احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي ليوم السبت الماضي بالمثقف التنويري كامل شياع في ذكرى استشهاده على أيدي الظلاميين الغادرين، وأوضح مقدم الجلسة الدكتور جمال العتابي ان الاستذكار ليس سوى حاضر يشده الحنين الى الماضي، وقال: لا نري
احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي ليوم السبت الماضي بالمثقف التنويري كامل شياع في ذكرى استشهاده على أيدي الظلاميين الغادرين، وأوضح مقدم الجلسة الدكتور جمال العتابي ان الاستذكار ليس سوى حاضر يشده الحنين الى الماضي، وقال: لا نريد ان نقف حداداً ولا نؤبن، وانما سنحتفي بمجموعة حوارات تلملم نفسها لتجسد حضور مثقف وإنسان غيَّبه القتل، فمن خلال بلاغة الكلمة والفعل والموقف نحول الغياب الى حضور.
من جانبه أشار الشاعر الفريد سمعان الى ان للفقيد الراحل مزايا كثيرة يعتز اتحاد الأدباء باستذكارها، لأنه من أسس الثقافة الرصينة في العراق. ولأنه مناضل ضحى بأعز ما يملك وبقيت ذكراه العطرة التي تجمعنا في هذه المناسبة. وقال: رحل كامل شياع لكنه لم يرحل من قلوبنا وتاريخنا وسيبقى في قلب الشعب لأنه كان يناضل من أجل قضيته الكبرى وهي السعادة والحرية والكرامة. مضيفاً ان شياع ضحية من ضحايا الوضع الراهن الذي نعيشه منذ سنوات طوال، ومع الأسف كان الأمل ان تكون أيامنا بشكل آخر وان تزدهر الديمقراطية وان يعيش المجتمع حياة جديدة وان نستقبل كل الايماءات الحضارية التي نتوق اليها ونسعى من أجلها. ولكن على عكس ما توقعنا فوجئنا بمواقف كثيرة منها رحيل شياع مخلفاً وراءه قضية يجب ان نحمل مسؤوليتها حتى نحقق أحلامه.
وأوضح الأستاذ مفيد الجزائري الوزير السابق لوزارة الثقافة ان الحديث عن كامل شياع في ذكرى استشهاده هو حديث عن المناضل المثقف الذي وضع نفسه وطاقة فكره في خدمة شعبه ووطنه. مبينا انه لم يكن كاتباً ثقافياً مبدعاً فحسب وانما خلال فترة وجوده معي في وزارة الثقافة لعب دوراً اساسياً في إدارته وإنجازاته ولكن من بعدي عمل المسؤولون الجدد على إقصائه ومنعه من مواصلة عطائه فحوصر وركن على الرف بعد ان كان الوزير معي برغم انه لم يكن اسمه وزيراً، ولكن في جميع الأمور الثقافية اضافة الى الإدارية كان وزيراً بامتياز.
وأشار الوكيل فوزي الأتروشي الى ان ما حدث للمثقف التنويري والسياسي المحنك كامل شياع هو فعل أدمنّاه عبر التاريخ. واكد: نعم ادمنّا قتل العقول النيرة من شعراء وفلاسفة وحكماء. مبينا ان كامل يشاع في عز التخندق الطائفي والحزبي والديني والقومي فكر ان يشذ عن هذه القاعدة معلناً انتماءه للوطن والأرض.
فيما بيَّن الناقد علي الفواز انه الآن لا يتذكر كامل شياع الشهيد، وانما يستعيد صانع البرامج ومستشرف الأفق لصناعة ثقافية ترمم خراب العراق، وتنقله من سياق الاستبداد الى الديمقراطية الحقيقية التي لا يمكن لها ان تكون الا من خلال المشاريع الثقافية والبيئة السياسية الصالحة، ووجود الفاعلين الحقيقيين الذين يمكنهم إدامة هذا التواصل حتى يتم تحويل الثقافة من كونها صناعة رأي عام الى قوة مجتمعية وسياسية مهيمنة للحياة. وقال: كامل شياع هو واحد من الذين ارتبط المشروع الثقافي الحقيقي الذي نحلم به معهم. موضحاً اننا لا توجد لدينا برامج ثقافية ودائماً نعمل على العشوائيات.
وبين الدكتور غيلان الحوشي انه التقى الشهيد شياع في سدني أثناء مساهمة بحثية حول كيفية تحرير الماضي من المستقبل وبالعكس. وقال: كان ذلك في زمن النظام السابق وكان وضع الانسان في الخارج متعباً جداً بسبب الوضع الثقافي والسياسي. مشيراً الى ان الشغل الشاغل لكامل شياع كان يكمن في جعل الراهن العراقي مكاناً يتسع لماض يحرره من مظلوميته ومستقبل يحرره من مجهوليته.
ومن جانبه أشار الناقد فاضل ثامر الى ان قاعة اتحاد الأدباء هي دائماً منبر للتعبير عن الفكر والإبداع في الثقافة العراقية. وقال: نستذكر هذا اليوم رحيل واحد من أدبائنا ومفكرينا الذي خسرناهم وهو ما يزال في بداية مشروع ثقافي وفكري خصب. مبينا انه كان يمتلك علقاً ستراتيجياً مركباً، وبهدوئه كان يخفي عمقاً هائلاً، وبدماثته وشفافيته كان يمتلك القدرة على إدارة حوار معقد وصعب، فحين يطلب منه رسم مشروع محدد ينكب على دراسة جميع التفاصيل حتى يقدم في النهاية افكاراً غاية في الدقة والعمق.
