وأنتِ .. تمتزجين مع الماءِ والضوءِفي شارع ٍ بغداديّ مغسولْ ، يعجُ ... بالصحفِ القديمة ، والشناشيل ِ، والكتبِ المشتراةبصمت ٍ ...أستمعُ إلى حفيفِ ثوبك في ضجةِ الشارع ِالمغسولْ.أتنفسُ الهواءَ كجنديّ مسلول ،الهواءُ المبلولُ كشَعركِ النّهري.أستنشقُ العطر
وأنتِ ..
تمتزجين مع الماءِ والضوءِ
في شارع ٍ بغداديّ مغسولْ ،
يعجُ ...
بالصحفِ القديمة ، والشناشيل ِ، والكتبِ المشتراة
بصمت ٍ ...
أستمعُ إلى حفيفِ ثوبك في ضجةِ الشارع ِالمغسولْ.
أتنفسُ الهواءَ كجنديّ مسلول ،
الهواءُ المبلولُ كشَعركِ النّهري.
أستنشقُ العطرَ الذي تطايرَ من تقليب الصّـفحات ...
العطرُ المدافُ بالغبارِ والسعال
فأرى النّـساءَ تخرجُ من أغلفة المجلات :
(أثداءُ نجماتٍ ، وسيقانُ أميراتٍ...
زنودٌ طازجة ٌ لزوجاتِ السفراءٍ وبناتِ الوزراء ...
نساءُ قصائدَ أتلفها القبليون قبل ساعاتٍ من الآن)
وهنّ بملابس الإغواء والعملِ
يتبعن ظلكِ ...
ظلكِ الذي امتزجَ مع الشارع ِ ، ..
فصارَ كتاباً يعجُّ ...
بالشعرِ ، والصلاةِ ، والأغنياتْ.
وأنتِ ..
تتنزهين الآن َ في شارع ٍ بغداديٍّ حديث
يعجُّ ...
بالباراتِ ، والنواقيسِ ، والمآذن ِ ، والصياحْ
أستمعُ إلى حديثِ دهريينَ في باحة ِ المسجد ،
أتنفسُ الهواءَ الذي يحركه قرع ُ النواقيس ِ ،
وقد شفاني اللهُ من السلّ والجربِ
أتذوقُ النبيذ َ الذي يحلله الشارع ُ البغدادي ،
أشربُ ما أفاءَ اللهُ من سَكَرٍ ...
فأرى النساءَ تخرجُ من طياتِ الكتب ِ
(مغنياتٌ ، وأميراتٌ ..
زوجاتُ فقهاء ٍ ، وبناتُ رجال ِ الحديث ..
نساءُ قصائد يتـّـبعها الشعراءُ الغزليون منذُ ساعاتٍ قبل الآن)
وهنّ بملابسِ الشارعِ والشعر ِ
يتبعن ظلكِ ...
ظلك الذي يمتزجُ الآن مع الماءِ والضوءِ
في شارع ٍ بغداديٍّ مغسول ...