنّ هناك مساوئ للتكنولوجيا، لكن ألا يتحمّل ضحاياها اللوم أيضًا؟ ما هي الدوافع التي تقودهم إلى التعارف عبر الإنترنت وإنشاء صداقات وهميّة قد تكلّفهم الكثير؟ هل يحمي القانون المغفلين؟ وهل هذه التحايلات هي عمل أفراد أم جماعات منظّمة؟

من المُلام؟
هناك أصوات تندّد بالتكنولوجيا نظرًا لما يتعرّض له الأفراد من مواقف، فهل يجوز إلقاء اللوم على التطوّر؟ ألا يقع اللوم على الأشخاص أيضًا؟ يقول الدكتور كامل المراياتي رئيس قسم الاجتماع في بيت الحكمة ان من المرفوض اتهام التكنولوجيا وإطلاق تسميات مندّدة مثل عصر الفيسبوك وجيل الواتس آب، فهذه الوسائل أغنت التواصل الاجتماعي، ولا يمكنني لوم التواصل الالكتروني في حال لم أتقن استعماله. وثانياً من واجبات ومسؤوليّات الأهل تحصين أولادهم وتربيتهم وتعليمهم كيفيّة مواجهة الحياة واختيار الأصدقاء، وإيصالهم إلى استقلالية علائقيّة تسمح لهم بإدارة حياتهم وعدم السماح لأي شخص باقتحامها وعدم احترام خصوصيّاتهم، أي عليهم معرفة المخاطر المترتبة على أي تواصل لحماية أنفسهم".
ويضيف : "التربية وإحاطة الأولاد وعلاقتهم الصحيحة مع أهلهم تخفّف نسبة المخاطر في العلاقات عبر الانترنت أو في الحياة العاديّة حتى 95%. هناك مخاطر ولكن الأهمّ تعلّم كيفيّة قياسها ومواجهتها".

سبل الوقاية
وفي حديث عن الدوافع والخلفيّات التي تقود بعض الأشخاص للوقوع في تجارب مماثلة، يقول : "أولًا الفرد الذي يعيش حياة عائليّة وعلائقيّة صحيّة مع أهله من الصعب أن يقع ضحية. ثانيًا كلّ إنسان لديه حاجة عاطفيّة وجنسيّة يبحث عن إشباعها، قد يلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لملء هذا النقص أو إلى غيرها، علمًا أنّ المخاطر موجودة على هذه الوسائل وفي المرابع الليليّة غير القانونيّة وغيرها من الأماكن. ثالثًا كلّ إنسان معرّض للوقوع في موقف مماثل، وهنا تبرز أهميّة الإحاطة النفسيّة والاجتماعيّة والتربويّة ومساعدته لتخطّي المشكلة من غير إغفال دور الدولة ووزارتي العدل والداخلية والاتصالات المسؤولة عن حماية المواطنين من هذه المخاطر".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram