TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > الأسطورة والجنس في النحت الحديث

الأسطورة والجنس في النحت الحديث

نشر في: 12 سبتمبر, 2014: 09:01 م

كلما قرأت له كتاباً جديداً , زاد اعجابي به وقلقي عليه , فهو طاقة مبدعة استثنائية يمتلك مواصفات المثقف العضوي الراكز الذي لا يدخر شيئاً من معارفه ومعرفته في التصدي لأخطر الموضوعات وأعقدها ولانه بهذه المواصفات والقدرات والطموحات فان الخوف والقلق يأتي ح

كلما قرأت له كتاباً جديداً , زاد اعجابي به وقلقي عليه , فهو طاقة مبدعة استثنائية يمتلك مواصفات المثقف العضوي الراكز الذي لا يدخر شيئاً من معارفه ومعرفته في التصدي لأخطر الموضوعات وأعقدها ولانه بهذه المواصفات والقدرات والطموحات فان الخوف والقلق يأتي حرصاً على ما يمتلكه من ثراء وخشية عليه من المتاعب والجهد الذي يبذله جلّ وقته من اجل ما ينتجه ويقدمه للقارئ من فتوحات وانجازات مبتكرة في متن الثقافة العربية وهو الذي لا يفرط بساعة من ليل العراق قراءة وبحثاً وكتابة رغم اعتلال الصحة وانطفاء العين وضغوطات العقد السابع من العمر المديد , كل ذلك لكي يترك ارثاً معرفياً ثميناً لا تضاهيه اموال الدنيا الزائلة ... ولا أقول جديداً من بين مبررات اعجابي به , هذا التنوع الجميل والدأب على ملاحقة الظواهر التي تستحق الإشادة والإشارة بها وإليها في حياتنا الثقافية الراهنة , فهو اضافة الى انشغاله الرئيسي بالأساطير والتراث الرافديني حفراً ومشاكسة , فان متابعته المنتجة للشعر والفوتوغراف والتشكيل لا تقل عن انشغالاته الأساسية , فقد أصدر اكثر من كتاب عن فن الكبير جواد سليم وفوتوغراف كفاح الأمين وفؤاد شاكر وله في مشغله الآن مخطوطة عن الفنان هيثم فتح الله ومراد الداغستاني وها هو يضع بين ايدينا اصداره الجديد ـــ الاسطورة والجنس في النحت الحديث ـــ الصادر عن دار تموز الدمشقية اواخر عام 2014 , والذي يكرسه عن تجربة الفنان التشكيلي الدكتور محمود عجمي التدريسي في كلية الفنون الجميلة في بابل , ولنقرأ ما كتبه المفكر الباحث ناجح المعموري في اهدائه جديده لي ملخصاً فحواه بالقول :
اخي شكر الصالحي هذه دراسة عن فنان كنت أول من أشار له , وانا واثق ان حماسك انذاك ظل كامناً في اللاوعي , وصعد في اللحظة التي التقيت بها الدكتور محمود عجمي , انها دراسة وظفت الميثولوجيا على ابداعه المهم والحيوي ....
اذاً هو كتاب بكر عن تجربة فنان مميز لم ينل ما يستحقه من اهتمام بحثي أو نقدي , والفنان عجمي من الاسماء المهمة في المشهد التشكيلي العراقي وله اسهامات جادة في اللوحة والنحت المستمدين من الإرث الحضاري لبلادنا العريقة فقد أقام العديد من المعارض الشخصية والمشتركة ومنحوتاته تزين فضاءات كليته في بابل.
يقول المعموري :
منحوتات عجمي طينية / فخارية , واراد من مادتها الطيعة العودة بخطاب الجنس الى لحظته الاسطورية الاولى التي كانت فيها الآلهة الأم هي المشتغلة الوحيدة على الطين وانتجت الانسان , خلقته وولدته , وصار الطين بسبب تلك العلاقة مركزاً في الانطولوجيا البشرية في الديانة السومرية والأكدية , وكأنه يريد من الإبقاء على غرينية الطين ولونه صفع حضارتنا التي عطلت كثيراً من وظائف المرأة ........
ويضيف المعموري :
الأيادي في منحوتاته غير مكتملة , والرأس مغيب قصدياً , وكأنه يستدعي الالوهات الطينية التي عرفتها الديانات الشرقية المبكرة , واحياناً تبدو منحوتاته ــ المرأة ـــ متناظرة مع الوهات الزمن الأول , والسبب في التغييبات القصدية مسعى الفنان لهيمنة رمزه : الثور , بوصفه بؤرة مشعة وخلاقة في علاقته مع المرأة , وهي ظاهرة بطغيان وسيادة كاملة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram