اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > طفلة ومجنون فـي مدينة الألعاب

طفلة ومجنون فـي مدينة الألعاب

نشر في: 24 أغسطس, 2014: 09:01 م

ازدحام كبير، عشرات الناس يتراكضون للحصول على مقعد في سيارات أجرة ذاهبة الى المحافظات الجنوبية . الباص القادم من البصرة توقف في كراج النهضة ... يحاول سائقة اختراق الزحام بصعوبة بالغة ... الركاب نهضوا من مقاعدهم استعدادا لمغادرة الباص ... الفتاة (س) تج

ازدحام كبير، عشرات الناس يتراكضون للحصول على مقعد في سيارات أجرة ذاهبة الى المحافظات الجنوبية . الباص القادم من البصرة توقف في كراج النهضة ... يحاول سائقة اختراق الزحام بصعوبة بالغة ... الركاب نهضوا من مقاعدهم استعدادا لمغادرة الباص ... الفتاة (س) تجمع حاجياتها وهي تمسك بابنة شقيقتها (أ) التي اصطحبتها معه لزيارة اهلها في بغداد ... لمحت شخصا كان بجوارها ينزل أيضاً من الباص طلبت منه ان يمسك بالطفلة لذهابها الى دورة المياه في الكراج ! ... بعد دقائق خرجت (س) من المكان وبدأت البحث عن الطفلة مع الراكب ... لم تجد أثرا لهما في مكان توقف الباص ... بدأت تهرول هنا وهناك عيناها تمسحان الكراج الكبير ... لكن لا تهتدي اليهما ، حتى دورات المياه فتشت فيها ، سألت كل الناس في الكراج... عمليات بحث مكثفة تقوم بها (س) وبعض الناس يساعدونها بعد ان تعاطفوا مع دموعها التي تملأ عينيها ... تتأكد ان مكروها قد حصل لابنه شقيقتها .. الشيء المحير ان الراكب الذي كان جالسا بجوارها شخص مهذب وقدم نفسه على انه صحفي... اذن لماذا اخذ الطفلة (أ) معه؟ فشلت (س) في العثور على اجابة لهذا السؤال ... راحت تبحث عن الاجابة في مركز باب الشيخ... قدمت شكوى باختفاء الطفلة واتهمت الصحفي الذي يدعي انه (ش) بخطفها! مدير الشرطة وضباط المركز اهتموا باختطاف الطفلة وبدأوا بجمع المعلومات عن شخصية (ش) الذي يدعي انه صحفي ... ذهب احد الضباط الى الكراج واستفسر من سواق الحافلات والأجرة وذكر احدهم بان (ش) معروف لدى اغلب السواق على خط البصرة بغداد وانه يتظاهر أمامهم بالشهامة وإيهامهم بقدرته على خدمتهم مستندا الى علاقاته القوية بعدد كبير من المسؤولين ورجال الدولة نتيجة عمله الصحفي ... بدأ مركز الشرطة في تعميم أوصاف الفتاة المخطوفة وأوصاف (ش) على كافة مراكز الشرطة ومديرياتها في بغداد والمحافظات ... بعد اسبوع من الحادث وردت معلومة للمركز انه شوهد (ش) مع الطفلة في منطقة الكاظمية يتردد على مكتب محامية تبين انه تعرف عليها في احدى المحاكم وقدم نفسه لها بانه صاحب محال للجملة في الشورجة وثري ويرغب في الزواج منها... لأنه في حاجة الى زوجة مثقفة بعد وفاة زوجته التي تركت له طفلتهما الوحيدة ... تعاطفت المحامية معه ووافقت وقدمت له عنوان بيتها في الشعلة ... وتوجه (ش) اليهم بالفعل طالبا يد ابنتهم وحدد معهم موعدا لتقديم النيشان وحلقة الزواج ... وفي الموعد المحدد .. حضر العريس لكنه لم يحضر معه الحلي الذهبية ... لوث وجهه وساعديه بكمية من الدماء من أرضية احد القصابين وادعى ان ثلاثة أشخاص قطعوا عليه الطريق وسرقوا منه الحلي الذهبية والحلقات وأمواله ... ثم ضربوه ضربا مبرحا وأمام دموع ابنته تركوه وهربوا... رقت قلوب أسرة العروس لما حدث للعريس... استولى بذكاء على كمية من حلي العروس الخاصة وتركها على امل العودة لزيارتها بعد ايام قليلة ... لكنه خرج ولم يعد ! وتتواصل المعلومات عن شخصية (ش) النصاب الذي ارتكب عشرات حوادث النصب والاحتيال في أماكن متعددة من بغداد واحدة منها في احد مستشفيات بغداد الأهلية أوهم مريضا بانه دكتور وعرض مساعدته وأوهم أهله بانه اتصل بمدير المستشفى ليوافق على دخول احد اقارب المريض كمرافق معه في المستشفى أثناء علاجه وسرق منهم مبالغ كانوا يستعدون لتقديمها الى ادارة المستشفى لإجراء عمليه لمريضهم لكنه أخذها منهم وهرب أثناء ذهابه الى إدارة المستشفى ! الوقت يمر على ام الطفلة وخالتها التي لم تفارق غرف المركز يوميا بالبحث والتحري والتعرف على اخر المستجدات ! واخيرا وصلت معلومة مهمة لضابط المركز ... المعلومة تؤكد بان المتهم تقدم للزواج من مطلقة تعيش وحدها أوهمها بانه ثري ولديه وكالة أنباء ومحطة فضائية واتفق معها بالفعل على تفاصيل الزواج قريبا لترعى طفلته من زوجته المتوفاة ... قدم لها عنوانا لدار وهمية في منطقة المنصور ... بعد ايام من المعلومة يعثر رجال الشرطة على شريط فديو لحفل زفاف كان يحضره المتهم (ش) في احدى القاعات في بغداد ... تم التأكد من شخصيته ... توجهت الشرطة إلى القاعة المذكورة وبعد التحري والاستفسار من صاحب القاعة واهل الحفلة تبين بانه حضر مع احدى العوائل الراقية في بغداد بصفته خطيبا لإحدى بناتها ... نصبت الشرطة كمينا له في عدة أماكن ... قاعات الزواج...الحدائق ... مدن الألعاب حتى أمسكت به وجها لوجه بعد (30) يوم هروب ومعه الطفلة بالقرب من احدى بوابات مدينة العاب بغداد ... وتم القبض عليه وهو مذهول ودموع الطفلة البريئة التي بدأت تصرخ وهي تبكي ( اتركوا بويه ... بابا ... تعال ... انا احبك ... ) تندفع الام الى الطفلة تحملها بين أحضانها تختلط دموعهما ... ما اجملها لحظة في حياة الأم فقد عاشت الموت مليون مرة خلال الشهر الذي لا تنساه طول عمرها ... يتم القبض على المتهم (ش) ويواجه بالمعلومات والشهود فاعترف بجريمة خطف الطفلة ليستخدمها في ممارسة جرائم الاحتيال التي احترفها منذ اربع سنوات بعد وفاة والده ... يدخل (ش) النصاب السجن في انتظار نيل جزائه من العدالة ... وربما كان يفكر في جرائم جديدة يخطط لها داخل أسوار السجن!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram