لعل قانون العقوبات الحالي ، الساري التطبيق في المحاكم - بما أضيف لمواده من ذيول وحواشي ، وبما أهمل من بنوده ليوائم متطلبات المرحلة ، قاصر عن الإلمام والإحاطة الشاملة بما يجري في عراق اليوم من انتهاكات أمنية وتشظي العلاقة بين الوطن والمواطن. وانفلات في الرقابة وعلى اكثر من صعيد. فالخروقات المعلنة ، والمستورة فاقت كل حد وتجاوزت كل منطق.
أبحث في القاموس المحيط عن كلمة تجمع او تترجم ما يمر به المواطن من عنت ورهق وضيق عيش وضبابية مستقبل ، فلا اعثر على مفردة تختزل ما يجري على ارض الواقع ، قياسا بما يجري في شعاب المناطق المحمية من امتيازات ومغانم ورغد عيش.
أطمع بتشريع قانون رادع يقضي رسميا بإشهار جريمة المدان - بقرار قضائي عادل- فورا وعلى الملأ وبكافة وسائل الإعلام - بعد تجريده من امتيازاته وأولها ( الحصانة البرلمانية ) الذريعة القانونية التي يحتمي بظلها المسؤول للنجاة من المساءلة والتهرب من العقاب.
الظواهر المدانة في عراق اليوم أكثر من ان تحصى عبر مقال في صحيفة. لكن الإشارة نحو بعضها قد يلقي حصاة في مياه النهر الراكدة ، والماء الراكد يأسن ويتقيح ، ولو كان من زلال :
ظاهرة: منظر المئات من الناس ، شيبا وشبانا. نساء ورجال وأطفال ، يتقاطرون ، ينتظرون موعد سيارة حمل النفايات ، تلقي بحملها على مساحة المكب ، يلتقطون من المزبلة ، قنينة ماء فارغة او نصف فارغة ، مزقة ا ثوب ، بقايا طعام : حفنة رز ، تفاحة مقضومة ، كسرة خبز …. هل المنظر يليق ببلد ميزانيته المعلنة تعادل او تتفوق على ميزانية أكثر الدول ثراء ؟ وثرواته المنهوبة غي المعلنة ،لا يدري بها إلا الراسخون في السياسة ؟
ظاهرة: صورة تتكرر كل يوم عن اجتماع مجلس الوزراء ، ينتظمون على مقاعد مريحة ،— لا اعتراض —وأمامهم كدس من زهر وزرع — لا اعتراض - لكن ما يخدش المنظر صحون الحلوى والفاكهة تتصدر الموائد ،كما لو إنهم جاؤا من بيت جوع ، لا يصبرون ساعة او بعض ساعة. منظر شائن لم اشهد مثله في برلمانات العالم او المجالس الرئاسية.
ظاهرة : أطفال يبدو عليهم شظف العيش ، ونسوة متشحات بالسواد ، يملأون خوابيهم وقدورهم من ترع ونهيرات ، تختلط فيها النفايات بمياه الصرف الصحي. هل يصح هذا في بلد الأنهار العذبة الجارية. وبحار النفط المسلوب ؟
عيب .. نسخة منه لمقام مجلس الوزراء
[post-views]
نشر في: 3 سبتمبر, 2014: 09:01 م