تم انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة على خلفية وعده بإنهاء المشاركة الأميركية في حربين لا تحظيان بالشعبية، لكن ليلة أمس الاول و بعد ست سنوات على توليه الرئاسة و بعد أكثر من سنتين على سحب القوات الأميركية من العراق، اضطر الى الإعلان عن
تم انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة على خلفية وعده بإنهاء المشاركة الأميركية في حربين لا تحظيان بالشعبية، لكن ليلة أمس الاول و بعد ست سنوات على توليه الرئاسة و بعد أكثر من سنتين على سحب القوات الأميركية من العراق، اضطر الى الإعلان عن فتح جبهة جديدة ضد المسلحين الإسلاميين .
على مدى السنوات الثلاثة الماضية، فعل أوباما ما بوسعه لتجنب انخراط الولايات المتحدة مرة أخرى على نطاق واسع في الشرق الأوسط ، مقللا من شأن التهديد الناجم عن الفراغ السياسي الذي سببته الحرب الأهلية في سوريا و ظهور التهديد الارهابي الجديد الذي ولّدته هذه الحرب .
بقلب مثقل وقف أوباما على منصة البيت الأبيض ليعلن نهاية المهمة الأميركية " المحدودة " للشهر الماضي و بدء " حملة منسقة من الضربات الجوية " ضد مقاتلي مجموعة داعش . لم يضع الرئيس وقتا محددا لهذا الإجراء العسكري الجديد – و انما قال فقط " ان اجتثاث سرطان مثل داعش سيستغرق وقتا " - و حذّر ان ذلك لم يعد مقتصرا على العراق فقط و انما سيقوم بمطاردة الإرهابيين " أينما وجدوا " بما في ذلك سوريا .
تبقى هناك الكثير من الخفايا و الأسئلة – من أدوار الشركاء في التحالف، الى التأثير غير المتوقع على الحرب الأهلية في سوريا، و الرغبة الحقيقية للبلدان السنية بالدخول في المعركة ضد داعش – لكن بعد أسابيع من الغموض حدد أوباما أخيرا مسارا للمستقبل رغم انه غير مؤكد ، حيث قال " الليلة و مع تنصيب حكومة عراقية جديدة ، و بعد مشاورات مع الحلفاء في الخارج و الكونغرس في الداخل ، يمكنني ان أعلن بأن أميركا ستقود تحالفا واسعا لدحر هذا التهديد الإرهابي ". على مدى ثلاث سنوات كان السيد أوباما ينفي حجم التهديد الذي تشكله داعش و يتردد في التدخل المباشر، حتى أجبره تقدّم داعش في العراق خلال الشهر الماضي على التدخل . كانت هذه خطوة عملاقة للأمام .
قبل عام واحد بالتحديد، وقف السيد أوباما على نفس المنصة ليفسر سبب عدم قيام أميركا بضرب نظام الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية – رغم إقراره بأن هذا ما كان يجب ان يفعله . ثم انجرت أميركا الى مشهد مثير للأعصاب يتمثل بمناقضة الرئيس لنفسه. اما ليلة أمس الاول فكانت على العكس من ذلك، حيث كان اوباما واضحا و متناغما للقيام بإجراء ضد تنظيم إرهابي " ليست لديه رؤية غير قتل كل من يقف في طريقه ".
بقى ان نشهد ما اذا كان بإمكان السياسيين المتناحرين في البلاد مقاومة تسييس الحرب على داعش ، اما حاليا، فان استطلاعات الرأي تبين ان الرأي العام يسانده، مع اكثر من 70 % يؤيدون المزيد من الضربات بعد قطع رؤوس إثنين من الصحفيين الأميركيين .
مع رئيس يقر بأنه يتصارع مع كادر مكتبه، و كان على الدوام يخجل من فكرة قدرة أميركا على جعل العالم مكانا أفضل ، فقد حاول الرئيس اوباما على الأقل تحشيد أناس أنهكتهم الحرب تجاه قضية ضرورية . في نهاية خطابه قال أوباما " ان أميركا و بركاتنا التي لا تنتهي تضع على عاتقنا عبئا مستمرا، لكن بصفتنا أميركيين فنحن نرحب بمسؤولية القيادة".
عن: التلغراف