كل محاولاتي الجادة والصبورة لاستحصال موافقة لزيارة سجن النساء رمتها اذرع الروتين في سلة المهملات ، لكن الموضوع كان يستحق تكرار المحاولات خاصة بعد أن فاحت رائحة أخبار السجون العفنة ونالت أنوف الجميع فلم يكن أمامي من حل لمعرفة قصص النساء في السجن الا م
كل محاولاتي الجادة والصبورة لاستحصال موافقة لزيارة سجن النساء رمتها اذرع الروتين في سلة المهملات ، لكن الموضوع كان يستحق تكرار المحاولات خاصة بعد أن فاحت رائحة أخبار السجون العفنة ونالت أنوف الجميع فلم يكن أمامي من حل لمعرفة قصص النساء في السجن الا من ذويهن.
السيدة (ع. ز) تسكن منطقة البتاوين الثانية وفضلت ان تكنّى بأم غيث تروي قصة شقيقتها التي دخلت السجن وبقيت وحيدة ترعى أطفالها اليتامى الذين يفتقرون للحياة الصحية والكريمة وسط الحياة القاسية الصعبة اقتصاديا وامنيا.
أم غيث تقول : شقيقتي ( ظ) أم علاء ، زرعت سكين المطبخ في جسد زوجها سبع عشرة مرة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتضيف "فقد اخذ ما ورثته عن والدها وأحلى سني عمرها ليخونها مع صديقتها المطلقة التي تعمل"حفافة" في منطقة البتاوين ، تلك التي آوتها وأطمعتها واعتبرتها كأختها لتجازي الإحسان بالاساءة."
وتتابع أم غيث حديثها "لم تكن أختي (ظ) نادمة بل أنها أقسمت لي خلال زيارتها في السجن أن عدد الطعنات لم يكن كافيا فهو يستحق أكثر مما جرى له لكنها نادمة اشد الندم لان صديقتها أفلتت من حد سكينها.!!"
أطفال المسجونة "ظ" بلا مدراس فالأربعة كانوا قبل حادث الجريمة في المدارس الابتدائية والمتوسطة وخالتهم اليوم لا تقوى على مصاريف أعالتهم سوى بالمأكل والملبس البسيط . والابن الكبير علاء يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة و يعمل عاملا في محل للحدادة في المنطقة ذاتها.
وتختم أم غيث حديثها" تعيش النساء في سجون العراق تحت ظروف إنسانية صعبة وقاهرة من نواح عدة ، فالوجبات الغذائية المقدمة لهن فقيرة وقليلة وتفتقر السجون إلى ابسط الشروط الصحية والطبية وهذا ما أراه بأم عيني خلال زيارة شقيقتي في السجن بين مدة وأخرى , ناهيك عن انتشار ظواهر الإدمان والتحرش الجنسي المثلي وحالات الحمل غير الشرعية وتعرض السجينات إلى الضرب والتعذيب والعمل المضني في أعمال تجارية يدوية داخل السجن لا يعرف احد أين تذهب مردوداتها المالية لذا يجب النظر اليهن بنظرة إنسانية ، فعلى الرغم من كونهن قد اقترفن جرائم إلا أنهن يقضين فترة العقوبة القانونية ما يجعلهن مواطنات مذنبات وليس كحيوانات يباح للجميع ضربهن وتعذيبهن واستغلالهن وبعضهن تحتاج إلى طبيب نفسي أكثر من حاجتها إلى قاض وسجان".