لم يتسن لي الحصول على كتاب هيلاري كلينتون : خيارات صعبة -رغم السؤال عنه عبر أكثر من مكتبة في الجوار .
— غير متوفر اليوم : يجيب الموظف ، ويكتفي بابتسامة مبتسرة .
لا آملك إلا البحث عن الكتاب بين رفوف ( الإنترنيت ) ، فلا أعثر إلا على شذرات ومقاطع من الكتاب ، الذي المح فيه بوصلة مهمة يشير نابضها لاتجاه الريح ومكمن العواصف في قادم الأيام والشهور . ولكن القلة او -لا احد- يعنى بالنظر للبوصلة ،والسفينة تتقاذفها الرياح من كل جانب . يتهددها الغرق في كل ساعة .
ما يجعل اكثر الفقرات اهمية — للعراقي خاصة — تلك المتعلقة بدولة الإسلام في العراق والشام والتي شاع استعمال حروفها الدالة ( داعش ) ، اسم يورد الرعب ويوخز القلب ويوجر القشعريرة في الأوصال .
استقرئ جمل كلينتون - وهي من هي في الاطلاع علي خفايا وخبايا دهاليز السياسة الأميركية — وزيرة سابقة للخارجية ومرشحة للرئاسة — حيث لا مجال لتكذيب اقوالها او تفنيد ادعاءاتها: اميركا هي من خلقت داعش من العدم ! غضت النظر عن تنامي قواتها ، تعامت عن تسليح كوادرها ، دعمت الدعاية - غير المعلنة - عن إمكاناتها القتالية . و.. و.. تمهيدا لزجها في بلورة الخطط الكبرى بعيدة المدى لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد .
نقر الدف خفيفا - خافتا ، بحذق ودراية عبر أنامل مدربة ، يبدو للقارئ العادي تحصيل حاصل . ولكنه ناقوس خطر مجلجل النبرة ، يقرع عاليا وبإلحاح على أسماع ذوي البصيرة بعيدي النظر .
الإيماءات لتنامي قدرات داعش لا تخفى علي ذوي الألباب . بدءا بسوريا . امتدادا للعراق ، تسللا للأردن ، تغلغلا في الكويت ، دبيبا نحو السعودية والبحرين .ودول الخليج … الغرض البعيد هو الهيمنة علي صنع القرار . ومن ثم السيطرة الكاملة على منابع النفط والمنافذ المطلة على البحر .
يدري الراسخون في السياسة إن أميركا عوراء حين يحين موسم الكيل ، عمياء حين يجد الجد و يأزف اوان دفع الحساب ..
سواء ، أقريب آم بعيد أوان رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط ، فإن السؤال الذي لن يبارح الذاكرة : وسط هذا النجيع من الدماء والدموع والأشلاء لتنفيذ الخطط المرسومة في لعبة الأمم . آما من خيار آخر في حوزة اللاعبين الكبار .؟ كأن يستمرئوا اكل خبز الهيكل ، دون ان يهدموا الهيكل على من فيه . دون ان يرف لهم جفن للشفقة ؟ دون ان يحسو واحدهم حسوة ماء او يهنأ بلقمة ؟ دون ان يشرق او يغص ؟
خيارات صعبة.. جرس إنذار
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2014: 09:01 م