TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما مشكلتكم مع الكرد؟

ما مشكلتكم مع الكرد؟

نشر في: 26 أغسطس, 2014: 09:01 م

الذين قتلوا بدم بارد 1700 من الشباب العُزّل من أي سلاح، الفارين من قاعدة سبايكر أو الماكثين فيها، جنوداً وضباطا، كانوا عرباً؟.. والذين قتلوا بدم أبرد نحو 700 سجين في سجن بادوش كانوا هم أيضاً عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين هجّروا المسيحيين من الموصل وسهل نينوى واستباحوا أملاكهم، وقتلوا وشرّدوا التركمان في تلعفر وبلدات أخرى كانوا عرباً.. والذين قتلوا الإيزيديين وشردوهم وسبوا نساءهم كانوا عرباً كذلك... فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين قتلوا مصلّي الجمعة في مسجد مصعب بن عمير في إمام ويس، إن كانوا من (داعش) أو من الميليشيات، كانوا عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين يحاصرون منذ شهرين آمرلي التركمانية ويهددون بإبادة سكانها البالغين عشرة آلاف نسمة، هم عرب.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين تركوا أسلحتهم وتخلّوا عن لباسهم العسكري في الموصل وتكريت والرمادي وعشرات المدن والبلدات الأخرى وسد الموصل وسهل نينوى وسلموها جميعاً الى (داعش) على طبق من ذهب مرصع بالماس والبلاتين والياقوت واللؤلؤ، من دون إطلاق رصاصة واحدة، كانوا عرباً فما... مشكلتكم مع الكرد؟
والقادة العسكريون والأمنيون الكبار المسؤولون عن سقوط الموصل وسواها وقاعدة سبايكر وسجن بادوش وسد الموصل كانوا من العرب... فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين استقبلوا هؤلاء القادة بالأحضان وفرشوا لهم السجاد الأحمر ولم يسائلوهم، أقله عن جريمة الهروب، هم عرب.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين أقالوا في الحال قادة البيشمه ركة والمسؤولين الحزبيين في سنجار، لأنهم أصدروا الأوامر بالانسحاب منها ولم يرابطوا فيها ليواجهوا (داعش)، وأحالوهم إلى التحقيق لتقرير ما يستحقون من عقاب، هم كرد وليسوا عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
والذين دخلوا الى كركوك بطلب من الحكومة التي رئيسها عربي، لحمايتها من السقوط في أيدي (داعش) هم كرد.. فما مشكلتكم معهم؟
والذين استقبلوا وآووا مليون نازح، معظمهم عرب، من المناطق التي اجتاحها (داعش) ونظّم مجازره فيها، هم كرد.. فما مشكلتكم معهم؟
وهؤلاء الذين يفجّرون يومياً السيارات والدراجات والعبوات ويقتلون بالكواتم وغير الكواتم في بغداد وسائر المدن للعام الثاني عشر على التوالي، هم جميعاً عرب.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
هل نعود الى التاريخ؟
حسناً .. الذين أشعلوا نار الحرب مع إيران، ثم اجتاحوا الكويت فتسببوا في حرب طاحنة أخرى أتت على ما تبقى من أخضر ويابس، وبين الحربين نظموا مجازر الأنفال ومقابرها الجماعية في الصحراء في حق الكرد، وبعدهما حفروا المقابر الجماعية للعرب الشيعة... أولئك كانوا أيضاً عرباً.. فما مشكلتكم مع الكرد؟
كل يوم مجيد ومناسبة وطنية وقومية في تاريخكم كان للكرد دور فيه.. فما مشكلتكم معهم؟
الذين احتضنوا مناضليكم عقوداً من الزمن في عهود الدكتاتورية، ووفروا لهم الأمن والسلامة، وتقاسموا معهم أرغفة الخبز، وهيأوا بعضهم وأحزابهم ليكونوا حكام البلاد الحاليين الماسكين بمقدراتها والمتصرفين بثرواتها، هم الكرد، فما مشكلتكم معهم؟
لديكم، لأي سبب من الأسباب، مشكلة مع، أو عقدة حيال، مسعود بارزاني أو جلال طالباني أو فؤاد معصوم أو نيجيرفان بارزاني أو كوسرت رسول أو فاضل ميراني أو نوشيروان مصطفى أو برهم صالح أو هوشيار زيباري، وسواهم.. هذا شأنكم.. لا تحبونهم، شأنكم أيضاً، فحتى الأنبياء لم يحظوا بالإجماع.. لكن ما مشكلتكم مع الكرد، شعباً وأمة، لتحقنوا الفضاء الإعلامي وعالم التواصل الاجتماعي بهذا الكم من سموم الحقد والضغينة والكراهية القومية؟
ما مشكلتكم مع الكرد غير أنكم شوفينيون؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 11

