يتلاعب الروائي الكندي الإنكليزي توم راتشمان ( 1974 ) بالهوية هنا في روايته الأخيرة ( ارتفاع و سقوط القوى العظمى)، التي تتتبّع حياة امرأة تؤخذ من بيتها و هي فتاة صغيرة و تُترك تجول في العالم مع مجموعة غير عادية من الشخصيات. و يركز الكتاب، الذي جاء بعد
يتلاعب الروائي الكندي الإنكليزي توم راتشمان ( 1974 ) بالهوية هنا في روايته الأخيرة ( ارتفاع و سقوط القوى العظمى)، التي تتتبّع حياة امرأة تؤخذ من بيتها و هي فتاة صغيرة و تُترك تجول في العالم مع مجموعة غير عادية من الشخصيات.
و يركز الكتاب، الذي جاء بعد أربع سنوات من صدور روايته ( الانتقاصيون Imperfectionists ) الواسعة الاستحسان، على تولي زيلبربيرغ، صاحبة مكتبة منعزلة في ويلز. و هو عبارة عن رسالة من صديق سابق حول رحلة اكتشاف للذات.
و الرواية مكتوبة بترتيب تأريخي عكسي و تجري أحداثها في أنحاء مختلفة من العالم، و هكذا يتكشف ماضي المرأة ببطء. و يستخدم راتشمان هنا خطوطاً زمنية مشوشة و أحداثاً تاريخية من أجل استكشاف ما يجعلنا ما نحن عليه. و قد أجرت وكالة رويترز حواراً مع راتشمان حول الهوية، و النجاح، و كيف ألهمته الحياة عمله هذا :
س / لقد كانت ( الانتقاصيون ) نجاحاً كبيراً. كيف واصلتَ الاندفاع مع هذا الكتاب؟
ج / على المرء أن تكون لديه الثقة بقراره و يأمل في أن تستمر الميزات، التي جعلت كتابته في الماضي ممتعة و مغرية، في عمل ذلك بالنسبة لكتابه الجديد. إنه ليس حول ما يريده الناس و إنما حول ما هو صائب و ما يهمّك. عليه أن يختطفك و يثيرك و ذلك هو ما فعله هذا الكتاب الجديد.
س / لقد عملتَ صحافياً و تنقلتَ في العالم. كيف أثّر ذلك فيك ككاتب؟
ج / كنت على الدوام مهتماً برؤية العالم و مقابلة أناس مختلفين أو مواجهة مواقف مختلفة. و كنت أريد أن أحوّل أفكاري إلى قصة و أستخدم تلك الخبرات لتوسيع ما أكتب.
س / لماذا تخليتَ عن الصحافة و بدأت تكتب روايات؟
ج / ينبغي أن يكون السؤال : لماذا توقفتُ عن كتابة الروايات و بدأتُ الصحافة. لقد دخلتُ الصحافة لأني فكرتُ بأنني أحتاج للحصول على بعض الخبرة و مشاهدة العالم. و اعتقدتُ بأنني ينبغي أن أقرأ و أكتب أكثر قبل أن أكتب قصصاً لي. و حين اقتربت من سن الثلاثين قررت أن أنتقل إلى باريس و أتخلى عن الصحافة و أنا أكتب روايات منذ ذلك الحين.
س / كيف تجعل قصصك مسلّية؟
ج / ينبغي عليك أن تعير انتباهاً لكتابة قصتك. فأنت تريد لها أن تكون غنية بالمضمون لكنك أيضاً تود أن يظل الناس يقرأونها. و لا يهم أن تكون أحياناً معقدة أو حتى تتطلب شيئاً ما من القارئ، إنها بحاجة لأن تكون قصة عظيمة و هذا هو ما أهدف إليه.
س / و ما هو الإلهام الذي كان وراء هذه القصة؟
ج / لقد عشت في أماكن عديدة و انحدرتُ من عائلة كانت موزعة في مختلف أنحاء العالم، لهذا نشأت و أنا لا أشعر لوقت طويل و كأني جزء من ثقافة معينة. كنت أشعر و كأن لدي أجزاء من أشياء مختلفة في داخلي. قإذا كانت لديك هوية قوية، فإنك تستمد عندئذٍ قسماً من إدراكك من الثقافة التي أنت فيها. و إذا لم يكن الأمر هكذا، فإنه يجعلك تتساءل، " إذا لم أكن مكوَّناً من ثقافة معينة، فهل أنا أخترع نفسي، هل أتغيّر على مر الزمن؟ "
س / ما الذي جعلك تكتب عن امرأة مثل تولي زيلبيربيرغ في روايتك هذه؟
ج / لقد أحببتُ أن أقضي وقتاً معها، كشخصية. فأنا لا أحب أن أقيّد نفسي بالشخصيات. و الواحد يحتاج لأن يدع قراءه يعيشون أموراً من خلال تجارب مختلفة غير التي لديهم. و هكذا قررتُ أن أكتب عن نسخة متخيَّلة عني لشخص آخر، فكان هذا الشخص تولي.
س / ماذا تود أن يخرج به قراؤك من الكتاب؟
ج / أأمل في أن يستمتعوا بقراءته و أن تظل معهم بعض الشخصيات و الأفكار من الكتاب. ففي خلفية القصة هناك قصة عصرنا نحن، و ستكون كما أرجوآسرةً للناس لكنها ستشجعهم أيضاً على التفكير بالكيفية التي تكون الحياة بها.
عن: وكالة رويترز