وجدت قيادة القوات الاميركية في اوروبا خلال العام الماضي نفسها امام واحدة من اكبر التحديات الناجمة عن التخفيضات في موازنتها العسكرية مقارنة بموازنات القوات الاميركية في اجزاء العالم الاخرى، ولكن الان مع الازمة الاوكرانية التي سرعان ما تحولت الى
وجدت قيادة القوات الاميركية في اوروبا خلال العام الماضي نفسها امام واحدة من اكبر التحديات الناجمة عن التخفيضات في موازنتها العسكرية مقارنة بموازنات القوات الاميركية في اجزاء العالم الاخرى،
ولكن الان مع الازمة الاوكرانية التي سرعان ما تحولت الى حرب بالوكالة على الطريقة الشرق اوسطية بين الغرب الذي يدعم نظام كييف الجديد وروسيا التي وقفت خلف الانفصاليين الروس في الاجزاء الشرقية من اوكرانيا ولم تقصر دعمها لهم على التمويل المالي و التسليح، ووسعته ليشمل ضخ جنودها وتحويلهم الى ميليشيات مسلحة.ولم يكن بوسع الرئيس اوباما امام هذه التطورات و المتغيرات في العلاقة الجيوسياسية مع روسيا الا ان يتجه الى الكونغرس مطالبا بمبلغ قدره مليار دولار اضافي ليكون بمقدوره رفع مستوى التزامات واشنطن العسكرية حيال اوروبا.وبعد ساعات على هذا الطلب ،اعلنت قيادة سلاح الجو الاميركي عن ارسال اثنتين من طائرات (الشبح) الى بريطانيا للانضمام الى طائرتين من طراز (بي-52) كانتا وصلتا الى هناك في يونيو الماضي.ونشرت واشنطن سفنا وقوارب بحرية عسكرية اضافية مع طائراتي (اف -15) و( اف-16)، اضافة الى طائرة استطلاعية مجهزة بمنظومة رادار (اواكس) في البحر الاسود و بحر البلطيق.
ويرى المحللون ان الولايات المتحدة التي كانت اعتمدت ستراتيجية التحول الى زيادة النفوذ و القوة العسكرية الى آسيا تبدو الان بمواجهة متغيرات خطيرة تمثل تهديدات جدية لامنها القومي و مصالحها الستراتيجية في اوروبا مع السياسية العدوانية التي ينتهجها بوتين و تنامي نفوذ الجماعات الاسلامية المتشددة التي اصبحت تسيطرولاول مرة على مساحات واسعة من الاراضي في العراق وسوريا اقامت عليها ما سمته ( دولة الخلافة الاسلامية) ،ستجد نفسها مرغمة على اعادة تواجدها العسكري الذي كان قائما في اوروبا خلال الحرب الباردة ،وتغيير سياساتها في الشرق الاوسط الذي كانت ادارة اوباما قد ابتعدت عنه و اهملته خلال السنوات الاخيرة.
وتريد واشنطن من حلفائها الاوروبيين زيادة النفقات العسكرية، وقالت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس " ان العمل المشترك لا يعني أن الولايات المتحدة تضع رأسها تحت حد السكين في وقت يقف الاخرون يشاهدون ويصفقون". ويأتي هذا التصريح ردا على اعلان رئيس اركان القوات الاطلسية في اوروبا الجنرال فيليب بريدلاف عن "اجراء تخفيضات في الموازنة العسكرية للحلف في اوروبا تصل الى 20% ،واكثر بمعدل مرتين عن التخفيضات في المناطق الاخرى.هذا في وقت رفعت روسيا من نفقاتها العسكرية بمعدل 50%.
وتنشر الولايات المتحدة 67 الف عسكري في اوروبا ،10 الاف عسكري منهم يتواجدون في شتوتغارت بالمانيا اضافة الى القيادة العسكرية لقوات ( افريكوم) في افريقيا.ولكنها قامت بعد قضم الكرملين لشبه جزيرة القرم بنشر600 عنصر من قوات المظلات في بولندا و استونيا ولاتفيا وليتوانيا التي تخشى حكوماتها من عدوان روسي تراها محتملا و محدقا على خلفية تدخلها العسكري الواسع في اوكرانيا ،وتتجه ايضا الى ارسال 100 آخرين الى دول اخرى في اوروبا الشرقية.
وكانت مسألة الالتزامات الاوروبية العسكرية موضع نقاش واسع في قمة الحلف الاطلسي التي اختتمت اعمالها الجمعة في ويلز واثيرت تساؤلات الامن الاوروبي في سياق سياسات بوتين الهجومية والاستفزازية، وقال امين عام الحلف اندرس فوغ راسموسن" ان القمة حققت نجاحا في التوصل الى طرق لتحسين قدراتنا العسكرية لاسيما مع التحديات الجديدة من روسيا والشرق الاوسط وشمال افريقيا". وذكر مراقبون ان "واشنطن اخفقت في فرض اجماع بين الدول الاعضاء على التعهد بزيادة الانفاق العسكري لكل دولة ليصل الى 2% من اجمالي الناتج القومي"، ولكنها "التزمت بتنفيذ ذلك خلال العقد المقبل". وقال راسموسن "امن الحلفاء يعتمد على تحمل المسؤوليات بشكل متساو".وتشير تقارير غربية الى "ان روسيا رفعت خلال السنوات الخمس الاخيرة نسبة نفقاتها العسكرية بمعدل 50% ،في وقت تراجع انفاق الناتو بنسبة 20%".