كربلاء من المدن الدينية الجاذبة والمهمة في العراق والعالم ولكنها لم تأخذ اهتمام الباحثين لأسباب سياسية وان من كتب عنها ركز على زوايا محددة لا تؤثر على الواقع السياسي تاركا زوايا اخرى مشرِّفة ايضا في تاريخ هذه المدينة المقدسة.بهذه الكلمات بدأ الدكتور
كربلاء من المدن الدينية الجاذبة والمهمة في العراق والعالم ولكنها لم تأخذ اهتمام الباحثين لأسباب سياسية وان من كتب عنها ركز على زوايا محددة لا تؤثر على الواقع السياسي تاركا زوايا اخرى مشرِّفة ايضا في تاريخ هذه المدينة المقدسة.
بهذه الكلمات بدأ الدكتور رياض الجميلي حديثه في الأمسية التي أقامها له ملتقى الرافدين للثقافة وهو يتحدث عن مدينة كربلاء دراسة في النشأة والتطور العمراني وهو عنوان كتاب صدر له يحمل ذات الاسم.
الأمسية بدأت بكلمة لمقدمة الأمسية الدكتورة سهام السبتي والتي تحدثت فيها عن حياة ومؤلفات المحاضر ثم قالت ان الكتابة عن مدينة ما يعني الكتابة عن التاريخ والجغرافية والطوبوغرافية..وأضافت ان هناك كتبا عديدة تم تألفيها عن كربلاء المقدسة وقد صارت مادة اولية ومرجعية ومصادر مهمة لباحثين إلا ان الدكتور الجميلي راح يبحث عن جوانب اخرى ومنها الجانب الاجتماعي والجغرافي.
وتحدث بعدها الجميلي قائلا ان مدينة كربلاء من المدن المهمة في العراق والعالم ولكن مع الأسف ان هذه المدينة كان الواقع السياسي يخنق كل الكتابات الاجتماعية عنها لذا انصب اهتمام الباحثين عن زوايا وأهملوا زوايا مشرقة ومشرفة اخرى..ويضيف ان كتابه الذي يحمل ( مدينة كربلاء دراسة في النشأة والتطور العمراني ) بدئ به منذ عام 1999 ولكن لأسباب سياسية ايضا لم يظهر في حينها..ويضيف ان هناك جوانب مغفلة ومقفلة رغم اتاحة الفرصة بعد عام 2003 ولم يسلط الضوء عنها ومنها الجانب الاجتماعي والملف السكاني..ويشير الى ان ما تم تناوله هو البعد التاريخي والمأساوي.. ويوضح ان هناك بابين باب النشأة وباب التطور العمراني ومنها تسمية المدينة والعوامل الجغرافية..ويشير ايضا الى ان كربلاء قبل عام 61 هـ وواقعة الطف لم يكن لها وجود ولكنها كانت موجودة قبل هذا التاريخ كإسم وجغرافية العراق القديمة لا تختلف عن جغرافيته اليوم لذلك لا تختلف الأمكنة والمتغير هو الحركة السكانية..ويبين ان هناك اشتقاقا لغويا لكربلاء وهو اشتقاق تاريخي وآثاري وكربلاء تمر الان بمراحل النمو لكنها لم تصل الى الاكتمال وهذه المرحلة هي من أطول مراحل تطور المدن منذ عام 1500م وهي مرحلة إثبات الوجود.ويمضي بقوله ان كربلاء صارعت الزمن والسياسة لكي تبقى وتكون مدينة لذلك نعدها مدين عانت كثيرا من ويلات السياسة.
ويوضح ان في ملفها السكاني تعد كربلاء مدينة جاذبة جدا فقد كان تعداد سكانها عام 1948 يصل الى 44 ألف نسمة وفي عام 1977 وصل الى 137 ألف نسمة وعام 1987 وصل الى 238 ألف نسمة اما في عام 1997 فوصل الى 223 ألف نسمة ووصل عام 2000 الى 445 ألف نسمة وهي الان تضم اكثر من مليون نسمة. وكل ذلك يأتي بسبب الولادات العالية والهجرة التي تشكل 60 بالمائة والنمو يشكل 40 بالمائة..ويشير الى ان كربلاء لم تحظ بالإعمار إلا في زمن مدحت باشا عام 1869م وهي اصلاحات كبيرة كما عمل في المحافظات الاخرى ولكن لم يجر اي تغيير او اعمار حتى 1921 وتشكيل مجلس الإعمار الأعلى وبعدها صارت اصلاحات بسيطة ولكن في عام 1977 تم وضع مشروع تطوير ما بين الحرمين ولكن ايضا الواقع السياسي ضغط على عدم التطوير.