وسط انشغال الجميع وخاصة الصحفيين الرياضيين في مراقبة ما تسفر عنه مشاركة منتخبنا الأولمبي في دورة الأسياد لاسيما بعد النتيجة المتوقعة له بفوزه على منتخب النيبال (4-0) والتأهب لمواجهة حامل اللقب اليابان بعد غد الأربعاء، تلقينا رسالة عبر البريد الالكتروني من إحدى الشخصيات الرياضية المعروفة التي خدمت الكرة العراقية والإعلام الرياضي في آنٍ واحد تساءل فيها الرجل: هل شهد حوار (المدى) مع وزير الإعلام السابق الجزائري عزّ الدين ميهوبي أحد أهم الصحفيين الرياضيين العرب الذي نشر يومي 4 و6 أيلول الحالي تفاعلاً صميمياً من المعنيين في صُلب الحديث سواء وزارة الشباب والرياضة أم اللجنة الأولمبية الوطنية أم اتحاد الصحافة الرياضية لأهمية التشخيصات التي أوردها ميهوبي أزاء تقويم العلاقة بين الصحفي والمؤسسات الرياضية ؟
صراحة لم يسبق أن انتظرنا رداً أو تعليقاً أو توضيحاً من مسؤول أو جهة معنية بمقترح أو انتقاد أو إصلاح لأننا على يقين تام أن الغالبية ممن يمسكون بمفاصل القيادة في الرياضة لا يبالون لذلك إلا إذا كانت المعلومة تهدد مقاعدهم أو تفضح سلوكهم ويشعرون بتهديد حقيقي إذا ما لفحت نار القضية سمعتهم والأمكنة التي يُفترض أن يحموها بإجراءات تستقيم معها مُعطيات العمل الرياضي النزيه والأمين ، لكن لا أمل يُرتجى من البعض في إصلاح شأنهم ما دام هناك مُرتزقة من الدُخلاء على المهنة يتبرعون بالدفاع عن المسؤول لتبييض وجهه .. وجيبه !
إن مقابلة ميهوبي فتحت النار على أدعياء الانتماء إلى الصحافة الرياضية وهي بَراء منهم بعدما اتخذوها باباً للتسوّل وفرصة للوجاهة (المزيّفة) ولم يمارسوا تخصصها كما تقتضيها موجبات المهنة وضوابط التعريف الدقيق لـ(الصحفي الرياضي).
صراحة ميهوبي لـ(المدى) كشفت أيضاً مستور حال بعض المؤسسات الإعلامية العربية التي لم تعد تحفظ مهابة وكرامة صحفييها وذلك بتقتير حقوقهم المادية برغم ارتماء المؤسسة في حضن "البزنس" وضياع (المنهج والاستقلالية) عصبي حياة أية وسيلة إعلامية، وتحويل مصير الرسالة الصحفية الى نص مدائحي في موائد السلاطين !
نعم نتوافق في رأي ميهوبي ان 90% من القنوات والصحف العربية التي تجاوز عددها 1000 اصبحت اكشاكاً لتصريف بضائع كاسدة لا تتواءم مع ظروف المشاهد والقارىء العربي التي ضربت تطلعاته للحياة وانهكت طموحاته بمسايرة شركائه بالمصير على سطح الكرة الارضية في ظل نمو ظاهرة (إعلام العائلة) حيث اصبح المواطن البسيط يمتلك نافذة خاصة به عبر (الفيسبوك) يطل منها الى شرفات "الصداقة" مع مواطنيه ونظرائهم في الدول العربية والعالمية يتبادلون إعلاماً خاصاً بهم يتضمن المعلومة والصورة بلا رقيب ، وغالباً ما تكون مصداقيتها تفوق الكثير من مضامين وسائل الإعلام ذات النزعات الربحية على حساب منتوجها.
كما لابد أن تأخذ اللجان الأولمبية العربية تأييد ميهوبي بشأن تعشيق دور الصحفي الرياضي ضمن منظومة الاحتراف على محمل الجـِد وتدرس آليات دمجه بما يفعّل برامجها بالتنسيق مع دعم الصحافة لتكون جسراً قوياً يعبر بالمنجزات المحلية الى الضفاف الدولية، وتراقب حركة المتقاعسين وتؤشر مكامن الرقي بالألعاب وابطالها بالقرب من مصدر القرار الأولمبي.
ولعل أهم منطقة مَسَكَ عندها ميهوبي جُرحها النازف، هي إقبال عشرات الطارئين على الصحافة الرياضية العربية للحصول على (بطاقة الانتماء) ولم يمارسوها وفق ضوابطها التي تشترط التفرغ التام للعمل في كنفها، فأصبح واقعها بائساً وتحوم حول أدائها الشكوك في احايين كثيرة بسبب وجود مُدعي لقبها ممن لا يعرفونها إلا بالسنة مرة أو مرتين أو ثلاث في زياراتهم للمؤسسة الاعلامية أو من هواة كتابة العمود الشهري فقط ولا تراه إلا صدفة في الملعب أو الشارع ، وبرغم ذلك يقف بلا خجل ليؤدي دور المُعارض مندداً وشاجباً ومحتجاً امام هاضمي حقوقه في السفرات وأغراض أخرى، مُطالباً بمساواته مع الأعضاء الفاعلين..هكذا بكل صلافة ووقاحة !!
إن الحجر الكبير الذي ألقاه ميهوبي في مياه الاصلاح عساه أن يُنبّه القائمين على اتحادات الصحافة الرياضية لكونهم مسؤولين عن قاعدة عريضة من اصحاب المهنة الأصلاء ولا يجوز ان يضمّوا اليهم دُخلاء يروّضون انفسهم حدّ الوهم بأنهم يصلحون لكل شيء مثل السَلطة، ولا حديث لهم سوى التبجح بصورهم ومقالاتهم الركيكة مع التلميح بمناسبة أو من دونها انهم يحظون بعلاقات نافذة مع اصحاب القرار في تلك الاتحادات لغايات انتخابية يتبرعون بأصواتهم سلفاً كل أربع سنوات قبل ان يتواروا عن الانظار بعد انتهاء مؤتمر الجمعية العمومية.
إعلام السُلطة والسَلَطة
[post-views]
نشر في: 14 سبتمبر, 2014: 09:01 م