قبل 40 عاماً، انفتحت فوهة فسيحة تعرف بـ (فوهة دارفزا)، اشارة الى بوابة الجحيم، في شمال صحراء توركمانستان، وبقيت منذ ذلك الوقت تحترق متوهجة. وقبل عام قام المستكشف الكندي جورج كورونيس، اول شخص يهبط الى أعماق الفوهة الملتهبة بحثاً عن دلائل الحياة فيها.
قبل 40 عاماً، انفتحت فوهة فسيحة تعرف بـ (فوهة دارفزا)، اشارة الى بوابة الجحيم، في شمال صحراء توركمانستان، وبقيت منذ ذلك الوقت تحترق متوهجة.
وقبل عام قام المستكشف الكندي جورج كورونيس، اول شخص يهبط الى أعماق الفوهة الملتهبة بحثاً عن دلائل الحياة فيها.
و أصل (فوهة الجحيم) غير متفق عليه، مع ان هناك شبه اتفاق انه قد حدث بعد قيام بعثة سوفيتية للبحث عن الغاز الطبيعي، ويقول عالم جغرافي توركماني ان هذه الفتحة قد تم اشعال النار فيها خوفاً من تصاعد غازات سامة قد تنبثق منها، وهكذا ظلت النار تشعل فيها منذ 40 عاماً دون توقف.
ويبلغ عرض الفوهة 69 متراً وعمقها 30 متراً، وهي موجودة في حقل للغاز الطبيعي في محافظة (أهال) في توركمانستان، التي تمتلك سادس اكبر احتياطي في العالم للغاز.
وفي أواخر العام الماضي، اشتهر المكتشف الكندي بكونه اول من غامر بالنزول الى تلك الحفرة الملتهبة منذ 40 عاماً، وكان ذلك باتفاق مع مجلة (ناشنال جيوغرافي) ولم تنشر الصور التي التقطت للباحث الكندي الا هذا الاسبوع، وكان هدف الاستكشاف جمع كمية من نماذج التربة في أعماق الحفرة، للتعرف على نوعيتها، وهل ان هناك حياة، من أي نوع، موجودة فيها، على الرغم من التهابها المتواصل!
ويقول كورونيس (ان القصة خلف هذه الفوهة، ملفوفة بالغموض، ولايوجد في مكان آخر، سواء في توركمانستان أو سائر الأرض)، ويضيف كورونيس في حديثه لمجلة (ناشنال جيوغرافي)، انه أمر فريد من نوعه، اذ لاتوجد في مكان آخر، حفرة تلتهب بالميثان (غاز طبيعي) يخرج من الارض تحت الضغط الكبير.
وهذا المشروع الذي ساهمت مجلة (ناشنال جيوغرافي) بجزء من تمويله، تطلب 18 اشهر من التخطيط والاستعداد، وكان فريق العمل أمضى 18 شهراً في دراسته وإجراء تمرينات عليه، وبدأ الفريق بالتدرب على نظام الأجهزة المستخدمة ومنها الحبال وكيفية العمل بواسطتها، وجرت تلك التدريبات فوق ممر ضيق لنهر، بإنزال كورونيس اليه ببطء، كما تمت الاستعانة ببديل خبير من هوليوود تم إشعال النار فيه مرات عدة، ويقول كورونيس معقباً، " من اجل تهيئة نفسي للعملية، كي لا أصاب بالذعر والهلع عند وصولي الى النيران الملتهبة ".
ويستطرد قائلاً: "عندما ينظر المرء الى الفوهة، يبدو الأمر أشبه بمشهد من فيلم خيال علمي، فهذه الصحراء الممتدة الواسعة، شبه الخالية تماماً، ثم تجد هذه الفوهة الملتهبة .. والحرارة تتصاعد منها لاذعة، حارقة، وعليك آنذاك تغطية وجهك بيديك عندما تقترب من على حافة الحفرة، وهناك افكر: حسناً، لقد قضمت قطعة اكبر من مقدرتي على ابتلاعها أو هضمها. "
ومن اجل تحمل الحرارة الشديدة، كان على كورونيس ارتداء أجهزة خاصة للتنفس، بدلة خاصة تعكس الحرارة، ولاتذوب في الدرجات العالية من السخونة.
وفوهة النار هذه، أصبحت موقعاً يزوره السياح في توركمانستان، ويقول كورونيس، انه لم يجابه مشاكل او صعوبات اثر احتشاد الناس حوله، ويضيف ان عدد السياح كان قليلاً مع عدد من راكبي الجمال، والذين كانوا يعبرون المكان.
ويقول ضاحكاً: " ان مرَّ شخص ما من المكان – ان وحده – عليه النزول من السيارة والقفز من فوق الفوهة، أو الى داخلها، ان اراد ذلك، فالخيار له، وانا حتى اليوم الشخص الوحيد في العالم الذي فعل ذلك حقاً."
ويصف كورونيس تجربته في النزول الى الحفرة الملتهبة مقارناً إياها بالإحساس الذي يتولد عند المرء عند الهبوط على كوكب اخر وهو نوع من التصادم أشبه بمغص حاد في الأمعاء وكأنما نار قد نشبت فيها، بواسطة عدة ألوف من كتل اللهب، وهي تصدر صوتاً أشبه بهدير قوي لمحرك طائرة نفاثة.
يتوقف عن الكلال قليلاً قبل معاودته قائلاً: " تحس أنك جد صغير ومعرض للهجوم في مكان كهذا."
عن: التليغراف والصور عن مجلة ناشنال جيوغرافي