السياسي العراقي سواء كان من الصف الأول او الأخير، يعتقد بانه يمتلك مؤهلات وخبرات وكفاءة ، تمنحه الحق في ان يتولى المناصب العليا في الدولة ، اما من حمل حقيبة وزارية في الحكومات المتعاقبة السابقة ، فيجد نفسه افضل من غيره في الحصول على لقب صاحب المعالي، ومع بدء مارثون مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة ، صدرت تصريحات من أعضاء في مجلس النواب، تؤكد رغبتهم في الحصول على المنصب الوزاري، انطلاقا من الاستحقاق الانتخابي ورصيد النقاط، وهما يشكلان المعادلة المعتمدة في توزيع المناصب والمواقع في الحكومة الجديدة.
تقول الأغنية المصرية "انا فلاح وأبوية فلاح وجدي وجد جدي فلاح" اعتزازا بالمهنة والانتماء الطبقي ، وتشجيع النشاط الزراعي، وفي العراق أدى مطربو الريف في سنوات تطبيق قانون الإصلاح الزراعي أغنيات "وأنت يا فلاح الفطن بعد الشعير ازرع قطن " في اطار التحشيد للثورة الزراعية ، والحد من ظاهرة الهجرة من الريف الى المدينة ، فكانت النتيجة استيراد العراق الحنطة والشعير من الخارج ، بعد ان كان يصدر هذين المحصولين، وتراجع الإنتاج له أسباب كثيرة تتعلق بالمشاريع الاروائية ، وخطط الدولة في تطوير القطاع الزراعي ، وغيرها من العوامل التي جعلت العراق يستورد التمر من السعودية والامارات وايران ، لان اغنية الفلاح المصري تحولت في العراق الى " انا وزير وابن وزير" حتى سابع جد.
اطراف الحكومة الجديدة ، أبدت تفاؤلها في ان المرحلة المقبلة ستشهد تحولات مفصلية على مستوى تحقيق التنمية وخطوات جدية في اطار ادارة الملف الأمني ،وتفعيل مبدأ الشراكة في صنع القرار ، والتفاؤل السياسي في العراق له مواسم زمنية، ترتبط بمدى تقارب الكتل النيابية والاتفاق على ايجاد قاعدة مشتركة لتحقيق المصالح الوطنية ، ومادامت الاجواء العراقية مرشحة للاضطراب على الدوام نتيجة التدخلات الخارجية والاقليمية ، وتجاهل حسم الملفات المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية ، وقبل تقاسم المناصب والمواقع ، لابد من اعتماد برنامج سياسي يكون خريطة طريق لحكومة العبادي ، تؤسس لمسار صحيح لأربع سنوات مقبلة يتجاوز الأخطاء السابقة ، وإعطاء "الأذن الطرشة" لمن رفع صوته واخذ يغني "انا وزير " ليفرض على الاخرين دعمه في حمل الحقيبة الوزارية السيادية.
ارتفاع الأصوات المطالبة بشغل مناصب وزارية ، تزامنا مع بدء مفاوضات تشكيل الحكومة يعطي انطباعا بأن بعض الاطراف مازالت تتمسك بحصتها " الطائفية "لتضمن التمثيل في الجهاز التنفيذي ، بمعنى اخر تكريس للمحاصصة على الرغم من إعلان الجميع بانها" مكروهة" ومصدر إثارة المشاكل والأزمات ، وبروز الخلاف بين القوى السياسية الممثلة في البرلمان فانعكس على الأداء التشريعي والرقابي .
أداء أغنية "أنا وزير" في هذا الوقت ، يعني وضع شروط مسبقة أمام المتفاوضين ،ولاسيما ان جميع الأطراف دخلت في مرحلة البحث عن بوصلة لمعرفة الاتجاه الصحيح ، والدخول في مرحلة نفض غبار السنوات السابقة .
أنا وزير وابن وزير
[post-views]
نشر في: 19 أغسطس, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
alialsaffar
ليس خافيا على احد في مجلس النواب السليم , ان الحكومة تجتهد وتثابر لتحقيق طموح الشعب في كل ما هو صالح من اجله والوطن ؛ وان اجتهدت وانصاعت لتحقيق اطماع ورغبات اعضائها !!! فذلك مؤشر فاضح ان الطائفية والاثنية والحكومه المشكله من هذه التركيبة , سلطة فاسدة حد