TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أنا وزير وابن وزير

أنا وزير وابن وزير

نشر في: 19 أغسطس, 2014: 09:01 م

السياسي العراقي سواء كان من الصف الأول او الأخير،  يعتقد بانه يمتلك مؤهلات  وخبرات  وكفاءة ، تمنحه الحق في ان  يتولى المناصب العليا في الدولة ، اما من حمل حقيبة وزارية في الحكومات المتعاقبة السابقة ، فيجد نفسه افضل من غيره في الحصول على لقب صاحب المعالي، ومع بدء مارثون مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة ، صدرت تصريحات من أعضاء  في مجلس النواب، تؤكد رغبتهم في الحصول على المنصب الوزاري، انطلاقا من الاستحقاق  الانتخابي ورصيد  النقاط، وهما يشكلان  المعادلة المعتمدة في توزيع المناصب والمواقع في الحكومة الجديدة.
تقول الأغنية المصرية "انا فلاح وأبوية فلاح وجدي وجد جدي فلاح" اعتزازا بالمهنة  والانتماء  الطبقي ، وتشجيع النشاط الزراعي، وفي العراق أدى مطربو الريف في سنوات تطبيق قانون الإصلاح الزراعي أغنيات "وأنت يا فلاح الفطن بعد الشعير ازرع قطن " في اطار التحشيد  للثورة الزراعية ،  والحد من ظاهرة الهجرة من الريف الى المدينة ، فكانت النتيجة  استيراد العراق الحنطة والشعير من الخارج  ، بعد ان كان يصدر هذين  المحصولين، وتراجع الإنتاج له أسباب كثيرة تتعلق بالمشاريع الاروائية ،  وخطط الدولة في تطوير القطاع الزراعي ،  وغيرها من العوامل التي جعلت العراق  يستورد التمر من السعودية والامارات وايران ، لان اغنية الفلاح المصري تحولت في العراق الى " انا وزير وابن وزير"  حتى سابع جد.
اطراف الحكومة الجديدة ،  أبدت تفاؤلها في ان المرحلة  المقبلة ستشهد  تحولات مفصلية على مستوى تحقيق التنمية وخطوات جدية في اطار ادارة الملف الأمني ،وتفعيل مبدأ الشراكة في صنع القرار ، والتفاؤل السياسي في العراق له مواسم زمنية، ترتبط بمدى تقارب الكتل  النيابية والاتفاق على ايجاد قاعدة مشتركة  لتحقيق  المصالح الوطنية  ، ومادامت الاجواء العراقية  مرشحة للاضطراب على الدوام نتيجة التدخلات الخارجية والاقليمية ، وتجاهل حسم الملفات المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية ، وقبل  تقاسم المناصب والمواقع ، لابد من اعتماد برنامج سياسي يكون خريطة طريق لحكومة العبادي ، تؤسس لمسار صحيح لأربع سنوات مقبلة يتجاوز الأخطاء السابقة ، وإعطاء "الأذن الطرشة" لمن رفع صوته واخذ يغني "انا وزير " ليفرض على الاخرين  دعمه في حمل الحقيبة الوزارية السيادية.
ارتفاع الأصوات  المطالبة بشغل  مناصب وزارية ،  تزامنا مع  بدء مفاوضات تشكيل الحكومة  يعطي انطباعا  بأن بعض الاطراف مازالت تتمسك بحصتها " الطائفية "لتضمن التمثيل في الجهاز التنفيذي ، بمعنى اخر تكريس للمحاصصة على الرغم من إعلان الجميع بانها" مكروهة" ومصدر إثارة المشاكل والأزمات ، وبروز الخلاف بين القوى السياسية  الممثلة في البرلمان فانعكس على الأداء التشريعي والرقابي .
أداء أغنية "أنا وزير" في  هذا  الوقت ، يعني وضع شروط مسبقة أمام  المتفاوضين ،ولاسيما ان جميع الأطراف دخلت في مرحلة البحث عن بوصلة لمعرفة الاتجاه الصحيح ، والدخول في مرحلة نفض غبار السنوات السابقة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. alialsaffar

    ليس خافيا على احد في مجلس النواب السليم , ان الحكومة تجتهد وتثابر لتحقيق طموح الشعب في كل ما هو صالح من اجله والوطن ؛ وان اجتهدت وانصاعت لتحقيق اطماع ورغبات اعضائها !!! فذلك مؤشر فاضح ان الطائفية والاثنية والحكومه المشكله من هذه التركيبة , سلطة فاسدة حد

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram