ما الجدوى، وما النفع، وما الضرورة في وقوف بعض السياسيين الحقيقيين والمزيفين، منّا نحن العرب، أمام كاميرات الفضائيات في عاصمة إقليم كردستان، أربيل.. نعم في أربيل، ليوجهوا الشتائم إلى نظراء لهم في بغداد وغيرها والى مسؤولين في الحكومة الاتحادية، بل حتى إلقاء الخطب المثيرة للنعرات الطائفية؟
المعنيون بهذا السؤال ليسوا فقط هؤلاء السياسيين، الحقيقيين والمزيفين، أصحاب هذا الخطاب الشتّام والتحريضي وإنما أيضاً المسؤولون الحكوميون والسياسيون في الإقليم الذين إذا كانوا لا يعرفون بخروج ضيوف الإقليم عن قواعد الضيافة فتلك مصيبة، واذا كانوا يعرفون ولا يفعلون شيئاً لإخراسهم فالمصيبة أعظم.
مع شدة خلافهم مع رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، ومع كراهيتهم لرئيس نظام البعث، لم نسمع يوماً من الزعماء الكرد شتيمة في حق السيد نوري المالكي، ولا صدام حسين قبلاً.. بل لم نلحظ أي تحريض ذي طابع قومي أو طائفي من أي من القيادات الكردية، إن في عهد الحكومة المنصرفة أو في عهد النظام المقبور.. فلماذا يسمحون لغيرهم، وبخاصة منّا نحن العرب، أن يمارسوا هذا السلوك الشائن على أرضهم وفي عاصمتهم؟
أن يعقد الكرد، مسؤولين حكوميين وسياسيين ومواطنين عاديين، المؤتمرات الصحفية في أربيل أو السليمانية أو دهوك أو بغداد، لانتقاد الحكومة الاتحادية ورئيسها ومسؤوليها عن سياسات الحكومة وتصرفات ومواقف مسؤوليها في ما خصّ الإقليم أو العراق كله.. هذا حق لهم كفله الدستور.
وأن يطالبوا بتطبيق المادة 140 من الدستور وتشريع قانون النفط والغاز.. حق لهم أيضاً.
وأن يلوموا الحكومة وينتقدوها بأقوى العبارات عن عدم صرفها رواتب البيشمه ركة لسنوات ورواتب الموظفين المدنيين.. حق لهم كذلك.
وحق لهم أيضاً أن يرفعوا نبرتهم ضد تنصّل رئيس الحكومة عن اتفاق أربيل الذي تشكلت على أساسه الحكومة المنتهية ولايتها.
وأن ينسحبوا من الحكومة احتجاجاً على تصريحات لرئيس الحكومة خارجة عن اللياقة واتهامات غير مدعمة بما يبررها ويثبتها.. حق لهم أيضاً وأيضاً.
ولكنه ليس حقاً لأي أحد أن يقف أمام الكاميرات في أربيل أو في أي مدينة أخرى في الإقليم، والعراق عامة، ليشتم اياً كان وليلقي الخطب التي تزيد نار الطائفية اشتعالاً.. وليس حقاً لأي من المسؤولين الكرد السماح بذلك، غفلةً أو تساهلاً وغضّاً للطرف.
فما من مصلحة للإقليم وأهل الإقليم في هذا، ولا مصلحة للعراق والشعب العراقي في هذا .. المصلحة هي في ضبط هؤلاء "الضيوف" وإلزامهم بالإمساك بألسنتهم وبالتزام قواعد الضيافة ولياقاتها والمصلحة العامة.
لا ينبغي للمسؤولين الكرد أن يسمحوا لغيرهم بأن يقولوا ويفعلوا على أرض الإقليم وفي عاصمة الإقليم ما هم يربأون بأنفسهم قوله وفعله... بل ينبغي لهم أن يذكّروا ضيوف الاقليم بالقول العراقي المأثور: يا غريب كُن أديب (مؤدباً).
جميع التعليقات 2
متابع
تحية اولا تحية اولا ،وعذراً ... اين الاستاذ علي حسين (عمودنا الثامن )؟
عطا عباس
كلمة حق يراد بها حق . أن مسك ألسنة الطائفيين ومشعلي الفتن ، في أربيل وفي بغداد ، في الرمادي او البصرة ، في الحلة او في دهوك ،، في كربلاء او في السليمانية ، في العوجة او في طويريج .... أكثر من مهم الأن . ، فانتشال الوطن من أزمته يمر عبر العقل لا عبر لسان