أكدت وزارة الخارجية البريطانية امس الأحد صحة شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنظيم "الدولة الاسلامية" إعدام الرهينة البريطاني ديفيد هاينز بقطع الرأس. وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة "فرانس برس" "كل شيء يدل على ان شريط الفيديو صحيح وليس لدينا اي سبب للاعتقاد
أكدت وزارة الخارجية البريطانية امس الأحد صحة شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنظيم "الدولة الاسلامية" إعدام الرهينة البريطاني ديفيد هاينز بقطع الرأس. وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة "فرانس برس" "كل شيء يدل على ان شريط الفيديو صحيح وليس لدينا اي سبب للاعتقاد بانه ليس كذلك".
وبث تنظيم "داعش" المتطرف مساء أمس الاول السبت شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس عامل الإغاثة البريطاني، وبرر إعدام الرهينة بأنه رد على انضمام لندن الى "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضده.
وشريط الفيديو الذي حمل عنوان "رسالة الى حلفاء أميركا" وبُث على الإنترنت كما بثه مركز "سايت" المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية الإسلامية المتشددة، يظهر هاينز (44 عاما) جاثياً على ركبتيه ومرتدياً بزة برتقالية وخلفه يقف مسلح ملثم يحمل سكيناً ينحر به في نهاية التسجيل الرهينة البريطاني، في تكرار لسيناريو الشريطين اللذين سبقاه وصور فيهما التنظيم إعدام صحافيين أميركيين اثنين.
ويبدأ الشريط ومدته دقيقتان و27 ثانية بمقتطف من تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهو يعلن فيه عزم حكومته على مساعدة الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية لقتال التنظيم المتطرف. بعدها، يظهر في الشريط الرهينة وخلفه المسلح الملثم الذي يوجه رسالة الى كاميرون بالإنكليزية وبلكنة بريطانية ويبدو انه نفس الرجل الذي ذبح كلاً من فولي وسوتلوف في السابق.
وفي رسالته لكاميرون، يقول الملثم إن "هذا المواطن البريطاني سيدفع ثمن وعدك يا كاميرون بتسليح البيشمركة ضد الدولة الإسلامية".
ويضيف ان "تحالفكم الشيطاني مع أميركا التي لا تزال تقصف المسلمين في العراق ومن آخر تلك الاعتداءات قصف سد حديثة الذي سيكون السبب في تعجيل تدميركم، وقيامك يا كاميرون بدور العبد الذليل المطيع سيستدرجك وقومك الى حرب دموية وخاسرة أخرى". وفي الشريط نفسه يظهر رهينة بريطاني آخر هدد التنظيم بذبحه اذا أصر كاميرون على قتال التنظيم المتطرف.
وسارع كاميرون الى إدانة إعدام عامل الإغاثة الإنسانية، واصفاً ذبح مواطنه بـ"الجريمة الدنيئة" ومتوعداً بـ"ملاحقة" مرتكبيها.
بدوره، عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تضامن الولايات المتحدة مع بريطانيا بعد إعدام هاينز، متوعداً بالقضاء على التنظيم المتطرف.
من هو الرهينة البريطاني الذي أعدمه "داعش"؟
قتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) امس الأحد الرهينة البريطاني ديفيد هاينز، بعد أقل من أسبوعين على بث شريط فيديو يظهر ذبح الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف، في ما اعتبره التنظيم ردا على انضمام لندن لما وصفه بـ "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضده.
تزوج واستقر في اسكوتلندا وله ابنة، وبعد طلاقه من زوجته الأولى، التقى زوجته الثانية، وهي كرواتية تدعى دراغانا، ، خلال عمله كمشرف على أعمال إغاثة قرب سيساك، حيث تزوجا في العام 2010 واستقرا وأنجبا طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام.
وعمل هينز في الحقل الإنساني منذ العام 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط. وشغل منصب رئيس مكتب إقليمي للأعمال الخيرية المكلفة بإدارة خطة تموّلها المفوضية الأوروبية لمساعدة مئات من النازحين بالعودة الى البلاد وإعادة بناء منازلهم . وشارك في مشاريع أخرى في كرواتيا مثل إعادة بناء روضة أطفال في بنكوفاك.
وبُث شريط إعدام هاينز في اليوم نفسه الذي وجهت فيه عائلته نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الإفراج عنه.
وبعد بث شريط الإعدام، قال مايك هاينز شقيق ديفيد في بيان إنه فقد "أخا عزيزا... قتل بدم بارد".
وأثار الفيديو امتعاضاً واستنكاراً عالمياً واسعاً، وتوعّدت بريطانيا بمحاسبة الفاعلين، وأبدت واشنطن تضامنها مع لندن.
ويأتي الإعلان عن إعدام هاينز في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم "داعش" الذي بات يسيطر على مناطق واسعة على جانبي الحدود العراقية - السورية ويمتلك إمكانات مالية وعسكرية تفوق ما تمتلكه جيوش عدة في العالم.