انطلاقاً من أولويات مهامها برعاية الطفولة معنويا وثقافياً حضرت دار ثقافة الاطفال بين اجواء مدرسة بلاد العرب في منطقة السيدية ببغداد لتطلع على احوال مجموعة من عائلات نينوى التي أجبربت على النزوح بسبب العمليات المسلحة وخطورة الوضع الأمني، محاولة تطييب
انطلاقاً من أولويات مهامها برعاية الطفولة معنويا وثقافياً حضرت دار ثقافة الاطفال بين اجواء مدرسة بلاد العرب في منطقة السيدية ببغداد لتطلع على احوال مجموعة من عائلات نينوى التي أجبربت على النزوح بسبب العمليات المسلحة وخطورة الوضع الأمني، محاولة تطييب نفوس ابنائها ورسم الفرحة على وجوههم البريئة من خلال توزيع الهدايا والمعونات عليهم، اوضح ذلك محمود اسود خليفة مدير عام دار ثقافة الاطفال مؤكداً ان من واجباتها الصميمية هو الاهتمام بالطفل العراقي وتنشئته بالشكل الصحيح ليكون فعالاً. وقال: سياستنا هي الحب والسلام وقبول الآخر ونبذ العنف والطائفية، وهذا ما نحاول ترسيخه من خلال كتبنا ومجلاتنا ومسرحياتنا. واليوم وجدنا ضرورة أن نكون بين هؤلاء الاطفال النازحين وتقديم شيء لهم فوضعنا منهجاً بدأناه بفعالية بتوزيع هذه الهدايا البسيطة والتي هي بالاصل مبادرة من العاملين بعد تبرعهم بجزء من رواتبهم في محاولة منا لادخال الفرحة والبهجة في نفوس هؤلاء الاطفال وسوف تتبعها فعاليات أخرى لاحقاً.
ومن جانبه كشف مدير مدرسة "بلاد العرب" حامد عزيز سلمان عن تشكيل لجنة من بين ادارة المدرسة حول كيفية استقبال النازحين من سهل نينوى. وقال: قمنا بتهيئة المدرسة وجعلها كفندق يليق بضيافتهم، وفور وصولهم هب اهالي السيدية الكرام بتقديم كل ما يستطيعون لأهلنا واخواننا الذي اضطرتهم ظروف قاسية للنزوح. اضافة الى جهود اخرى قام بها العاملون في المستوصف الصحي والدفاع المدني والبلدية. مبيناً انه تم تنظيم ابنائهم بين الطلبة لمواصلة دراستهم والآن يجري العمل على المكملين منهم لادخالهم امتحانات الدور الثاني.
وأوضحت بشرى عبد الحر مديرة مدرسة "أم قصر" انه تم استقبال النازحين منذ شهر ونصف تقريباً وأهالي السيدية قاموا بتبرعات كثيرة لهم. مبينة انهم في حيرة من استمرار الحالة حتى بدء العام الدراسي الجديد. وقالت: اخذنا موافقة لاجراء امتحانات الدور الثاني في مدرسة قريبة منا فالصفوف الآن مشغولة. وقد ابلغنا معاون مدير التربية انه سيتم انشاء كرفانات خلال العشرة ايام المقبلة، ونحن على أمل ان يتم هذا الأمر.
وعبرت ندى الصالحي الموظفة في دار ثقافة الاطفال عن سعادتها في اعادة البسمة والأمل الى الوجوه البريئة التي هاجرت مرعوبة خائفة مخلفة وراءها كتبها ودفاترها والعابها واجواء مرحها ومقاعد دراستها. وقالت: ما قدمناه اليوم لهؤلاء الاطفال هو أقل ما يمكن قديمه. وطبعا هناك شعور بالسعادة لا يمكن وصفه وأنا أرى هذه الاشياء البسيطة التي وضعتها بين الأيادي الصغيرة الغضة قد اعادت الى الوجوه البريئة بسمة الأمل.
وأكد عدد من النازحين انهم سعداء بما يتلقونه من خدمات ورعاية ومساعدات من قبل الأهالي وادارة المدرسة واللجان الطبية والادارية. وقالوا: لم نعد نشعر بالغربة فنحن بين اهلنا وناسنا وجميع احتياجاتنا تلبى حتى اننا لم نعد نفكر بما حصل لنا وقد انزاح الهم والحزن عن قلوبنا ولم ينتابنا الخوف والقلق من المجهول.