TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خان جغان"

خان جغان"

نشر في: 14 سبتمبر, 2014: 09:01 م

من بوابة "خان جغان" بإمكان الفاشل في الانتخابات التشريعية "المضروب بوري" بحجم 30 ملم من ناخبيه ، وقواعده الشعبية ، الدخول الى مجلس النواب ، وربما يشغل رئاسة لجنة نيابية ، ويتمتع بالحصانة البرلمانية ويحصل على جميع الامتيازات بقرار ثوري من برلماني أسندت له مسؤولية حمل حقيبة وزارية او تولى منصبا سياديا في الدولة ، أصحاب هذا النوع من المقاعد اشد المدافعين عن مواقف رؤساء كتلهم ،وممثليها في السلطة التنفيذية ، ويقفون ضد اية مطالبة باستجوابهم ، وبفعل وصول نواب الى البرلمان عن طريق التعويض ، والحصول على مقعد نائب اصبح وزيرا ، فقد مجلس النواب العراقي وعلى مدى دورتين تشريعيتين دوره الرقابي ، وتفرغ معظم الأعضاء للإشادة بالحكومة ، على الرغم من انحطاط الأداء على الصعد كافة، وفي مقدمتها تدهور الأوضاع الأمنية ، وهناك من يعزو الأسباب، على مستوى التنظير، الى اتساع الخلاف السياسي ، وتجاهل تطبيق وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الأطراف ، وبروز رغبة الاستحواذ على السلطة وإلغاء مبدأ الشراكة في إدارة البلاد ، هذه الأسباب وغيرها تحدث بها السياسيون منذ سنوات ، ولكثرة تكرارها أصبحت مثل أغاني المعركة ، فيما لم يشخص زعيم سياسي ظاهرة الدخول الى البرلمان من خلال بوابة "خان جغان " وانعكاس ذلك على الأداء التشريعي والرقابي ، لان الجميع كما يبدو استسلموا لحقيقة منح المقاعد الشاغرة الى أصحاب الحظ والبخت .
تشير المصادر التاريخية الى ان والي بغداد العثماني في سنة 1593 ميلادية المدعو "جغالة زادة سنان باشا" أمر ببناء خان للقادمين الى بغداد للإقامة به هم و رواحلهم وسمي بخان جغالة وبمرور الزمن حرفت هذه التسمية لتكون" خان جغان" وكان يأتيه الكثير من المسافرين بمختلف الانتماءات القومية والدينية والاجتماعية وبإمكان اي شخص ان يدخل الى الخان في اي وقت ، فيجد لدابته الرعاية ، فالمكان مشاع ، تحرسه عناصر الجندرمة ، والمبيت غير خاضع لأية تسعيرة ، ولكثرة زواره والمبيت فيه من دون استحصال موافقات مسبقة ، دخل الخان الى الذاكرة الشعبية ، وحصل على امتياز بان يكون مثلا شائعا رددته الأجيال السابقة والحالية "قابل خان جغان " في اشارة الى مكان باستطاعة اي شخص دخوله مجانا، وحصل تحوير على المثل فرضته نصائح وارشادات رجال الدين "قابل الجنة خان جغان كل واحد يدخلها" .
نائب الرئيس تخلى عن مقعده في مجلس النواب لصالح شخصية عرفت بمواقفها الوطنية والجهادية ، لتأخذ موقعها المناسب لخدمة الشعب ، وعلى هذا "الإيقاع الوطني "تم تبادل الأدوار، واطلق حكم المباراة صفارة البداية ، والمدرجات تغص بأكثر من ثلاثين مليون متفرج تراقب وتصفق وتطلق اهازيج التشجيع للفريق الحكومي والسياسي ليحقق الفوز ، ويسدل الستار على خسارات كبيرة ، سببها السماح للفاشلين بالدخول الى المشهد السياسي من باب خان جغان ، ويا كهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. طبيب نازح

    اكيد هذا الشخص هو عدنان الاسدي اليس كذلك عزيزي !!!!!

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram