مخرج ومصور وكاتب سيناريو وممثل ، ولد عام 1959. حاز على جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه "سبات شتوي" في مهرجان كان السينمائي عام 2014. في هذا اللقاء يلقي الضوء على تجربته في صناعة هذا الفيلم. *"سبات شتوي" فيلم يغذيه الكثير من الحوار، وهي مقاربة ج
مخرج ومصور وكاتب سيناريو وممثل ، ولد عام 1959. حاز على جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه "سبات شتوي" في مهرجان كان السينمائي عام 2014. في هذا اللقاء يلقي الضوء على تجربته في صناعة هذا الفيلم.
*"سبات شتوي" فيلم يغذيه الكثير من الحوار، وهي مقاربة جديدة بالنسبة لك، ما السبب في هذا التغير في المسلك؟
-أحب الحوار كثيراً . من الصدفة أنّ هناك الكثير منه في فيلمي الطويل الأول "كاسابا" . بما أننا لم نسجل الصوت بشكل حي كانت لدينا بعض المشاكل ومنذ ذلك الحين كنت خائفا قليلاً من الحوار. لكني أحب المسرح أيضاً. لم أستعمل الكثير من الحوار هذه المرة فحسب بل أيضاً اعتبرته أمرا أدبيا تماماً. هذا النوع من اللغة يستعمل على نطاق واسع في كل من المسرح والأدب لكن من الخطر تماماً استعماله في السينما، وربما لن ينجح جيداً. في أفلامي الأولى كنت حذراً جداً في الأمور الطبيعية والواقعية لكني أدركت بأنّ ذلك يؤدي كثيرا اليوم في الأفلام وحتى في إعلانات التلفزيون، التي تستخدم فيها غالباً لغة الشارع. بسبب ذلك قررت أن أتحول نحو نوع أكثر أدبية من الحوار ولأرى إن كان شكسبير أو دوستويفسكي يمكن أن ينجحا على الشاشة الفضية. ومع ذلك، ولأن الحوار يقتضي جهداً، احتجتُ إلى ممثلين محترفين لأنّ غير المحترفين سوف يلاقون مشكلة في أداء الأدوار.
*يعالج الفيلم عدداً كبيراً من الثيمات من العلاقات الزوجية إلى القضايا السياسية والاجتماعية. فهل هو انعكاس لما يحدث الآن في تركيا؟
- لم أضع أية إشارة في فيلمي للموقف الحالي في تركيا. وعرضياُ لا أظن أن أي مخرج يتهرب من الأحداث الحالية الجارية في بلده لأنّ لديه واجب تمحيص هذه الأمور على مستوى أوسع. لكن كل شيء يحدث، مهما كان في العالم، يمكن شرحه بالتأمل في الطبيعة الإنسانية. اعتقد أن واجب صانع الفيلم يختلف عن واجب الصحفي. بالطبع، يستطيع المرء أن يعمل صحفياً ، لكن الأكثر من ذلك أعتقد بأنه يجب أن يخاطب روح المشاهد، ويحاول أن يحقن بعض العاطفة فيه. إذا ما تعلم المشاهد أن يشعر بالقليل من الخجل من أمور معينة فإن هذا يعني مسبقاً أن الفيلم نجح بطريقة ما. محاولة فهم الروح الإنسانية هو ما حفزني على صناعة الأفلام.
*لماذا اخترت مثل هذه المنطقة الاستثنائية للتصوير؟
-لم أرغب بالتصوير في ذلك المكان، لكن لم يكن لديّ أي خيار بعد أن أنجزت بعض البحوث. رغبت بموقع بسيط لكنه سياحي أيضاً. ومع ذلك في "كابادوسيا" كان ذلك هو المكان الوحيد الذي ما زلنا نجد فيه سياحاً في الشتاء. يتطلب الأمر أن يكون الموقع بعيداً عن المدن الكبيرة – لذا كان هذا هو الموقع الوحيد. كنتُ خائفاً قليلاً من التصوير في كابادوسيا لأنه مكان ذو جمال شاسع أكثر مما كنتُ أرغب به، لكني آمل أني لم أعرضه بتباه ٍ مفرط. صورت أول سقوط للثلج كي أرمز إلى التغير في الجو لأن القليل جداً من البياض كان أفضل لعيشنا العقلي الرغيد ( يضحك). كان الجو بارداً تصل درجة الحرارة أحياناً 10 تحت الصفر وكنا نتجمد فعلاً. لكن الثلج لم يسقط بما يكفي فكان علينا أن نصور مشاهد الثلج بشكل سريع جداً.
*ما نقطة الانطلاق بالنسبة للفيلم؟
-إنها تعتمد على ثلاث قصص قصيرة لتشيخوف وهي التي ألهمت بعضاً من الحوار. صادفتنا مواقف مشابهة في حياتنا اليومية وحصلت على انطباع بأن هذه القصة مكتوبة كي تمثل في تركيا. الإنسان يظل إنساناً أينما ذهب لكني لا أستطيع أن أقول بأني صنعت فيلماً عن موضوع مخصص وواضح. ما أحب أن أعمله هو صناعة أفلام غامضة تنتهي فتتركك بعواطف مختلطة. أحياناً يسألني الناس كيف لي أن أوجز أفلامي في كلمة أو جملة لكني لا أستطيع أن أتدبر الأمر!
*هل تجسد شخصياتك رؤية متشائمة للوجود؟
-هناك الكثير من الأمل في شخصياتي كما في الحياة نفسها. بعض المخرجين يحبون أن يقدموا ملاحظة متفائلة في نهاية أفلامهم، لكني لا أفعل ذلك. أنا واقعي تماماً وأحياناً عليك أن تعرف كيف تكون متشائماً. أفكر أيضاً بأن نهاية الفيلم كانت متفائلة جداً وخلال عملية المونتاج جعلت من كلام "أيدن" أكثر تشوشاً قليلاً كي تكون وطأة الشخصية يمكن أن تحملها أيضاَ زوجته قليلاً. في الفيلم، لا أحب حقيقة أننا نستطيع أن نفهم مباشرة ما يقوله الناس، وفي النهاية أستطاع "أيدن" أن يقول هذه الكلمات كي يريح نفسه دون أن يكون صريحاً، لهذا عتمدت هذه القضية.