كان اندي وارهول، من اكثر الفنانين موهبة وتأثيراً على الفنانين في القرن العشرين وهو معروف اليوم، مؤسس حركة (البوب آرت) أو الفن الشعبي، إضافة الى كونه رساماً، كان مصمماً، صانع افلام، منتجا موسيقيا، مؤلفاً واخيراً ناشر مجلة.ولد اندرو وارهول في بيتسبيرغ
كان اندي وارهول، من اكثر الفنانين موهبة وتأثيراً على الفنانين في القرن العشرين وهو معروف اليوم، مؤسس حركة (البوب آرت) أو الفن الشعبي، إضافة الى كونه رساماً، كان مصمماً، صانع افلام، منتجا موسيقيا، مؤلفاً واخيراً ناشر مجلة.
ولد اندرو وارهول في بيتسبيرغ (بينسلفانيا) عام 1928، وكان الطفل الرابع لعائلة جيكية مهاجرة، وفي الثامنة من عمره اصيب بمرض في الجهاز العصبي، تركه مريضاً في الفراش عدة أشهر، وفي خلال تلك الفترة، اعطته والدته دروساً في الرسم، تقبلها باهتمام وحماس، مظهراً موهبة مبكرة للرسم والتصميم، وقد استلم اول جهاز للتصوير عندما بلغ السابعة، وبدأ تظهير صورة بنفسه، في الطابق الاسفل من منزلهم، وبدأ بعدئذ بأخذ دروس مجانية للرسم في متحف كارينجي للفنون، وبعد المدرسة واصل وارهول دراسة الفنون الجميلة في معهد كارينجي للتكنلوجيا، ولم يكن اساتذته يتفقون مع أسلوبه غير الاعتيادي، وقد ارغم مرة على حضور دروس في العطلة الصيفية، من اجل الحفاظ على مكانه في الصف الدراسي، وفي عام 1949، انتقل الى مدينة نيويورك، ليبدأ من هناك رحلته الناجحة جداً في فن الرسم.
وقد بدأ عمله في تصميم اعلانات للأحذية تم رسم بطاقات الكريسماس لشركة تيفاني، وصمم ايضاً اغلفة الكتب والالبومات الغنائية، وقد فضل الرسم باستخدام الحبر على ورق لا يمتصه.
في عام 1961، بدأ وارهول يقيم المعارض للرسوم التي اطلق عليها (بوب) والتي تركزت على البضائع التجارية، وازاء حيرته فيما يرسم، اقترح على صديقه ان يرسم الاشياء التي يحبها اكثر من النقود والعلب واغلفة قطع الصابون.
واخذ وارهول بالاقتراح، ويرسم اعلانات أو رسومات على زجاجات الكوكاكولا، والايس كريم، وحققت اعماله نجاحاً ساحقاً لأنه مزج فناً راقياً مع امور شعبية وعادية، ثم انتقل الى الرسم على الحرير، و واصل على ذلك.
وفي خلال الستينات، وسع وارهول موضوع (الفن الشعبي)، وفي معرضه عام 1964، الذي شارك ستة فنانين في تقديم رسومات خاصة ببيئة الاسواق المركزية، وخلال هذه الفترة تقريباً، افتتح وارهول المحترف الخاص به (الاستديو) واطلق عليه اسم (المعمل) وكان في نيويورك، حيث قدم هناك أول معرض للنحت، وقد اصبح ذلك الاستديو مكاناً يلتقي فيه الفنانون والكتاب والشخصيات الشهيرة.
وعندما كان وارهول طفلاً، كان يجمع صور نجوم السينما التي يفضلها، وفي الستينات بدأ برسمهم، وممن رسمهن مارلين مونرو، اليزابيث تايلور و الفيس بريسلي، وفي السبعينات كلف وارهول بنداز مئات اللوحات، واصبح الامر جزءاً مهماً من أعماله الفنية وشهرته.
وفي عام 1968، حدث أمر هزّ حياة وارهول، دخلت الى الاستديو الكاتبة الراديكالية (فاليري سولاناس) واطلقت النار على صدره، وبعد مرور 30 دقيقة اعلن وفاته طبياً، وفي محاولة اخيرة لانقاذه، قام جراح بفتح صدره وتدليك قلبه بعد ذلك، وقد عاش وارهول بعدئذ، ولكن استعادة صحته استغرقت وقتاً طويلاً.
وعاش وارهول حياة هادئة في السبعينات مركزاً على رسم البورتريتات، وقد تم انتقاده بعدئذ، كون عمله تجارياً، فيما يقول آخرون، ان تلك اللوحات اضافت الى الفنان بريقاً اكثر، لانها عكست فيما بعد شخوص الثقافة الامريكية في السبعينات.
توفي اندي وارهول في (22 شباط عام 1987) في نيويورك، اثر عملية بسيطة لاستخراج كيس المرارة وكان في الـ 58 من عمره، وبعد وفاته اصبح الاستديو الخاص به الى مؤسسة للفنون البصرية لدعم الفنانين الشباب.
لقد ساهم وارهول في تغيير الفن المعاصر، واعماله تعرض حالياً في العديد من المتحاف والقاعات العالمية ومنها: استراليا والنمسا ومتحف فيكتوريا الوطني.
عن: الديلي تيليغراف