اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لغز هذه الجريمة متروك فـي أوراق التحقيق

لغز هذه الجريمة متروك فـي أوراق التحقيق

نشر في: 31 أغسطس, 2014: 09:01 م

بغداد/ المدى أصعب ما في الحياة أن يدخل السجن إنسان بريء . من قتل (ع) ... بدت الجريمة غامضة عندما عثر أحد المواطنين على جثة مهشمة الرأس في أرض متروكة في قضاء بلد . كانت الجثة متفسخة وفيها آثار إطلاقات نارية متعددة ... كانت تبدو أمام رجال الشرطة ان ال

بغداد/ المدى

أصعب ما في الحياة أن يدخل السجن إنسان بريء . من قتل (ع) ... بدت الجريمة غامضة عندما عثر أحد المواطنين على جثة مهشمة الرأس في أرض متروكة في قضاء بلد . كانت الجثة متفسخة وفيها آثار إطلاقات نارية متعددة ... كانت تبدو أمام رجال الشرطة ان الانتقام والثأر كان دافعها فحامت الشبهات حول زوجة المجني عليه ووالدها وشقيقها لثأر قديم بين الأسرتين ... لكن المحكمة أفرجت عنهم ولم توجه لهم الاتهام ... تفاصيل الجريمة نقدمها لك عزيزي القارئ في هذا التحقيق ... البداية مثيرة ذات يوم ليس ببعيد والمكان ارض مهجورة فيها انقاض قديمة وبقايا هياكل سيارات متهالكة ، مجموعة من الرعيان تتوقف أقدامهم أمام جثة مسجاة على ظهرها بين الأنقاض .. المشهد افزعهم يتبادلون النظرات ثم عادوا وتمالكوا انفسهم واسرعوا يبلغون رجال السيطرة القريبة ... لحظات ويمتلئ المكان بالعديد من رجال الشرطة يحيطون حول الجثة المجهولة ... الجثة لرجل مهشم الجمجمة وبها العديد من الطلقات النارية ... السؤال الذي يجب الإجابة عليه في البداية : من يكون المجني عليه ؟ هوية الأحوال المدنية في جيبه تقول ان اسمه (ع) ... زوج شاب ... يعيش مع أسرة مستقرة تزوج منذ مدة من ابنه عمه ! وبدأت الشرطة مهمة البحث عن القاتل ! المعلومات التي جمعتها الشرطة في البداية أكدت بوجود ثأر قديم بين أسرة المجني عليه وإخوته وأعمامه بسبب تقسيم الميراث ... مسرح الأحداث السابقة كانت احدى القرى القريبة من القضاء ... توفي والد الزوج وبدأت بعدها المشاحنات بين الأشقاء على الميراث ... تعددت الجلسات بين أفراد الأسرتين وتدخلت اطراف كثيرة لتهدئة الأمر ولكن العصبية والشد وحب المال في وقتها اعمى العقول والعيون ... ففعلت بذرة التهديد والقتل ومرت الأيام مسرعة وظن الجميع ان النفوس قد هدأت ولكنّ شيئاً ما كان يضمره احد أفراد الأسرتين في قلبه ...! حمل احد أشقاء الزوج توثية غليظة واخذ بندقيته واسرع بها دون ان يفكر في عواقب أمره وانهال على ابن عمه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ،وألقي القبض على القاتل وكان مصيره السجن! ولكن الأمور لم تنته عند هذا الحد ... كان لابد من عقد جلسة عشائرية لإزاحة ما في النفوس من شوائب وحقد بين أبناء العم وقررت الجلسة العشائرية اخذ فصل من أهل القاتل وحدد المبلغ بـ 60 مليون دينار يتم دفعها لأهل القتيل ليس هذا فقط ما حكمت به الجلسة العشائرية وإنما قرر الشيوخ أيضا على بعض أفراد من أسرة القاتل ترك القرية والعيش في مكان آخر بعيد عن سكناهم الحالي ! وقد رضي الطرفان بهذه الحلول وظن الجميع ان المشكلة قد انتهت ... فالقاتل خلف القضبان والمبلغ الذي حكمت به الفصلية ارتضى به الجميع وسوف يدفع بعد أيام ... ولكن ما حدث عكس ذلك ! راوغ أشقاء القاتل في دفع المبلغ حتى تهربوا منه ظنا منهم ان أولاد عمهم تناسوا المبلغ وان الأمور مضى عليها الزمن ... حتى ظهرت جثة الشاب (ع) لتشير بأصابع الاتهام إلى أسرة الزوجة! سؤال مهم طرحته أسئلة ومعلومات الشرطة عن الحادث . قالت المعلومات ان الزوجة استدرجت زوجها (ع) إلى المكان المهجور بعد اتصال تليفوني بينها وبين زوجها لتصالحه عن الخلافات التي نشبت بينهما مؤخرا وتركت على اثر ذلك منزل الزوجية واتفقت معه على اللقاء في هذا المكان المهجور حتى لا يراها أهلها أنها تواعدت مع زوجها ... وفي الموعد المحدد انصرفت الزوجة إلى لقاء زوجها (ع) ... كانت وقتها قد اتفقت مع والدها وشقيقها اللذين كانا وسط هياكل السيارات القديمة ... الوقت كان متأخرا ... والليل اسدل ستائره على المكان ليزيده وحشه وخوفا ... لحظات ويظهر الزوج ... كانت الزوجة تبتسم له وهو يأتي أمامها وفجأة وبلا سابق إنذار يخرج من بين الهياكل الأب وابنه يحمل احدهما عصا غليظة والآخر بندقية ودون ان ينتبه الزوج لما يدور خلفه انهال القاتلان والد الزوجة وشقيقها على الزوج حتى سقط مضرجا في دمائه وقبل ان يلفظ أنفاسه الأخيرة اخرج احدهما البندقية واطلق صلية على جسده حتى فاضت روحه ... ثم لاذ الجميع بالفرار وكأن شيئا لم يحدث ! هذا ما تصوره من سيناريو رجال الشرطة حينما ألقوا القبض على القتلة وقاموا بمواجهتهم بهذه المعلومات ... لكن المتهمين انكروا هذا التصور وبقيت عدة أسئلة أهمها : ان كان هؤلاء ارتكبوا جريمتهم ... فأين أدوات الجريمة ؟ ولماذا الإصرار على الإنكار ونحن نعلم ان في جرائم الثأر لا يتنصل القاتل من جريمته إلا نادرا ؟ أحيل المتهمون الثلاثة إلى محكمة الجنايات وبعد ثلاثة اشهر كانت الزوجة في وقتها حاملاً في طفلها الرابع ... تأجلت جلسات المحاكمة عدة اشهر أخرى حتى وضعت ابنها واطلقت عليه اسم زوجها الذي فقدته حبا ووفاء وتخليدا لاسم زوجها ... هيئة المحكمة قررت استبعاد المتهمين من دائرة الاتهام بعد صراع بين دفاع المتهمين ودفاع أسرة المجني عليه ... أصدرت حكمها بإطلاق سراحهم وطلبت من الشرطة البحث عن القاتل الحقيقي وتقديمه للعدالة ... علت الهلاهل داخل قاعة المحكمة وتبادل أهل المتهمين التهاني ... فقد انتهى كابوس كان يجثم على الصدور فترة طويلة من الوقت... ولكن نعود إلى السؤال من قتل (ع) عسى الشرطة ان تبحث عن القاتل وتستطيع بذلك الإجابة على هذا السؤال ونختم بدورنا هذه الحكاية ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram