مؤتمرات دولية متعددة عقدت للاهتمام بالقضاء على الأمية ومنها ، المؤتمر العالمي الثالث للمرأة عام 1985 في نيروبي، والمؤتمر العالمي حول التعليم للجميع في جوميتيان بتايلاند عام 1990، والاجتماع العربي الإقليمي التحضيري للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكي

مؤتمرات دولية متعددة عقدت للاهتمام بالقضاء على الأمية ومنها ، المؤتمر العالمي الثالث للمرأة عام 1985 في نيروبي، والمؤتمر العالمي حول التعليم للجميع في جوميتيان بتايلاند عام 1990، والاجتماع العربي الإقليمي التحضيري للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين عام 1995، والمؤتمر العربي الإقليمي بشأن التعليم للجميع الذي عُقــد بالقاهرة سنة 2000، والمنتدي الاستشاري الدولي بخصوص التعليم للجميع في دكار عام 2000. وكلها تركز على ضرورة الاهتمام بتعليم الفتيات والنساء في المناطق الريفية والنائية، وإعطائهن الأفضلية عند وضع الخطط والبرامج الوطنية المتعلقة بتعميم التعليم الأساسي والقضاء على الأمية.

وما زالت نسبة كبيرة من نساء العراق نتيجة التقاليد الثقافية والاجتماعية الخاطئة، يعانين من الأمية، وهو ما كان محورنا في هذا التحقيق:
السيدة مها كاظم البالغة من العمر 55 عاما من بغداد منطقة الفضل دخلت محو الأمية لمركز الشهباء وأمنية حياتها قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك او في يوم الجمعة وتقول: اشعر بالحزن حين أرى المتعلمات ،اشعر أنهن بشر وأنا لست مثلهن.
أنا وأخواتي الست عشنا كالعبيد لزوجات أخوتي حين كنا بنات فنحن يتيمات بلا أب ولا أم اللذين ماتا في حادث سيارة وعشنا خادمات لحين تزوجت كل واحدة منا وجميعنا لا نجيد القراءة والكتابة."
وتؤكد" عشت حياتي ذليلة مع زوجي، فدائما أتوسل به حين أطلب المال لأشتري الملبس او حاجة ما لأطفالي او قطعة أثاث للبيت ولو كنت متعلمة ولديَّ راتب لما احتجت لشيء.
أما السيدة علياء نور الدين تبلغ من العمر 40 سنة فقالت : أشعر بسعادة كبيرة وأنا أتعلم حروف الأبجدية ولكن اشعر بالخجل من أولادي حيث أني أدرس معهم الحروف ذاتها، بل ودائما ما يضحكون من قراءتي عند تهجي الحروف وأرمي اللوم على أُمي التي كانت تغار من فكرة إكمال تعليمي وتعليم أخواتي ولا تفرح بنجاحنا لأنها كانت أُميــة .
وأضافت" وحين تزوجت ساعدني زوجي في هذا المجال ووافق ان ادخل محو الأمية لأتعلم وأنا لا اُريد سوى شهادة الابتدائية لكي أفهم ما يدور من حولي .
تقول الباحثة الاجتماعية ليلى محمد: إن الفتاة الأمية غير المتعلمة عاجزة عن القيام بعمل منظم مما يجعل إنتاجها قليلاً ومكسبها مساوياً لإنتاجها القليل، مما يؤثر على مستواها الاقتصادي، فهي لا تحسن الأداء ولا تثاب بأجر عن عمل لم تؤده، عكس المرأة المتعلمة التي تشارك في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية"
والإعلامية .
أما الناشطة نجوى القيسي فقالت: تنص الدساتير والسياسات التربوية في الدول العربية وبقية دول العالم الإسلامي على حق البنت وتكافؤ فرصتها في التعليم، شأنها شأن الرجل، ويأتي هذا النص إيماناً بمبادئ الدين والديمقراطية والعدالة والمساواة، فأستغرب لماذا تحرم من التعليم؟"
فيما قال مقدم البرامج الإذاعي رائد ميثم : مواصلة الاهتمام بتعليم الفتيات في مراحل التعليم المختلفة تحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص ورفعاً للمستوى الاجتماعي في البلاد، بل ويزيد من الدخل الاقتصادي للبلد فيجب مكافحة سرطان الأمية في العراق بأسرع وقت."
الخبير الاقتصادي احمد مازن الساعدي قال : أشارت دراسة حديثة للبنك الدولي إلى الفوائد الاقتصادية الكبيرة لتعليم النساء، وأظهرت أن تعليم البنات سنة واحدة إضافية يحقق زيادة في العوائد العامة بنسبة تزيد على 20%، كما بينت أن الأجور التي تتقاضاها النساء، تزداد بنسبة (20-10)% نتيجة تحسن التعليم وبالتالي تحسن الأداء وزيادة إنتاجية النساء، ويقلل من الخصوبة لدى النساء بنسبة 10% ويقلل معدل وفيات الأطفال بنسبة 10% أيضا.ً
وأضاف" من دون أدنى شك أفضل طريقة لزيادة ازدهار أي بلد هي في زيادة نسبة التحاق الفتيات بالتعليم وعدم حرمانهن من التعليم."