في الامسية التي قدمها القاص أحمد الجنديل في نادي الكتاب والتي اقيمت له بمناسبة صدور مجموعته القصصية (سواقي العسل المر) تحولت الى مناقشة مهمة عن السرقات الادبية وكيف انها محاولة لإضاعة جهد الاخرين والاتكاء عليهم وإنها فعل قديم قدم الانتاج الادبي نفسه
في الامسية التي قدمها القاص أحمد الجنديل في نادي الكتاب والتي اقيمت له بمناسبة صدور مجموعته القصصية (سواقي العسل المر) تحولت الى مناقشة مهمة عن السرقات الادبية وكيف انها محاولة لإضاعة جهد الاخرين والاتكاء عليهم وإنها فعل قديم قدم الانتاج الادبي نفسه
في بداية الامسية قال مقدمها الاديب علي لفته سعيد ان الجنديل وهو يحاول ان يرسم طريقه في حقول السرد يبحث دائما عن نص يملك خاصية التهكم والسخرية خاصية ان يبتلع نصه المعنى بطريقة يقترب منها الى المتلقي معتمدا على العاطفة في تفسير القصدية التي تمتع بها نصه..لذلك هو دائما ما يقول ان نصه محاولة لفضح الواقع او لرسم خارطة تأويل جديدة إلا انه دائما ايضا ما يتحدث عن السرقات الادبية التي هي واحدة من اهم مصائب النص وسرقة الجهود
وتحدث بها الجنديل بقوله ان اكثر من يؤلم النتاج الادبي هي السرقات الادبية من اناس لا يفقهون من الادب غير السرقة التي بالتأكيد لم تكن وليدة اليوم بل ذاقها الكثير من المبدعين عبر التاريخ..ويضيف ان هناك شرعية تدخل في مجال الذائقة الابداعية وهي شرعية استمدت وجودها من مؤسسة قادرة على تمييز الخيط الاسود من الخيط الابيض لكننا لم نقرأ يوما عن شرعية السرقات الأدبية ، التي تعتمد في وجودها وانتشارها على فساد أخلاقي وإفلاس تربوي.ويوضح الجنديل لقد انتشرت ظاهرة االسرقات الأدبية على امتداد مراحل التاريخ ولكنها انتعشت بشكل مريع ومخيف في عصرنا الحاضر وأصبحت ظاهرة خطيرة لابد من معالجتها والوقوف بوجهها.ليبين انه تعرض الكثير من الادباء الى محاولة سرقة جهودهم الابداعية ، وفي العراق لا زال عبد الأمير الحصيري وجودت التميمي ورشيد مجيد وعبد القادر رشيد الناصري وغيرهم أدلة شاخصة تحكي عن قبح السرقات الادبية .ويتحدث بعدها عن ان مجموعته المحتفى بها تعرضت الى السرقات ايضا.موضحا ما تحتويه المجموعة من انها حملت قصصا من مدارس أدبية شتى ، كونها كتبت في فترات زمنية متباعدة ، بعضها دخل الى السريالية والبعض ضمن الواقعية النقدية وبعضها اتجه نحو الحداثة..ويشير الجنديل الى انه من المعيب على الاديب ألا يشخص واقعه ويقولا قوله بجرأة لذا عليه ان يسير خارج المألوف ويكسر عالمه ليكون أكثر اشراقا ليقدمه الى القارئ وهو ليس مصلحا اجتماعيا بل هو ملتقط لما هو غير مرئي.
وشهدت الامسية العديد من المداخلات بدأها القاص والناقد جاسم عاصي بقوله ان القصة الكلاسيكية والحديثة تحتاج الى تغيير في الكتابة شكلا وطبيعة وهذا يأتي من خلال تراكم الوعي والقراءة لدى المنتج الاديب..ويضيف أن الكاتب الجيد هو الذي يخرج من معطف الجميع الذين سبقوه من الكتاب السومرية والخلق البابلي الى الوقت الراهن لأنها دروس مستمرة.
اما الناقد الدكتور علي حسين يوسف فقال.. يعد موضوع السرقات موضوعا قديما قدم الادب نفسه فقد اهتم به الادباء منذ العصر الجاهلي وزاد الاهتمام به بعد القرن الاول الهجري حينما ازدهر النقد لكننا ومع ابن سلام 232 نجد ان موضوع السرقات تحول الى قضية نقدية حيث باتت من اهم الامور التي اخذت حيزا في المتن النقدي..وأضاف ان الاديب في العراق يحتاج الى ادب واقعي وليس الى هذيان في الكتابة لان الواقع يحتاج الى التزام.. .وأفاد عن المجموعة اتنها من اهم مجاميعه القصصية . اذ تعبر تعبيرا واضحا عن ميزات اسلوبه الادبي وطريقته في السرد والحكي وامتازت ببنائها قصصها بناء متماسكا يلاحظه القارئ بوضوح من خلال اتصال احداثها ومراعاتها لقواعد القص والتكثيف السردي الذي يصل احيانا الى حد المقاربات الشعرية وانه يميل الى العناوين المفتوحة والدخول المباشر الى عالم القص والحدث لديه يمتاز بالاتصال مع الاجزاء الاخرى وليس الى انقطاع وانه يهتم بكيفية وقوع الاحداث وهو لا يفرض لمعنى بل يجعل الحدث يفرض ذاته.
فيما تناول الباحث والإعلامي عبد الهادي البابي أن بداية أحمد الجنديل المسرحية قد أعطته هذا الكم المعرفي الرائع والخزين الهائل من الثقافة والقدرة على الإبداع والتمييز لأن دراسة المسرح والبناء المسرحي له دور كبير في صقل المواهب المختلفة ويكون محطة انطلاق لكل الإبداعات الفنية والأدبية الأخرى فيما قال الباحث علي الخفاف..ان الجنديل استطاع ان يجسد الانثروبولوجي والثقافي في المجتمع وهو يتطرق الى البعد الموضوعي في اسلوبه القصصي وكأـنه يجدد في ثقافة المجتمع.اما الكاتب علي العريبي فقال انه يهتم بالشكل والمضمون ومعني كثيرا بطريقة التعبير لانه يضع التلقي امامه.فيما تساءل الشاعر قاسم بلاش عن كيفية ان تكون قصص المجموعة قد سرقت فمن اين يمكن اثبات ذلك السارق اذا ما تنوعت جغرافية السارقين.