بغداد / المدى مات الأب ... وشعرت الزوجة والابنة بالانتصار والفرحة لدرجة انهما اعترفتا أمام الرائد ضابط مركز الجعيفر بارتكاب الجريمة بدون ذرة ندم ... وتمت إحالتهما الى محكمة تحقيق الكرخ التي وجهت لهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ... تعود

بغداد / المدى

مات الأب ... وشعرت الزوجة والابنة بالانتصار والفرحة لدرجة انهما اعترفتا أمام الرائد ضابط مركز الجعيفر بارتكاب الجريمة بدون ذرة ندم ... وتمت إحالتهما الى محكمة تحقيق الكرخ التي وجهت لهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ... تعود ملفات القصة الى السنة الماضية عندما جلست الأم (ف) مع ابنتها (ن) تجتران أحزانهما وغضبهما من سوء معاملة الأب (عباس الأعور) الذي يتعمد إهانتهما في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة . ووصلت الأمور الى تشويه سمعتهما واتهامهما بالبغاء والسمسرة في محلة الذهب المشهورة بدور البغاء مستغلين غيابه عن المنزل ... وفي النهاية لم تجد الاثنتان سوى التخلص من هذا الرجل الذي حول حياتهما الى جحيم ... ولكن ظل السؤال كيف تتخلصان منه ؟ اتفقت الأم مع ابنتها على وضع السم له في قدح الشاي وخاصة انه يرفض تناول اي طعام او شراب تقدمة له الأم ويصر على ان يكون طعامه وشرابه من يد ابنته فقط ! عاد الزوج من المقهى الذي يعمل به وجلس ليتناول طعام العشاء وعقب تناول الطعام طلب من ابنته إعداد قدح الشاي الساخن له ... كان هذا ما تنتظره الأم التي تسللت الى المطبخ ووضعت سم الفئران الذي اشترته من الصباح في قدح الشاي الذي قدمته الفتاة لأبيها ! دقائق قليلة وكان الأب يتلوى من شدة الألم ووقفت الأم وابنتها تنظران اليه بتشف واضح دون ان تفكرا في تقديم أية مساعدة له ! وصلت صرخات الألم التي يطلقها الأب الى مسامع الجيران الذين اسرعوا الى منزل عباس في محاولة يائسة لإنقاذ حياته ... ولكنهم فوجئوا بموقف غريب من الأم التي أغلقت الباب في وجوههم ومنعتهم من الدخول ... وظلت ثلاث ساعات كاملة تتفرج على زوجها وهو يموت أمامها تدريجيا الى ان فارق الحياة ! في هذه الأثناء كان الجيران قد ابلغوا شرطة الجعيفر بما حدث فانتقل ضابط الخفر الى بيت عباس والقى القبض على الأم وابنتها بينما امر قاضي التحقيق بتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة ... المثير في هذه القضية أن الأم لم تنتظر تقرير الطب العدلي الذي اكد ان عباس الأعور مات متأثرا بسم الفئران واعترفت أمام الرائد ضابط المركز انها هي التي وضعت السم لزوجها في الشاي الذي قدمته له ابنتها انتقاما منه على معاملته السيئة لهما وتشويه سمعتهما أمام أهالي المنطقة بانهما تعملان في القوادة والبغاء العلني ... كررت الأم اعترافها ايضا أمام قاضي التحقيق الذي امر بحبسها مع ابنتها على ذمة التحقيق ... وهكذا في ليلة غاب فيها العقل وفرض الشيطان سيطرته على الأم وابنتها أصدرتا حكمهما النهائي بإعدام الأب !.