TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هللة هلله بالتظاهرات

هللة هلله بالتظاهرات

نشر في: 14 سبتمبر, 2014: 09:01 م

ثلاث خطوات، أو سموها قرارات إن أحببتم، جاء بها حيدر العبادي في أول أسبوع من رئاسته لمجلس الوزراء وأراها تحمل حسا إنسانيا يبشر بالخير القادم:
1.إلغاؤه الألقاب التي أقل ما يقال فيها إنها كانت "شي ما يشبه شي". فلا "المعالي" عالي. ولا "دولته" أرسى طابوقة واحدة في بناء الدولة. إنها ليست أكثر من امتهان لعقل الإنسان العراقي المنكوب والضحك على مشاعره.
2.تحريم قصف المدنيين في المناطق التي عمّها بلاء داعش.
3.التقاؤه بايرين ايفرز ممثلة منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي تفاعل معها ووعدها بالتعاون مع المنظمة من اجل حماية واحترام حقوق الإنسان العراقي. على العكس تماما من صاحبنا "سالف الذكر" الذي كان يرى المنظمة مصابة بمرض "الازدواجية"وتستهدفه شخصيا. سبحان الله!
مشكلة "سالف الذكر" ان حقوق الإنسان كانت ترعبه. رعب تحول، شيئا فشيئا إلى فوبيا من التظاهرات. من ترعبه التظاهرات السلمية، في وعيه أو لا وعيه، ترعبه الحياة والسعادة والحرية. وما أضيق العيش في بلد تحكمه نفس مرعوبة من نور الحياة، ولا تهدأ إلا في الظلمة.
أي تظاهرة كانت تخرج، حتى لو من اجل مياه نظيفة أو مجار بيها حظ، يعتبرها الحاكم المرعوب تهديدا لكرسيه. هكذا تعامل مع أرقى وأشيك تظاهرة خرجت في 25 شباط عام 2011 بساحة التحرير. فرقها بالعصي والسياط والرصاص وتابع جلاوزته بعضا من شبابها ليجلدوهم في المطاعم.
تحجج بالخوف عليهم من القاعدة. زين، لماذا لم يخف من القاعدة والبعث على الذين خرجوا من اجل التشبث بكرسي الثالثة وذئاب داعش على الأبواب؟
الفوبيا ذاتها انتابته مرة أخرى وأفقدته رشده ثم طيرته في ما بعد، حين رمى أهل الغربية أسلحتهم وخرجوا للشوارع في تظاهرات بطرك صدورهم للمطالبة بحقوق هو قال عنها مشروعة. وصل الأمر إلى ان فرقهم بالسلاح بعدما احتقرهم بأبشع الألفاظ.
أتمنى على العبادي، ان يفتح الباب أمام التظاهرات السلمية وأن يشجعها. أذكره بزاوية "الهايدبارك" التي قطعا قصدها في واحد من أيام الأحد عندما كان بلندن. هناك حيث يأتي من يشاء ليقول ما يشاء وبحماية شرطة الدولة.
ها هي حديقة الأمة أمامك، فليتك تفتح بها ركنا حرا كل يوم جمعة ليكون مسرحا لتظاهرات الناس المظلومة وغير المظلومة وبحماية القوات الأمنية مع رعاية خاصة منك. ستكون أنت الفائز الأول. وهل هناك فوز ألذ من أن تأمن شعبك وتوفر لهم الأمان وتسمعه ويسمعك. سيحبونك حتما. وصدقني لا نعمة تضاهي نعمة كسب محبة قلوب العراقيين البيضاء التي أتعبها القهر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    شكرا لك ااستاذ هاشم من الواجب اليوم ان نقف مع السيد حيدر ونشد من ازره ونشجعه على مافيه من منفعة للبلد ولكن لو حذى حذو سلفه المختار سنقف له بالمرصاد ونقول له قف مكانك انك قد خرجت عن جادة الصواب

  2. محمد توفيق

    دكتور هاشم... يعني احنا يمكن نروح زايد لما نعتبر العبادي مثل الإصلاحي غورباجوف ترى كلهم جانوا بلندن بس ما عرفوا شي من الثقافة الإنكليزية بس الحسينيات الله وكيل. وهسه ترديهم يسوون ساحة الأندلس هايد بارك ... هذا حلم !

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram