عندما علم اشرف مشهراوي بأنه من الفائزين بجائزة كاترين كارتليدج، قرر السفر الى (مهرجان ساراييفو للفيلم) لتسلم الجائزة شخصياً، فهو من الكتاب التسجيليين المعروفين – وخاصة ان القتال تجدد في غزة، ولايعلم متى سيرى عائلته مجدداً. ويقول مشهراوي وهو يم
عندما علم اشرف مشهراوي بأنه من الفائزين بجائزة كاترين كارتليدج، قرر السفر الى (مهرجان ساراييفو للفيلم) لتسلم الجائزة شخصياً، فهو من الكتاب التسجيليين المعروفين – وخاصة ان القتال تجدد في غزة، ولايعلم متى سيرى عائلته مجدداً.
ويقول مشهراوي وهو يميل اماماً، (كان أفراد عائلته حوله، لقد تمكن من الالتجاء الى سردابهم، ولكنها كانت ضربة مباشرة وانهار منزلهم، واستغرق انتشالهم يومين، وساعدتهم في الأمر، كان جالساً في الزاوية، يحتضن بنتيه، كل واحدة منهما تحت ذراع، كانت جراحهم قليلة، ولهذا، لابد من ان موتهم قد حدث ببطء).
ويتطلع مشهراوي نحو الصحفية سيمون ماكبورني ويقول: (اعتذر عن قسوتي، ولكنها حياتنا اليومية)
واشرف مشهراوي وصل مؤخرا من مهرجان سارييفو للأفلام التي جرت عام 1994، اما اليوم فتبدو الحرب بعيدة، بعد ان حل السلام: والناس يحتسون القهوة ويتناقشون ويضحكون ويتحدثون عن الأفلام والصفقات الجديدة.
اشرف مشهراوي – 33 سنة – مخرج من غزة، انجز فيلماً وثائقياً عن حرب (2008 – 2009) كما انه انجز فيلماً عن العبودية في اليمن وآخراً عن ليبيا وتاريخها، وعندما علم انه والمخرج عبدالسلام شحادة، فازا بجائزة كاترين كارتليدج في مهرجان العام الحالي، قرر ان يتسلم الجائزة بنفسه، خاصة ان الضربات الجوية منعت الاخير من الحضور، ولكن عبدالسلام نجح، عبر معبر رفح، في الوصول الى القاهرة بالسيارة، وبعدها الى اسطنبول، ومنها الى ساراييفو، وتمكن من تسلم الجائزة من كين لوج بحضور 3,000 شخص، (كان من الصعب ترك عائلتي ولكن زوجتي قالت: ( اذهب نيابةً عنا جميعاً، ومن واجبي ان احمل اليهم اصوات الضحايا).
اما الجائزة فهي 10,000 دولار وهي منحة من مؤسسة كاترين كارتليج، انشئت اثر وفاتها فجأة عام 2002، ومع اعلان الفائز بالجائزة قام الحضور في لحظة واحدة للتصفيق عند تسليم الجائزة.
واستدار عبدالسلام بعدئذ الى اشرف مشهراوي وطلب منه قراءة رسالته الموجهة الى المهرجان: (تحيات من غزة، حيث البحر يحمل مئات القصص والحكايات والرحلات، نشكر تضامنكم معنا، نرحب بكم ونحمل اليكم تحيات أشجار الزيتون القديمة، ونرحب بكم في الجليل) (انهم يوجهون القذائف الى بيوتنا، الى كل بيت، مثل هيروشيما، تغادرنا أرواحنا وأحلامنا وذكرياتنا، انه صوت غزة الذي افشل مدافعهم ومنحنا الألم والكرامة، ان ساراييفو و غزة يشهدان عدالة التاريخ).
واخيراً اعلن المخرج كين لوج مقاطعة مهرجان سراييفو لاسرائيل.
عن: الغادريان