(الولايات المتحدة تتطلع الى فرص للعمل في العراق، مع تصاعد عنف (داعش) وهجماتها، وفي الوقت نفسه، تتطلع المملكة المتحدة – المسؤولون الكبار في حزب المحافظين الى انضمام المملكة المتحدة في الضربات الجوية). وإزاء الموقف الاخير للمحافظين البريطانيين تر

(الولايات المتحدة تتطلع الى فرص للعمل في العراق، مع تصاعد عنف (داعش) وهجماتها، وفي الوقت نفسه، تتطلع المملكة المتحدة – المسؤولون الكبار في حزب المحافظين الى انضمام المملكة المتحدة في الضربات الجوية). وإزاء الموقف الاخير للمحافظين البريطانيين ترنو إدارة أوباما الى خيار آخر يهدف الى إرغام (داعش) العودة الى الخلف في سوريا، وتدريب الثوار المعتدلين كقوة بديلة.

وتجابه القوى الغربية ضغطاً هائلاً في بث الطمأنينة لـ(داعش) في سوريا ومعقلها القوي في سوريا، حيث قاربت القوة المسلحة تسليحاً ثقيلاً، الاستيلاء على قاعدة جوية مهمة، والتي ستعزز سيطرتهم على شمال البلاد. وفي الوقت الذي قام فيه الطيران العسكري الأمريكي في توجيه ضربات الى قوات داعش في شمال العراق، كانت إدارة أوباما تدرس عدداً من الاحتمالات من اجل الضغط على (داعش) في سوريا، ومنها تدريب الثوار السوريين (المعتدلين)، كقوة بديلة، مع الضربات الجوية، كظهير لها.
والقادة في واشنطن ولندن، متصلبون في موقفهم من إسقاط نظام بشار الأسد، أو التعاون معه في الهجوم على عدوهم المشترك، وفي الأمس، ألح البنتاغون، ان عليها الوصول الى قرار بشأن توسيع حملاتها الجوية لتشمل مناطق من سوريا، ولكن داعش استعرضت قوتها وسلطتها في شمال سوريا في الأيام الماضية، عبر قتل أسيرها الأمريكي، جيمس فولي، إضافة الى تحقيق عدداً من الهجمات على مدن وقرى في شمال سوريا، ومن بينها القاعدة الجوية في (تاكيا)، حيث توجد مفرزة من الجيش السوري. وقال دوبلوماسي أجنبي مهم " ان داعش تمتلك حالياً أشد قوة عسكرية في الشرق الأوسط – ما عدا إسرائيل ". واعلن المسؤولون الأمريكيون، عن القيام بـ 93 طلعة جوية في العراق وهي التي أوقفت (داعش) في الأيام العشرة الأخيرة، وهم سيتراجعون لمهاجمة القوات السورية كي تتحقق هزيمتهم تماماً، وعلى البنتاغون الان اتخاذ قرار حول توسيع الضربات الجوية الأمريكية الى داخل سوريا لمواصلة الهجوم على (داعش) دون معرفة نوع التطورات التي ستحصل لاحقاً، وقال الأدميرال جون كيربي للسكرتارية الصحفية في واشنطن، " ليست لدي فكرة حول الخطة القادمة، والتي لم نطبقها سابقاً أو قرار لم تتخذه أو تتوصل إليه من قبل".
أما في بريطانيا، فكانت هناك نداءات متصاعدة لاختيار قرار نهائي حول كيفية التعامل مع الموضوع، وكان هناك جدل ما بين وزير الدفاع البريطاني السابق و وزير الخارجية الأسبق، حول كيفية التعامل مع (داعش) في سوريا، واقترح وزير الدفاع السابق جيرالد هوارث، قيام إنكلترا الانضمام الى الولايات المتحدة لاستهداف (داعش) في سوريا، ويضيف هوارث: (اعتقد ان علينا الانتباه وان نكن افضل من الغرب لمعرفة مصلحتنا الوطنية)، ويعترف ان الحكومة البريطانية غير قادرة على القيام بضربات جوية، وذلك لأن مجلس العموم لم يوافق على ذلك (مع فارق صوت واحد)، واضاف ايضا: (ولكن علينا إعادة التفكير في الأمر وما هو صالح للوطن، وعلى مجلس العموم الموافقة على الضربات الجوية).
ولكن القتال في سوريا مشحون بالمخاطر، فهو في الدرجة الاولى يعتبر الوقوف مع نظام بشار الاسد، وقبل عام ومع الهجوم بالغازات السامة في دمشق، اراد مؤيدوا الهجوم على سوريا، ان يكون الاسد هدفاً لها. اما فيليب هاموند وزير خارجية بريطانيا " اننا سنجد انفسنا متحالفين مع الاسد ضد عدو مشترك". وفي البنتاغون، يجد المسؤولون الكبار الحائرين في توجيه ضربة جوية نحو (داعش) عبر الحدود، هو الخيار الوحيد، بدلاً من الانغماس تدريجياً في حرب دموية جديدة، وتوسيع والتعهد بصراع جديد في الشرق الأوسط، وهناك حطة تبدو الأفضل وهو (مهمة التدريب) علماً ان الكونغرس لم يسلم المبلغ المرصود لذلك (500 مليون دولار) وقد يوافق الكونغرس على الموضوع في شهر تشرين الاول القادم.
ان الغاية من الهجوم على (داعش) هو تجريدها من تأييد (200) مليون سني عربي، يعيشون ما بين دمشق وبغداد، (يوم أمس قتل 58 سنياً في هجوم على ناحية بالقرب من بغداد).
والبيت الابيض يرفض أحداث صدع مع البنتاغون، واتفق مع آراء الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس الهيئة المشتركة، حول التهديد الذي تشكله الحدود المشتركة، والتجارب في مساعدة السوريين المعتدلين من الثوار. وصرح بين روديس، مستشار الامن الوطني، مستخدماً رأي إدارة اوباما حول (داعش)، " ان الاستراتيجية التي نستخدمها الآن تفي بالغرض".
وعلى أي حال، فان البيت الأبيض ذهب ابعد مما قبل في ادانة (داعش)، واصفاً قتل الصحفي فولي، هجمة ارهابية على البلاد وضد المواطن الامريكي، وقال رودس ان الحكومة الامريكية ستفعل كل شيء من اجل حماية الامريكيين في المستقبل، واضاف رودس : " نحن نفكر في كل ما هو ضروري بالنسبة لذلك التهديد، ولن نتقيد بالحدود".
عن الغارديان