  1. كوران فتحي- كاتب وصحفي

    تحية كردية خالصة لك، استاذي العزيز ياليت كل المثقفين العرب كانوا يكتبون مثلك بعيدين عن الشوفينية، قريبين من الحق...شكرا لقلمك التي عودنا دوما على نصرة الكورد..في معاناتهم وفي مئاسيهم..تحية عطرة لك من جبال كردستان

  2. حسن الفياض

    مشكلتهم مع الكرد ان الاكراد اناس لم يتسلل البغض والحقد الى قلوبهم وتهميش الاخرين ومشكلتهم حسدا من عند الشوفينيين على ماوصله الاقليم من رقي وتقدم في شتى المجلات ومن استقرار امني وسياسي واقتصادي وسياحي ومشكلتهم ان الاقليم يقوده مسؤولون يحبون شعبهم ويبنون له

  3. ابو عباس

    الفاشلون يحملون حقداعلى الناجحين يصل الى حد العمل على افشال نجاحهم. في الحياة ترى الانسان الناجح يعاني الكثير من الفاشلين الذين يضطر على التعامل معهم،التلميذ المتفوق في دروسه يتسبب له التفوق في مشاكل كثيرة مع زملائه وعلى الاخص الاغبياء منهم والامثلة كثيرة

  4. ابو اثير

    سيدي الكريم... هؤلاء الذي تقصدهم في مقالتك هم جبلوا على الكراهية والعداء منذ أن كانوا يرتعون في أحضان كارهوا العراق وشعبه ومنهم الشعب الكردي الذي هو أيضا جبلة على المحبة والتسامح والصفح والسبب ألآخر لكرههم هو أن القيادة الكردية المناضلة سارت بالشعب الكردي

  5. قيران المزوري

    لكننا نشكر بالمقابل المواقف الوطنية والمحبة المفرطة بسب وبدون سبب الاساتذة الافاضل على سبيل المثال لا الصر لانهم والحمدلله كثر كل من الاستاذ الرائع علي الشلاه والاستاذ الكاتب الكبير ياسين مجيد والبرلمانية الشهيرة !! حنان الفتلاوي لانهم لا يذكرون الكرد الا

  6. د.محمود كمال

    الأسـتاذ الفاضل عدنان حسين، أحييك الآن، كما تعودت تحييتك، في سرّي إثر كل مقالة لك أقرأهها! موضوعيتك السياسية والوطنية والإنسانية، موضع إعجاب وتقدير كبيرين. خنقتني العبرة وأنا أقرأ مقالتك، ككردي، نادراً ما يجد مواقف وآراء تشيد، أو على الأقل تقول الحق بشأن

  7. مهند ياسين

    بالرغم من كون كل الاسئلة جوابها واحد ذاك الذي تفضل به الكاتب , لكن كثرة الاسئلة لنفس الجواب تكشف عن اهمية ذلك الجواب و كم هو جوهري و تاثيره بمجتمعنا ...........شكرا جزيلا لاثارة هكذا اسئلة

  8. صالح دلي

    تحية لك من الاعماق وجزاك الله عنا كل خير اذا كان هناك خلاف بوجهات النظر بين السياسيين وكما ذكرت في مقالك حتى الانبياء لم يتفق عليهم من قبل الجميع فما ذنب شعب كما تقول انت ((لديكم، لأي سبب من الأسباب، مشكلة مع، أو عقدة حيال، مسعود بارزاني أو جلال طالباني أ

  9. ناديه عيلبوني

    كان بودي ان اضع توقيعي على هذا المقال الذي يعبر عن كل ما اود قوله، شكرا لك استاذ عدنان حسين، يسلم قلمك وفكرك

  10. جميل مروّة

    إبتلينا بالجهل والجاهل المدّعي لئيم يستر عقد النقص بالحقد وإتهام غيره بالتقصير: بدل أن يعملوا على تحفيز وتفعيل وتنمية التعاون لا بل المشاركة بين العرب والكورد، بدل أن يعلموا أولادهم لسان الكورد و يمشون جبال الكورد لتتسع آفاق حياتهم...يتقوقعون داخل سجن بنا

  11. عبدالله الكردي

    جزاكم الله خيرا على هذه المقالة التأريخية عن الأكراد يا أستاذ الكريم، صدقتم، والله نحن ليست لدينا مشكلة مع إخواننا العرب، نحن كلنا مسلمين، يقول الله تبارك و تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram