احتفت رابطة النقاد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ضمن المنهاج الثقافي ليوم الاربعاء الماضي بالشاعر والناقد علي الفواز بمناسبة صدور كتابه الجديد "الثقافة العراقية ـ مقاربات في نقد الدولة والمدينة والجماعة". واوضح مقدم الجلسة الباحث الدكتور جاسم مح
احتفت رابطة النقاد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ضمن المنهاج الثقافي ليوم الاربعاء الماضي بالشاعر والناقد علي الفواز بمناسبة صدور كتابه الجديد "الثقافة العراقية ـ مقاربات في نقد الدولة والمدينة والجماعة". واوضح مقدم الجلسة الباحث الدكتور جاسم محمد جسام ان الفواز يؤكد في مقدمة كتابه على اسئلة ستبقى مفتوحة على أفق واسع لأنها تلامس أزمة الانسان والمكان والمجتمعات، وهي اسئلة تستفز الوجود القلق للانسان لكونه وسط أزماته وتحولاته اصبح كائن سؤالي. وقال: يتناول الكتاب العلاقة الاشكالية بين المثقف والسلطة او السياسي، وآليات المثقف في بناء الدولة الجديدة، مشيراً الى قدرة النقد العراقي الجديد على طرح الاسئلة والاجابة عليها. مبينا ان هذا النوع من النقد قد عدل الكثير من الخطابات التقليدية. فهو خطاب معاصر يرفع شعارات العلم والحياد والايمان والدقة والوعي، وفق ادوات منهجية يستعملها الناقد لاسناد نصه الابداعي.
واشار الفواز الى ان الثقافة هي حوار، وليست كتلة لا تلتقي مع الكتل الأخرى، مبيناً ان المثقف الحقيقي هو الذي يصنع الحوارات والجسور بشكل جيد. وأي مثقف تتعطل لديه القدرة على صناعة هذه التواصلات المعرفية سيكون عابراً او مستنفذاً. وقال: انا شخصياً لا اعد نفسي مؤلفاً بل قارئاً بشكل آخر، وكل ما اكتبه هو جزء من فاعلية القراءة التي تجعل الانسان قريباً من كل شيء في العالم. موضحاً ان القارئ الجيد هو الذي يملك القابلية على استعادة الكائنات من مكامنها البعيدة من خلال فعل القراءة.. واشار الى انه في مجال الشعر كان يجد نفسه كالطفل الذي يحاول ان يكتشف العالم من حوله. مبيناَ انه من خلال ذلك تعلم تعرية الاشياء. وقال: انا لا اثق بالاشياء التي ترتدي المعاطف او الملابس الغليظة، لأن الكائن بطبيعته عارٍ، وكل هذه الألبسة هي اوهام لأننا ابناء خطيئة.. مبيناً انه منذ طفولته كان يحمل هاجس الكائن المتسائل، وفي بداية الثمانينات وجد نفسه يتوغل في اعماق الانسان والاشياء من حوله. فيقول: وجدت ان وظيفة الناقد لدي هي اشبه بوظيفة اللص الذي يحاول ان يدخل بيوت الآخرين ليبحث عن اسرارهم ويقلب في اشيائهم الثمينة، خاصة وان القصيدة هي صندوق عائم لابد للناقد من فتحه والاطلاع على اسراره، وفي ذلك لذة غير منتهية.
وفي مداخلة للناقد علوان السلمان قال: علي الفواز مفجر البرك الساكنة في اتحاد الادباء خاصة وفي المجالس الأدبية عامة، فهو مجموعة من الثقافات والمعارف. كتب في المكان والبيئة والوجود والفكر والشعر والانسان، لكونه يعي ان الثقافة الانسانية تتحصل من التجارب الخاصة ومن التأمل والمعاناة ووطأة الوجود والمعلومات الأدبية والسايكلوجية والتاريخية التي تتفاعل فتشكل موقفاً لدى المبدع الذي يحيطه الحلم والرؤية من اتساع التجربة.
وأضح الناقد زهير الجبوري ان الفواز مادة خصبة للحديث عنه لكونه اثار العديد من النقاط والمسائل التي لم ينتبه اليها احد. وقال: يمكن ان نسميه المثقف الاشكالي، لأنه لا يريد ان يقف عند حدود تسمية معينة في اطار الثقافة.