TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إعداد أنطالي !

إعداد أنطالي !

نشر في: 1 سبتمبر, 2014: 09:01 م

في كل موسم تغط الأندية الرياضية بمرحلة إعداد يصفها البعض بالنموذجية ويلوّح بخطف لقب الدوري جراء إعداد لاعبي فريقه الكروي إعداداً مثالياً من خلال تهيئته له معسكراً تدريبياً على شرط ان يقام المعسكر في مدينة انطاليا التركية! ليتسنى لمن يبحث عن الراحة والاستجمام والمتعة ممارستها على أفضل وجه بتوفر البحر والوجوه الحسنة وغيرها من مغريات الحياة الأخرى والهروب من الارتفاع القاسي لدرجات الحرارة وأجواء الانفجارات التي يعيشها الشارع العراقي.
لست بصدد التقليل من شأن تلك الأندية التي صرفت أموالا طائلة على تلك المعسكرات التي باتت تقليعة ثابتة أو سُنّة لتسيير عملها لكن المشكلة أن تلك المعسكرات لا تفي بغرض تلك الأندية من حيث تحقيق النتائج المرجوة خلال منافسات الدوري وتبؤ مركزاً جيداً على خارطة الدوري الممتاز ، حيث نرى أن اغلب تلك الأندية التي تعسكر هناك لا تقوى على المطاولة إبان فترة مسابقة الدوري بحيث أن أغلبها يرفع الراية البيضاء مبكراً ويبدأ مسلسل الأعذار المختلفة لتواضع النتائج بحيث يبدأ برمي الكرة في ملعب مرحلة الإعداد الذي يعدها بالبائسة والفقيرة وشحة الأموال وخواء الميزانية، ومن المؤكد إن الميزانية ستكون خاوية بعد أن استنزفتها تلك المعسكرات التي للأسف لم تدر للفريق أية فائدة فنية أو بدنية بقدر ما تكون فرصة للتفسح والتبضع لا غير.
كل موسم يمر علينا لمرحلة الإعداد نرى أن هذه الفرق التي على ما يبدو أنها تعاقدت مع بعض الشركات السياحية المستثمرة التي وجدت ضالتها عند هذه الأندية تهيء لاعبيها إلى أجواء المعسكر وما أن تنطلق منافسات الدوري حتى نرى نتائجها البائسة ومستواها المتدني الذي لا يوحي أنها قد استفادت فنياً من تلك المعسكرات ، وعلى سبيل المثال لو أخذنا فريق النفط الذي دائما نراه أول من يبادر بإقامة معسكره التدريبي في مدينة انطاليا نجد انه لم يتطور من موسم إلى آخر، بل انه تراجع كثيراً خلال الموسمين الأخيرين من عمر الدوري علماً انه عاد قبل أيام من معسكره التدريبي الذي أقامه في مدينة انطاليا ولم يخض خلاله سوى مباراة واحدة أمام فريق نفط الجنوب فاز فيها بهدف يتيم ثم عاد إلى العراق .
تساؤل مشروع ومن دون قصد : أما كان بالإمكان إقامة تلك المباراة في بغداد أو البصرة بعيداً عن هدر ميزانية النادي الذي لم يتمكن مدرب فريقه من معرفة جاهزية لاعبيه خلال أيام المعسكر كونه لم يخض أية مباراة مع أي فريق تركي.
كما في كل موسم ستكون الأعذار جاهزة عند انهيار تلك الفرق كما حصل في الموسم الماضي ، الجميع سيرمي أسباب الخسارة على شماعة الإعداد والنقص المالي الذي يؤثر سلبياً على أداء اللاعبين، لذلك لم تتطور كرتنا بكل أسف أقولها طالما يتواجد هذا النفس عند القائمين على الكرة والأندية وإلا بماذا يفسر تناوب بعض المدربين الذين لم يحققوا نتائج مرضية مع الفرق التي عملوا معها، بل أنهم فشلوا بتلك المهام التدريبية التي أنيطت بهم على قيادة فرق الدوري في الوقت الذي نرى فيه كماً هائلاً من المدربين المحترفين وهم مبتعدون عن ممارسة المهنة بسبب العلاقات التي فرضت نفسها على حساب المهنية والاحترافية في العمل التدريبي.
يجب أن يُسنّ قانون جديد يراعى فيه إمكانية المدرب وتأريخه ومسؤولية المدرب إزاء ناديه ويُساءل القائمون على الأندية من قبل المؤسسات الحكومية التي تهدر أموالها مقابل البقاء في الدوري الممتاز فقط بعيد عن المنافسة على اللقب ، فضلاً عن الحفاظ على الثروة التدريبية التي باتت عرضة للتبدد خلال المستقبل القريب فهناك مدربون وضِعوا على رفوف النسيان الذي طواهم تماماً ليصبحوا منتهي الصلاحية بعد أن كانت لهم صولات وجولات على المستطيل الأخضر يوم كانوا لاعبين بارعين لكنهم اليوم اكتفوا بتسطير شهاداتهم والاكتفاء بالتفرج عليها مُمنّين أنفسهم بفرصة ولو خجولة أمام تمتع القسم الآخر من المدربين بثقة عمياء لا تتلاءم مع أدوارهم وكفاءاتهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram