TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لزكة محمود

لزكة محمود

نشر في: 6 سبتمبر, 2014: 09:01 م

محمود جوار بالراء وليس بالدال ، العكيلي ، دخل مؤخرا الى شبكة التواصل الاجتماعي بجهود صهره الأستاذ الجامعي محمد ،  ليوفر  للعكيلي فضاء واسعا لطرح   رؤيته وتصوراته  لمعالجة المشاكل والأزمات السياسية والأمنية ،  خصوصا ان الرجل خاض معترك  العمل السياسي مطلع  خمسينات القرن الماضي  ، واستعرض تجربته الحزبية  في كتاب مع  رفاقه في محافظة ذي قار ، كانوا أصحاب حلم كبير في إقامة النظام الاشتراكي ، وتحقيق العدل  والمساواة، وإلغاء مظاهر التفاوت الطبقي والعمل على "كهربة الريف "   وإنصاف المرأة بوصفها نصف المجتمع ،   ونقل التجربة  الاشتراكية في القطاع الزراعي الى الريف العراقي ،   رفاق العكيلي وغيرهم علقوا آمالهم على ثورة الرابع عشر من تموز ،  وسرعان ما تبددت احلامهم وآمالهم ، ومع تنامي نشاط القوى الرجعية بدعم خارجي ونفوذ رجال العهد المباد في "الزمن الجمهوري "  لاحقت السلطات العكيلي ورفاقه ، واحيلوا الى المحاكم فصدرت بحقهم احكام بالسجن ، وكان شهود  الاتهام من الفلاحين  الذين سمعوا  من الرفاق أهمية تحالفهم مع الطبقة العاملة والمضي  نحو عصر الاشتراكية .
رفاق العكيلي دفعوا ضريبة العمل السياسي ، بالسجن والملاحقة  وفقدان الوظائف ، لكنهم منحو لمدينتهم الشطرة اسم "موسكو الصغيرة" وحتى هذه اللحظة لم يعرف مصير  سلاح  التنظيم  وهو "مسدس ويبلي ابو البكرة " مع سبع اطلاقات ، كان يعد بمثابة الجناح العسكري للتنظيم ، يستخدم  لاغراض الحماية والدفاع عن الجمهورية وإحباط مخططات  رجال العهد المباد من الإقطاع والجهات الرجعية الساعية لإفشال جمهورية العراق الفتية .
من "موسكو الصغيرة"  انتقل العكيلي الى "ابو دشير" وبعد العام 2003 جدد نشاطه السياسي معلقا آماله هذه المرة على  النسخة "الديمقراطية العراقية" فكتب مئات المقالات في الصحف  المحلية ، وكان قبل  النشر يقرأ لزوجته المقال ، وشريكة حياته تتخلى عن انشغالها بقراءة كتاب "مفاتيح الجنان "  وتذعن لمطالب الزوج ، بالاستماع  الى قراءة المقال قبل وبعد النشر، وفي اغلب الاحيان  تبدي تعليقها  فيدخل الطرفان في حوار طويل ،  ينتهي بقرع  جرس  المنزل ، فيكون الضيف المستمع الثاني للمقال وتتخلص الزوجة من إلحاح العكيلي ، المعروف بين معارفه وخاصة من صهره الاستاذ الجامعي محمد، بانه صاحب اشهر "لزكة " يستخدمها في الدفاع عن ارائه ومواقفه، وخاصة في ما يتعلق بإيمانه الراسخ والثابت ، بان حزبه  وبفضل اتساع قاعدته الجماهيرية سيكون له الدور الفاعل في المرحلة المقبلة ، والقضية حتمية لاجدال فيها ، ما ان ينهي الرجل من قول عبارته الاخيرة ، حتى تدخل الزوجة على الخط وتبدي اعتراضها على مفردة "حتمية " وتذكر زوجها بانه احيل الى المحكمة ، وكان الشهود من  رفاقه الفلاحين ،  ابن "موسكو الصغيرة " لديه استعداد لخوض حوار على مدى ساعات طويلة للدفاع عن مواقف حزبه السابقة والحالية والمستقبلية ، باستخدام "اللزكة " ،  للتعبير عن التلاحم الجماهيري بتنظيم سياسي سيحقق جميع مطالبهم حين تفشل القوى الحالية في تنفيذ وعودها ، و"القضية حتمية لا جدال فيها " بحسب نظرية لزكة محمود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مظفر

    كل الحق مع محمود نحن بحاجة لتنظيم سياسي عابر للطوائف والاديان والاثنيات وبعيدا عن آيدولوجيات صارت قديمة بعد ان تغير العالم كله،ان الكثير من العراقيين لا علاقة لهم بالاسلام السياسي وهم اكثر الذين لا يشاركون في الانتخابات التي اجريت لحد الآن .وهناك الكثير م

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram