إذا علمنا أن الماء يشكل أكثر من 80 في المئة من دماغ الإنسان، و82 في المئة من الدم، و90 في المئة من الرئة، فإنه يكفي أن تهبط كمية الماء في الجسم بنسبة 2 في المئة كي تظهر العوارض السلبية، مثل الجفاف، وضعف الذاكرة، والتعثر في إجراء العملي
إذا علمنا أن الماء يشكل أكثر من 80 في المئة من دماغ الإنسان، و82 في المئة من الدم، و90 في المئة من الرئة، فإنه يكفي أن تهبط كمية الماء في الجسم بنسبة 2 في المئة كي تظهر العوارض السلبية، مثل الجفاف، وضعف الذاكرة، والتعثر في إجراء العمليات الحسابية البسيطة، والصعوبة في التركيز على الحروف الناعمة (على شاشة الكومبيوتر مثلاً)، والشعور بالإرهاق أثناء اليوم.
ويملك الماء خصائص شفائية مذهلة عرف الإنسان بعضاً منها منذ القدم، مثل استخدامه بارداً لعمل كمادات لخفض درجة حرارة الجسم، وساخناً لعمل كمادات لعلاج الدمامل والخراجات. أما في أيامنا هذه فيستعان بالماء كإحدى الوسائل الطبيعية للعلاج بدلاً من الأدوية الكيماوية التي لها ما لها وعليها ما عليها. وكشفت دراسات صدرت عن الجمعية الأميركية للصحة العامة أن العلاج باستخدام الماء البارد والساخن يساعد الجسم على العمل بأقصى طاقته. وتشير البحوث الطبية إلى أن شرب المزيد من الماء، بارداً كان أم ساخناً، يقي من الأمراض. وحسب دراسة نشرتها مجلة علم السموم وصحة البيئة فإن الماء هو من أفضل العلاجات لتجنب الرمال البولية أو للتخلص منها، لأنه يدفع بها إلى مجرى البول من دون الحاجة إلى علاجات أخرى ثقيلة. ولعل أفضل طريقة لإطفاء الحموضة هو أخذ جرعة من الماء، كونها تخفف من تركيز الأحماض المعدية، وتعجّل في إذابة الطعام ليتحوّل مواد سائلة تجد طريقها بسهولة إلى جوف الأمعاء. ويعمل الماء الساخن على تحسين الدوران في الشرايين والأوعية اللمفاوية، ما يساعد على زيادة العمليات الاستقلابية، والتخلص من الفضلات، وإزالة التشنجات العضلية. أما الماء البارد فيفيد في تسكين الألم من خلال تحريض الجسم على طرح مادة طبيعية مسكنة للآلام هي "البروستاغلاندين". كما يفيد الاستحمام بالماء البارد في حض الجسم على صرف المزيد من الطاقة للحفاظ على حرارة الجسم عند معدلها الطبيعي، ما يساهم في زيادة العمليات الاستقلابية وبالتالي استهلاك المزيد من السعرات الحرارية. وكشفت دراسة لباحثين من جامعة بطرسبورغ، نشرتها مجلة "تايم" الأميركية، عن التوصل إلى حل بسيط يساعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن، والنوم المتقطع، وذلك من خلال وسيلة سهلة في متناول الجميع وهي ارتداء قبعة مبللة بماء بارد ووضعها على الرأس أثناء النوم. ويقول المشرفون على الدراسة أن هذه الوسيلة تؤدي إلى خفض حرارة الدماغ في شكل مباشر ما يثير الشعور بنوع من الهدوء والراحة يسهّل الدخول إلى عالم النوم. وينفع الماء البارد في السيطرة على الصداع النابض الذي ينتج من تمدد الأوعية الدموية إثر التعب والسهر، وخير ما يمكن فعله للتخلص من الزائر الثقيل هو صب الماء البارد على الرأس لإثارة تقلص الأوعية كي تستعيد مرونتها الطبيعية. وعند حدوث التهاب في المجاري البولية ينصح بشرب كمية كبيرة من الماء يومياً من أجل إدرار البول والتخلص من الميكروبات الممرضة التي تسرح وتمرح في المسالك البولية.
أما الذين يعانون من الإمساك المزمن فإن شرب كوب من الماء الساخن قبل النوم ليلاً أو بعد الاستيقاظ صباحاً قد يسمح في أغلب الأحوال في وضع حد لمعاناتهم على الفور.