قلناها ولم نكن نرجم في الغيب أن دورة خليجي 22 ستكون الأميز والأكثر سخونة على مدار تاريخها منذ عام 1970 بعد أن وعدتنا قرعة المصمك بمواجهات طاحنة لاسيما في المجموعة الثانية التي يمكن عدها بطولة بحدِ ذاتها، وبذلك نترقب من دورة الرياض نجاحاً تنظيمياً غير مسبوق يرتقي بالكرة الخليجية إلى مستويات تمكنها من تأهيل لاعبيها إلى البطولة القارية "سيدني 2015".
لذا فالمهمة ليست يسيرة على أسود الرافدين مثلما لبقية المنتخبات التي يحدوها الأمل لكتابة أفضل النتائج في الدورة بعد أن استوفت متطلبات التحضير اللازمة وتمتع جميع اللاعبين بقسط وافر من راحة الأبدان وصفاء الأذهان لأكثر من ثلاثة أشهر من انتهاء الموسم الماضي وتهيئة الملاكات التدريبية لبرامج الاستعداد وفق إمكانيات كل منتخب أملا بتقديم العروض المتوافقة مع مساعيهم بالتنافس على اللقب الذي بات مطلباً حتى للمنتخب اليمني الشقيق الوافد الأخير للدورة بالرغم من ظروفه الصعبة التي تحول دون استكمال جاهزيته بالصورة المطلوبة.
إن الفترة المقبلة تستوجب تحضيرات مكثفة لمنتخبنا الوطني بهدف عدم التفريط باللقب هذه المرة بعد أن استعصى عليه في النسخة 21 وهناك متسع من الوقت لتدارك الوضع لاسيما أن دورة الألعاب الآسيوية التي ستنطلق
في أنجون الكورية أيلول المقبل تعد محطة مهمة لرسم سياسة المنتخب الأول الذي يحتاج إلى تغييرات عاجلة تؤهله لبناء صفوف جديدة قبل الدخول في المعترك الخليجي عبر استدعاء أبرز لاعبي الأولمبي وإضافة ما تبقى من لاعبين شباب مهرة لا يتعكزون على دلال المدرب وقوة علاقته بهم، نريد رجالا أشداء بالعطاء والإضافات الفنية الاستثنائية لدعائم فوز المنتخب ، يقودهم النجوم الكبار ممن يحسنون الإنقاذ في الظروف الحرجة والصحوة القصوى حين تتطلب المباراة إبقاء السطوة رهن حكمة قائد كبير ليكون مصدراً حافزاً للمحافظة على النصر حيث كثيرا ما خسرناه بأخطاء غبية من المدربين وخوف لا مبرر من لاعبين قليلي الخبرة في اللحظات القاتلة!
ولعل من المفيد عدم مبالغة الإعلام الرياضي بتعقيد الموقف الذي ينتظر منتخبنا بالنسبة لمجموعته في خليجي الرياض، فلكل مجتهد نصيب، علماً أن منتخبات الإمارات والكويت وعُمان لديها مشكلات أيضا في عدم استقرار المدربين على تشكيلة ثابتة وأنها تمضي في تجربة تغيير دماء جديدة تعوض ابتعاد أبرز نجومها بسبب التقادم في السن وإخفاق البدلاء في بطولة كأس آسيا تحت 22 عاما التي نالها منتخبنا مطلع العام الحالي فضلا عن فشل خليجي ذريع بضمنه العراق في إمكانية الظفر بمقعد المونديال الفائت.
هذه الأحلام تبددت بشكل غريب ما دفع رؤساء الاتحادات الخليجية في المراهنة على دورة الرياض لعلها تهديهم أملا جديداً من الممكن أن يتفاخروا به في السنين الخمس المقبلة، إذ تعد كأس الخليج نقطة التحول الدائمة في مسارات كرة الدول المشاركة مثلما كانت الدورة الخامسة ببغداد عام 1979 محطة خير لمرحلة عراقية زاخرة بالألقاب امتدت حتى عام 1988 وهي الفترة الذهبية لكرتنا لم نزل نتغنى بألقهــا.
نتمنى التوفيق لمنتخب الأسود في استمرار تحضيراتهم الحالية في تركيا ليكونوا بمنتهى الجاهزية لاصطياد منافسيهم الواحد تلو الآخر والمضي بتفاؤل كبير لاستعادة سـيد الألقاب " كأس الأمـم ".
لا نريد أسوداً مدلَّلة!
[post-views]
نشر في: 18 أغسطس, 2014: 09:01 م