بعد خروج النائب عن البصرة محمد الطائي من قاعة البرلمان احتجاجا، في جلسة التصويت على الوزارة بدقائق، اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أسماء وزارته الذين ذكر أن أثنين منهم من البصرة، وفي الوقت الذي بدا فيه اسم كاظم حسن الراشد، الذي منح حقيبة الاتصالات معلوماً لدى غالبية سكان المدينة، توقف كثيرون عند بصرية عبد الكريم يونس وزير البلديات المولود في الفاو والساكن في الكرمة والمغادر عنها إلى المنفى ثم العائش في بغداد، لذا فأنَّ الرجلين بصريان، ومن أصول بصرية خالصة. وبذلك تكون نصف حجة الطائي ومن دعا بدعوته قد رُدّت، فمع ذلك تبقى أهمية الوزارتين(الاتصالات والبلديات) لا ترقى بالضرورة إلى أهمية وزارة النفط او النقل التي طالبوا بها.
وفي جانب من الموضوع، يقول العارفون ببواطن تشكيل الوزارة، بانها لا ترقى إلى مستوى الطموح العراقي، واحاديث كثيرة تؤكد ان التغيير غير قادم، وهنالك أسماء كثيرة أيضاً وُضعت في غير اماكنها، بمعنى ان السنوات الأربع القادمة لن تقلب معادلة الطموحات، وقضية الدفع بالكتل لاختيار مرشحيها من داخلها لن يأتِ بأسماء مهمة ومهنية، تخصصية. فما شخصية الدكتور الجعفري بصالحة للخارجية ولا قدرات باقر الزبيدي بنافعة للنقل ولا سابقة سلمان الجميلي بقادرة على التخطيط ولا جديد في خلافة حيدر الزاملي على وزارة العدل التي تسلمها من سلفه حسن الشمري (صاحب مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري) ولا أحد يتصور نتائج آلية جمع المالكي وعلاوي والنجيفي تحت خيمة واحدة. وهكذا نحن أمام وزارة أقفالها اكثر من مفاتيحها .
ضمن هذه الرؤية نتوقف عند أحلام البصريين القائلة بوجوب منح حقيبتي وزارتي النفط والنقل لوزرين من البصرة، ترى وما انتفاعكم إذا كانت الأسماء المرشحة لا تخرج عن طاعة الحزب او الكتلة، أو إذا كانت اختياراتكم تصطدم بعقبة رئاسة التيارات السياسية التي في بغداد، وهل يمكنكم اختيار شخصية مثل الخبير النفطي ومدير شركة نفط الجنوب سابقا جبار لعيبي او العودة لعامر عبد الجبار وزير النقل السابق ابن ميناء المعقل والقبطان البحري الذي خبر البحار والمحيطات ؟ وهنالك العشرات من الأسماء التي اهملها ناخبكم الراكض وراء مذهبه وطائفته وعشيرته وجاء لنا بالحزبي المغلق، والمتشدد المتشدق بالدين وأصوله، العاجز عن إدارة مدرسة ابتدائية . ترى عن أي نوّاب بصريين، بغداديين، مصلاويين، انباريين يتحدث اخواننا في المواطنة .
عند كل إخفاق خدمي إداري يتوقف سكان البصرة عند شخصية المدير العام لمصلحة الموانئ العراقية الجنرال مزهر الشاوي، في حكومة عبد الكريم قاسم المولود في بغداد والذي عمل وخلال سنوات أربع لا أكثر ما لم يعمله بصري لمدينته، وما المعالم المُقامة في مدينة المعقل، من الميناء إلى المسكن فالمدرسة إلى الشارع فالحديقة فالرصيف ووووو الباقية حتى اللحظة هذه بخافية على احد، لا بل هي التي عجز كل الذين تعاقبوا على إدارة الميناء من بعده على الإتيان ببعض منها، حيث لم تتمكن إدارة الميناء من بناء دار واحدة بعده، وهو الذي طوّع الآلاف من سكان أرياف العمارة من العاملين في منشآت الميناء على تقبل المدنية وتمثلها ليصبحوا مواطنين أسوياء، تفخر المدينة بان الطبيب والضابط والمدرس والمحامي ورجل الأعمال الناجح كانوا من أبناء جيلهم الثاني.
لا نريد وزراء تفرضهم أحزابهم علينا، نريد موظفين عابرين لمناطقهم يجعلون من العراق أجمعه نصب أعينهم، فقد كان عبد الكريم قاسم مواطنا عراقيا بامتياز، وكذلك كانت وزارته، نريد من يئد الطائفية والإرهاب لا بعسكره وبنادقه حسب إنما بتفكيره وعلمه ووعيه، نريد من يؤسس لأجيالنا القادمة حاضنة للتمدن وقبول الآخر والعمل على ترسيخ مبدأ المواطنة خارج حسابات الدين والمذهب او الطائفة والعرق، لكن أحلاما كهذه لا تلوح في الأفق مع الأسف .
وزيران بصريان ... لكن
[post-views]
نشر في: 9 سبتمبر, 2014: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
هذا كلام قديم يااستاذ طالب والاتي اعظم والظاهر السيد محمد الطائي يغشم نفسه
محمد توفيق
المرحوم عبد الكريم قاسم كانت له مقولة شهيرة أنا فوق الميول والإتجاهات والمقصود فيها أن ولائه للعراق يعلو في ولائه للطائفة أو للدين أو للقومية. ولمحمد الطائي وقفته حين انسحب من جلسة البرلمان حين تجاهلواالبصرة التي يستلمون رواتبهم من نفطها وكان حري بنواب