محمد ايولد صلاحي، الذي كان سجيناً في السجن الكوبي منذ عام 2002، من دون توجيه تهمة ضده، سينشر ذكرياته عن تلك المرحلة من حياته " تفاصيل الإذلال الجنسي، والتعذيب البدني والعيش في ذعر متواصل " في كتابه الذي يحمل عنوان (يوميات غوانتنامو).• في خليج غو
محمد ايولد صلاحي، الذي كان سجيناً في السجن الكوبي منذ عام 2002، من دون توجيه تهمة ضده، سينشر ذكرياته عن تلك المرحلة من حياته " تفاصيل الإذلال الجنسي، والتعذيب البدني والعيش في ذعر متواصل " في كتابه الذي يحمل عنوان (يوميات غوانتنامو).
• في خليج غوانتنامو
خلف الأسلاك الشائكة، ينكشف الغطاء عن كيفية معاملة السجناء، ومحمد ايولد صلاحي، مواطن موريتاني، اعتقل في سجن غوانتنامو منذ عام 2002، على الرغم من عدم توجيه تهمة اليه من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وهو نشر تلك اليوميات عن تجربته ويحطم السرية التي تحيط بذلك السجن و وسائل التعذيب.وكتاب صلاحي هو اول يوميات تنشر لسجين ما يزال محتجزا في غوانتنامو، كما اعلن الناشر، وسيتم طبعه وإطلاقه مع العام المقبل.
ويضم الكتاب الذي كتبه عام 2005 في زنزانته، وهو يبدأ برسالة كتبها السجين لمحاميه، والذي كافح سبعة أعوام من أجله . وقد تطوع من اجل إعادته الى موطنه موريتانيا في عام 2001 واستجوابه هناك، ومن هناك نقلته طائرة الـ (CIA) الى الأردن، حيث اعتقل وتم استجوابه ثمانية اشهر، قبل ان يطلق الاردنيون سراحه، ولكن الولايات المتحدة الاميركية ارسلته اولاً الى سجن باغرام في افغانستان، ومن هناك الى غوانتنامو، حيث تم تصنيفه ضمن (خطة خاصة)، وتم وضعه في زنزانة مستقلة متعرضاً للإذلال الجنسي، وتهديدات بالقتل.
وفي العام 2010، صدر قرار بإطلاق سراحه فوراً من قبل المحكمة الفيدرالية، ولكن القرار تم استئنافه من قبل الحكومة وصلاحي وكان محاموه ينتظرون حكماً آخراً.
ومن المعلوم ان كتاب صلاحي سيصدر في العشرين من كانون الاول 2015، حيث سيتضمن مقدمة من الكتاب ومن محام ومن حقوق الانسان وهو لاري سيمز، والذي سيضع المبدأ الأساسي لضرورة اطلاق سراحه، وتنظيم حملة عالمية من اجل ذلك.
وكان قد تم نشر مقطع من الكتاب من قبل دار (سليت) ويتحدث عن تفاصيل محنة صلاحي من الإذلال الجنسي والى الزنزانة الباردة التي كان قد سجن فيها والتي كانت اقرب الى الصندوق – وكما يقول صلاحي (كنت ارتجف فيها معظم الأوقات، وممنوعاً من ضياء النهار، ومن مخالطة المحتجزين الاخرين، وكنت اعيش في ذعر حقيقي، ولا أتذكر اني أمضيت ليلة واحدة في النوم، وفي الايام الـ 70 القادمة، لن اعرف قط نعمة النوم، اذ كان التحقيق معي يستغرق 24 ساعة، من قبل اربع لجان تحقيق بالتناوب، ولم احصل قط على يوم فراغ).
وقال سيمز (الكاتب الافضل) عن "تقرير التعذيب"، والمسؤول عن توثيق برنامج التعذيب لادارة بوش، قال ان نظام تعذيب صلاحي يتجاوز الخيال، وقال ايضاً ان الموريتاني قد تحمل ابشع وسائل التعذيب، على الرغم من عدم توجيه أية جريمة له من قبل الولايات المتحدة الاميركية.
ويضيف التقرير: (ان معاملة صلاحي في غوانتنامو تعتبر استثنائية وفي منتهى القسوة، كما ان توثيقه تم بشكل جيد، وخاصة لأساليب التعذيب، وبعد ستة أعوام من السعي، نجح محاموه في الحصول على نسخة معدلة من ذلك التقرير، بعد حذف ما لايمكن نشره من بشاعة التعذيب، ثم تم عرض النسخة المعدلة عليّ ودهشت لما حدث، لأنني أتذكر تفاصيل ما تعرضت له من التعذيب، وبطبيعة الحال وافقت عليها، ان المخطوطة بـ 466 صفحة، ومكتوبة باليد وبالانكليزية – لغة تستخدم كثيراً في غوانتنامو.
ويقول كانونغيت عن (يوميات غوانتنامو) " انه ليس تقريراً حيوياً عن الاساءة الى العدالة، بل يوميات عميقة انسانية – تثير الفزع، وباسلوب ظريف قاتم، ومتميز بشكل مدهش، كما انه يعتبر وثيقة انسانية لها اهمية تاريخية".
وتقول محامية صلاحي، نانسي هولاندر، ان صلاحي لم توجه اليه أية تهمة، ونحن نكافح من اجل اطلاق سراحه منذ عام 2005، بعدما سمعنا بقضيته، وتضيف: " ان هذا الكتاب يعتبر نافذة الى سجن غوانتنامو، وشاب تعرض للتعذيب النفسي والجسدي، دون ان توجه اليه تهمة ما، ومع ذلك بقي قادراً على التمييز ما بين الخير والشر والجيد من الرديء".
وهولاندر التي التقت بصلاحي في الاسبوع الماضي قالت انه (فرح) بعد سماعه عن طبع كتابه قريباً وانه ممتن من كل من سانده لنشر يومياته، وهو يعلم انه سجن 14 سنة، ومع ذلك فان معنوياته عالية و قوية وهو يواصل الدراسة وهو يجيد خمس لغات ومنها الاسبانية.وتقول ايضاً (حقاً ان الكتاب يكشف عن السرية التي تحيط بذلك السجن وعدم معرفة أساليب التعذيب فيه، ومن اجل الحفاظ على سرية ما كان يجري في داخل تلك الجدران، كان لابد ان يحتفظ العاملون فيه بالأسرار ومنهم من كلن يعمل في الخدمات هناك وكذلك أصوات السجناء انفسهم، وهذا الكتاب يكشف كل شيء، ولذلك بقي ممنوعاً من النشر فترة طويلة).
ويقول الناشر: (ان صلاحي قدم شيئاً مختلفاً لايقدر عليه الا القلة، ولذلك فهو يقدم معلومات عن غوانتنامو لم يكتب غيره مثلها).
عن: الغارديان