اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكايات غريبة عن طائرات اوباما

حكايات غريبة عن طائرات اوباما

نشر في: 18 أغسطس, 2014: 09:01 م

نختلف أو نتفق مع البعض من ساستنا الأكارم، لكن علينا أن نعترف بان العديد منهم يسعى لتبديد حالة الملل لدينا من خلال إجادتهم لفنون النكتة، إضافة إلى صفة الإصرار وعدم اليأس على تقديم كل ما هو غريب ومثير، والدليل على ذلك أن العديد منهم لا يزال مصرا على القول إن الأمريكان لا يملكون نفوذا في العراق وليس باستطاعتهم التدخل في شؤون البلاد، وإنهم أي السياسيين يرفضون الاحتماء بالمظلة الأمريكية.
قبل اشهر خرج علينا العديد من أعضاء ائتلاف دولة القانون يشتمون أوباما ويتهمونه بالتواطؤ مع داعش لأنه لم يلتزم بتنفيذ بنود الاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن ، وشاهدنا النائبة المخضرمة عالية نصيف وهي تتهم واشنطن بانها أدخلت داعش الى العراق، وحذرت أوباما من انها ستقطع انفه لو حاول ان يدسها في الشأن السياسي العراقي.
ولأننا كنا نعيش آنذاك أجواء حرب الانتخابات البرلمانية.. فقد استمعنا الى خطب عن السيادة الوطنية، وخطفتنا الصحف والفضائيات لنتابع اخبار الهجوم الكاسح ضد بايدن وكيري ومن معهم.. وذهب الخيال بالبعض الى ان يهتف أن العراقيين لا يحتاجون إلى أمريكا ولا إلى سفيرها، في الوقت نفسه أكد محمد الصيهود بثقة يحسد عليها أنه لن يسمح للأمريكان أن يتدخلوا في الخلاف السياسي حول منصب رئيس مجلس الوزراء، قبلها هدد النائب عباس البياتي بصوت غاضب بان الحكومة العراقية ترفض وصاية الأمريكان ولن تسمح لها بان تمارس دور الأب.
في ضوء تلك التصريحات كنت اقول لعدد من الزملاء في الصحيفة، نحن أمام احتمالين لا ثالث لهما: الأول أن هؤلاء السياسيين يصدقون ما يقولون فعلا ومقتنعون أن أمريكا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما جرى ويجري في العراق، أو أنهم يمارسون عملية كذب منظمة وممنهجة، تؤمن بان تكرار الأكاذيب بدأب وإصرار ومن دون توقف سيجعل الناس يصدقونها في النهاية.
ولان البعض يعتقد أننا شعب فقد ذاكرته منذ سنوات ، فقد خرجت علينا هذه الأسماء نفسها قبل اسابيع وفي المقدمة منها السيدة " المخضرمة " عالية نصيف لتعاتب الإدارة الأميركية لانها لم تتدخل لوقف زحف داعش في الموصل وتكريت، وطالبتها بتنفيذ بنود الاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، وشاهدنا كيف استقبل المالكي عددا من القادة العسكريين الامريكان يناقش معهم سبل التعاون لصد هجمات الجماعات الارهابية، واظن كلكم قرأ ترحيب الحكومة العراقية ببيان الخارجية الامريكية التي اكدت فيه ان واشنطن عرضت مساعدة الحكومة العراقية، بموجب اتفاقية إطار العمل الاستراتيجي المشترك .
بعدها وقرأنا وسمعنا سيلا من التحليلات عن الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الامريكية منذ ايام، وشاهدنا كيف ان الطائرات الامريكية والبريطانية قدمت مساعدات انسانية للمحاصرين في جبل سنجار. كل هذا جرى بترحيب من الحكومة ومعها القيادة العامة للقوات المسلحة ، فما الذي تغير حتى نصحو هذا اليوم لنجد مكتب القائد العام للقوات المسلحة يصدر بيانا شديد اللهجة يحذر فيه من التدخل بالشأن العراقي، ففي خبر عاجل بثته قناة العراقية قال مكتب القائد العام للقوات المسلحة قوله، إنه "لوحظ خلال الأيام الماضية اختراق طائرات عسكرية لأجوائنا دون موافقة الحكومة العراقية". ولكي تكتمل الكوميديا فقد حذر مكتب القائد العام ، الدول كافة من استغلال الوضع الامني في العراق واختراق السيادة الوطنية.
ولم ينته بيان القائد العام للقوات المسلحة حتى خرج بعض النواب ليقدموا لنا دروسا عن الامن الوطني وضرورة ان تحترم واشنطن حرمة "البلدان".
هكذا وجدنا البعض من ساستنا الاكارم يدّعون الحكمة بأثر رجعي ويقولون إنهم كانوا ولا يزالون مختلفين مع الإدارة الأمريكية في ما يتعلق بالسيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فيما الصحافة الأمريكية تؤكد يوميا أن معظم سياسيينا لا ينامون الليل قبل الاتصال بالعم بايدن او بالخال " كيري” لاستشارتهم في وضعية النوم التي يتخذونها، وإذا افترضنا أن هذه الصحف تكذب وتعمل على تشويه سمعتهم فالمؤكد أن " المظلة" الأمريكية مفتوحة على سعتها وهي تغطي وتظلل فوق رؤوس الجميع.
أتمنى كمواطن ساذج أن تكون القيادة العامة للقوات المسلحة ، رافضة الاحتماء بطائرات المستر أوباما.. لكن يبقى سؤال يطرحه الناس كل يوم: هل العراق فعلا خارج القرار الأمريكي كي تشتمه عالية نصيف؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمدسعيد

    الجمع العام من ساسه العراق الجديد لايمكن لهم بنطق كلمه ان قامت اداره حكومه اوباما وبحق باصدار تجميد حساباتهم المصرفيه عبر العالم و التي استحوذ عليها علي حساب دماء الشعب العراقي المظلوم والذي انتخب معظمهم تحت ضغوط الارهاب او التسويف والكذب

  2. حسين

    لا افهم هدف هذا المقال واية حكايات غريبة يقصدها .. كل ما ذكره كان طبيعيا ولا يشكل مفارقة او غرابة اما بيان القيادة فهو امر طبيعي ايضا لاية دولة ان تصدر مثله.. بصراحة مقالة فقيرة.

  3. نبيل

    حلو كثير باختصار هذول الجماعة مستعدون ان يكونوا اي شي اميركان فرس صهيانة بس عرب لع

  4. ابو اثير

    .يدي الكريم ...السادة النواب الصيهود وعباس البياتي وعالية نصيف والفتلاوي الذين يهاجمون أمريكا ...! ليش هذولة السادة المحترمون كان شافوا مجلس النواب والعز والوز والأمتيازات التي منحها لهم بول برايمر والتي لم يحلمون بها في ليلة صيف تموزية عراقية خلي يستحون

يحدث الآن

"الأبنية متدهورة".. سجون العراق تعاني اكتظاظاً يفوق 300% من الطاقة الاستيعابية

اجتماع هام لديكو لحسم صفقة جديدة لبرشلونة

العمليات المشتركة تكشف تفاصيل هجوم "الفصائل" على قاعدة عين الأسد

السجن 15 سنة بحق مدان أطلق النار على مفرزة أمنية

آفة تتفاقم.. الداخلية تعلن القبض على (31) متسولاً في بغداد

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram